تأملات ايزيدية
١
سر
لا زلت أجهل ما السر في بنيتنا وكينونتنا نحن أبناء الديانة الايزيدية، تاريخنا مليء بخيبات وانكسارت.. حاضرنا تراجيدي بامتياز ولا نهاية له.. ما مر عام والأيزيدية دون خذلان وماساة، يكاد لا يمر عقد من السنين دون مواجهة حملة إبادة جديدة.. جماعات بشرية مبعثرة هنا وهناك، باختصار، بقايا أثار وتراث لحضارة تمتد جذورها أعماق الارض، طقوس ومعتقدات لشعب يصارع الانقراض ويحاول جاهدا الخلاص من الذوبان، الناجين من طغيان وظلم الفرمانات شعب متميز لا يشبه غيره من شعوب الارض .. نعم لا زلت أجهل سر فرحنا الدائم، سرورنا وتفاؤولنا في أصعب الظروف والمواقف، اجتماعاتنا تملاؤها اغاني ودبكات، كونفرانسات ومهرجانات ايزيدية في لا تخلو من رقصات ودبكات تراثية مزركشة، في الحقيقة، لا تسمح مباديء المنطق ولا قوانين الطببعة مقارنتنا نحن أبناء الديانة الايزيدية بغيرها من ابناء المكونات والاديان الاخرى على وجه البسيطة.
٢
ديمقراطي جدا..
يكاد لا يخلو قاعة دار الضيافة في معبد لالش المقدس خاصة ايام الجمعة والسبت من كل أسبوع من إجراء اجتماع وكونفرانس او انعقاد ملتقى أيزيدي، في كل جلسة واجتماع يطلب اراء المجتمعين، يستمع إلينا جميعا.، يدون في سجله الخاص اقوالنا، في نهاية المطاف لا يعمل بايا منها على الاطلاق.
لا تكمن المشكلة هنا، انما كل المشكلة في السادة المستشارين والمقربين منه، كونهم ليسوا أكثر من صدى مهمتهم تكبير نغمات صوته، انهم دمية ولعابات حركاتهم تحت السيطرة، يكررون توجيهات وتوصيات السيد حرفيا ويعدون ما يصدر منه من كلام دستورا يرجعون اليه عند كل طاريء ويستنجدون به في ألامور المعقدة كونه المنقذ وضامن المستقبل.
فهو وحده ولا غيره يعلم بكل الاشياء، خبير في التاريخ والجغرافيا، عالم في القانون وفسلجة الكائنات، مختص بمضاربات السوق ومعالج جيد وفوق العادة لأزمات الاقتصاد، حتى الميتافيزقية لم تسلم منه كعلم كونه يعد نفسه رائدها ومفسرها الاول ..
٣
الاعلام سلاح ذو حدين
يحق للمراسل التلفزيوني الاستفسار والبحث عن أدق تفاصيل حياة المواطن وكل يتعلق به من الأمور، وللمواطن أيضا كل الحق في الحديث والبوح بالكلام علنا عبر قنوات التلفاز المختلفة، أما ما لا يحق له القناة (إدارة القناة والمسؤولين عنها) بث كل التسجيلات وجميع اللقاءات خاصة ذوي المحتوى الهابط، هناك الكثير ما لا يحق لهم الإعلان والسماح بالبث، فالذوق العام واحترام مشاعر المشاهد أيضا له حقوق، هناك بند خاص وقانون معمول به يلزم القنوات الاعلامية بمنع بث المقاطع التي لها علاقة بظاهرة التنمر والابتعاد عن (الاستهزاء) واستغلال الناس السذج والبسطاء المواطنين الذين لا يعلمون خفايا الأمور ولا يدركون خطورة كل ما ينقاش ويقال خاصة حينما تكون النوايا سيئة لاشباه إعلاميين أصحاب نفوس مريضة وتوجهات مغرضة..
ملاحظة :
عن جولات ولقاءات مراسل برنامج ( مامك ) التراثي في فضائية ( وار) الكوردية ولقاءاتهم باناس بسطاء التفكير والسلوك والتنمر (الاستهزاء) بقسم منهم. اتحدث..
٤
حاملات منجنيق البخور
معلوم للجميع ان الغرض من إشعال طاوة البخور (المناجيق) الغاية منها طرد الأرواح الشريرة وتنقية المكان وصفاء الفكر والنفس وتهيئة الأجواء والاستعداد لاجراء المراسيم الدينية بكل خشوع واحترام وتقديس، اما
ظاهرة كثرة حاملات (منجنيق) البخور في المراسيم الدينية الايزيدية تستدعي الانتباه والمعالجة وذلك بتفسيرها والحديث عنها في المجالس العامة وعند تجمعات المواطنين، لقد كان الطقس إشعال منجنيق البخور متبعا منذ القدم في المناسبات الدينية المقدسة والأعياد (الطوافات، جولة الطاووس، أماسي الأعياد وأثناء مراسيم دفن الموتي) ولا يزال من العادات المتبعة عند أبناء ديانتنا رغم الخلل الظاهر حيث من المفترض استعمال طاوة بخور واحدة في يد قديسة (فەقرا) او يد صبية عذراء لتتقدم الجموع الحاضرة لا أكثر.
أما الذي يجري هذه الايام من مظاهر ازدحام جموع الفتيات والنسوة بشكلها الحالي والكل بيدها طاوة بخور (رغم نواياهم الصافية وخدمتهم الخيرية) تشوه المنظر التراثي والفلكلوري القديم إضافة الى حقيقة ان المشهد لا يخلو من الخطيئة بحق حاملات المناجيق (البخور) اولا وخطيئة في حق الحاضرين المراسيم الدينية أيضا، كون الأمر يخالف اللاهوت الايزيدي وقانون (حەدوسەتێن شيخادي) (قدس سره).