يسعى رجل الدين الأيزيدي، خلمتكار فاخر خلف، عبر مبادرة “البيت الثقافي والتراثي” في مدينة سنجار في شمال العراق، إلى الحفاظ على تراثها وما تبقى من الأدوات التراثية، التي استخدمها الأهالي من مختلف المكونات الدينية والعرقية، خصوصاً الأيزيديين.
يقول خلف لـ”ارفع صوتك”: “بعد عودتي من النزوح في إقليم كردستان، أطلقت عام 2016 مبادرة الحفاظ على المقتينات والأدوات التراثية التي استخدمها أهالي سنجار على مدى مئات السنين، وكلما يخص التراث والثقافة في المدينة”.
“وتمكنت بمساعدة عدد من الأصدقاء وأهالي سنجار وأطرافها خلال السنوات الماضية، من جمع أكثر من 300 قطعة تراثية وأداة، لم تعد تستخدم اليوم بفعل ما طرأ عليها من تطورات. جمعناها وتمكنا بمساعدة ودعم من مؤسسة بنان، من افتتاح البيت الثقافي والتراثي”.
يتكون البيت الثقافي من قاعة كبيرة تبلغ مساحتها نحو 250 متر مربع، مؤلفة من قسمين، الأول خاص بعرض القطع الأثرية والتراثية، وتضم الملابس التراثية لكافة المكونات من أيزيديين ومسيحيين ومسلمين، ومعرضاً للصور التراثية والتاريخية، وأدوات منزلية وزراعية وأخرى للغزل والنسيج اليدوي، وقبعات مصنوعة يدوياً، وأسلحة.
والقسم الثاني، عبارة عن قاعة جلوس تراثية صغيرة، مخصصة لإحياء المناسبات الاجتماعية والثقافية.
من جهته، يوضح مدير مؤسسة “بنان”، محمود برغشي، إن “وجود البيت الثقافي والتراثي في سنجار مهم جدا، لأنه يقع في منطقة تمتاز بتنوعها الثقافي والتراثي والديني، ولها تاريخ وهوية مشتركة بين مكوناتها”.
والهدف من إنشائه، هو الحفاظ على تراث سنجار بمختلف مكوناتها، كما يقول برغشي لـ”ارفع صوتك”، مشيراً إلى أن “بنان” تخطط لتوسيع البيت الثقافي مستقبلا، وتعمل من أجل جعله تابعا لوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية.
ويعتمد البيت في تسيير أموره اليومية وتنظيم نشاطاته الأخرى كإحياء المناسبات التراثية والدينية، على فريق من المتطوعين مؤلف من مختلف مكونات المجتمع السنجاري.