مرت أعوام طويلة لفتت أنظار العالم کله، وإيران وشعبها ترزخ تحت نير حکم جائر يقوم بإستخدام مختلف أنواع القمع ضد أبناء الشعب الى الحد الذي ضاقت فيه السجون بالنزلاء وتصاعدت حملات الاعدامات حتى بلغت حدودا قياسية وجعلت هذا النظام في صدارة دول العالم من حيث إرتکابه للإعدامات، والملفت جدا للنظر هنا، إن الشعب الايراني بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة وبشکل خاص إنتفاضة 16 سبتمبر2022، حيث قام بإعلان موقفه الرافض للنظام أمام العالم کله، وفي ظل موقف دولي ضبابي، إستخدم النظام کل أنواع الطرق والاساليب القمعية لإخماد الانتفاضة والقضاء عليها، فإن الشعب ظل على رفضه للنظام وإستمر في الاعراب عن رفضه لهذا النظام من خلال تحرکاته الاحتجاجية التي يٶکد فيها تقاطعه الکامل مع النظام.
النظام الايراني وبسبب من سياساته ونهجه المشبوه المثير للمشاکل والفتن وتصديره للتطرف الديني والارهاب وتدخلاته في المنطقة، فقدصار خطرا و تهديدا على السلام والامن والاستقرار بحيث قام بعزل إيران عن العالم وقطع تواصل الشعب الايراني بشعوب العالم، وإن وصول الحال بإيران الى هکذا وضع غريب يتنافى ويتعارض تماما مع الحضارة العريقة لهذا البلد وکونه مصدر إشعاع فکري وفني وأدبي و ثقافي، ولاريب من إن المتحدثين في إجتماعات تجمع إيران الحرة 2023، من الشخصيات السياسية الدولية والاقليمية قد أکدوا على هذه النقطة وشددوا على إن هذا الوضع الحالي لايناسب إيران وشعبها ولابد من تغييره وإن أفضل بديل لهذا النظام هو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وإن خطة السيدة مريم رجوي، ذات العشرة بنود أفضل برنامج سياسي لإيران مابعد إسقاط هذا النظام.
الشعب الايراني، وبعد أن رأى الدور الکبير والاستثنائي لقائدته الى الحرية والغد الافضل، السيدة رجوي، فقد إلتف حولها وتمسك بها من خلال الانتفاضة الجبارة التي قام بها وإستمرت لستة أشهر کاملة، وهو يضع کل ثقته فيها وکيف لا يفعل ذلك وهي التي لم تکل أو تمل طوال الحکم الاسود البغيض لهذا النظام عن النضال من أجل شعبها وجعل العالم على إطلاع کامل بما يعانيه من أوضاع بائسة في ظل هذا النظام المعادي للإنسانية.
إنتفاضة الشعب الايراني التي إنطلقت في 16 سبتمبر من العام الماضي، جسدت لوحة رائعة جدا لمدى التلاحم الانسجام بين الشعب وقيادته الجريئة المتمثلة بالزعيمة المثابرة مريم رجوي، من أجل إعادة إيران الى موقعها المناسب لکي تؤدي دورها الحضاري الموکول بها على مر التأريخ، وإن هذه الانتفاضة في الحقيقة تجسد سعيا جديا وعمليا من جانب الشعب الايراني وقيادته الحکيمة في سبيل بناء إيران الغد التي ستصبع منبرا للتواصل بين الشعوب وصاحبة دور کبير وفعال في المحافظة على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وبنفس السياق، فقد جاء تجمع إيران الحرة 2023، ليصدر شهادة تأريخية بهذا الصدد من الترابط والتواصل المحکم والمستمر بين الشعب الايراني وبين المقاومة الايرانية.