الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتحرق القرآن عمل مُدان !!: عبد الرضا المادح

حرق القرآن عمل مُدان !!: عبد الرضا المادح

سجّل التاريخ أول عملية لحرق المصاحف في زمن الخليفة الثالث، وذلك بأمر من الحاكم الخليفة عثمان بن عفان، حينها لم يتبع هذا الفعل أي ردود أفعال غاضبة، وذلك لأن الفعل تم على يد المسلمين الأوائل وبأمر من الخليفة، مبرراً ذلك بأتلاف النسخ المختلفة والأبقاء على واحدة لكي لا يختلف المسلمون عليه.
أما ما يحدث اليوم من ممارسات حرق القرآن في السويد وغيرها، فتمت لأسباب سياسية دينية من قبل أشخاص يتبعون لديانات أخرى، مما يثير المشاعر الغاضبة لدى أكثر من مليار مسلم حول العالم.
في شهر أبريل عام 2022 بدأ حملته بحرق القرآن، اليميني المتطرف (راسموس بالودان) الدانماركي – السويدي، وهو زعيم حزب (سترام كوكس) – ويذكرني الأسم بعصابات الكوكس كلان الأمريكية – فقد قام بهذا الفعل المُدان عدة مرات وفي مدن سويدية مختلفة، وكررها يوم 21 يناير 2023 ، مما أثار المسلمين في السويد ودول عدة حول العالم، وحدثت مصادمات بين الشرطة السويدية والمحتجين وكانت هناك أصابات وأضرار مادية، كما أدانت الفعل عدة حكومات ومنظمات أسلامية.
للأسف لم تتعض الحكومة السويدية من الأحداث الكبيرة، وحالة التشنج والكُره المجتمعي والإحراج الدولي التي أحدثتها هذه الاعتداءات، وبدلاً من أن تسارع لمنعها، أعطت أجازة للقيام بهذا الفعل !! لشخص عراقي الأصل وأسمه (سلوان موميكا) ومساعده (سلوان نجم)، فقاما بحرق القرآن يوم 28-06-2023 وإختارا أول أيام عيد الأضحى وأمام أكبر جامع في مدينة ستوكهولم، لترتفع شحنة الغضب لدى المسلمين مرة أخرى، فأقام المسلمون تجمع كبير في ستوكهولم وهم يرفعون القرآن والهتافات الدينية، كما أدانت الجريمة الحكومة والكنائس العراقية، وكذلك مختلف الدول والكثير من المواطنين السويديين، وطالب القضاء والحكومة العراقية بتسليم (سلوان موميكا) لمحاكمته، علماً أنه كان زعيم أحد الميليشيات المنضوية للحشد الشعبي ؟!
ومرة أخرى لم تتعض الحكومة السويدية فمنحت أجازة من جديد، مبررةً ذلك بأن القانون يسمح بحرية التظاهر والتعبير؟! فسمحت لهما بالقيام بنفس الفعل يوم 20 تموز 2023 أمام السفارة العراقية، ولكن هذه المرة لم يقوما بحرق القرآن، بل قاما بعمل قذر وأمام المحتجين والصحافة، حيث ركلا المصحف بأقدامهما ودعسى على العلم العراقي ومسحا بالأحذية صور لرجلي دين (خامنئي ومقتدى الصدر) ؟! ولم تنفع صرخات المحتجين بل وقفت الشرطة السويدية وكالعادة وببرود تام تتفرج وتحمي الفاعلين وبمشاركة طائرة هليكوبتر، بذريعة أنها تحمي القانون ؟!!
وفي صباح نفس اليوم قام متظاهرون من التيار الصدري بأقتحام السفارة السويدية في بغداد وأحرقوها، كما أدانت الحكومة العراقية بشدة تكرار الفعلة، وقامت بطرد السفيرة السويدية وقطع العلاقات الدبلوماسية.
أن التصرفات الرعناء لسلوان وصاحبه، لم تأتي بالنتائج التي إبتغاها بل العكس، حيث أججت مشاعر المسلمين ودفعتهم للتضامن ( وياليت يجري التضامن مع الشعب الفلسطيني بنفس المستوى !!)، فقاموا بالتظاهرات وجمع التبرعات لبناء الجوامع في مختلف المدن السويدية !!
أما على صعيد الدولة والمجتمع السويدي، فموقف الحكومة المتساهل جلب السمعة السلبية والإدانة للسويد، وسوف تترك هذه السياسة أثارها للمستقبل وخصوصاً التأثير على نتائج الانتخابات القادمة !
للمقارنة الغريبة، لو قام شخص وخاصة من المهاجرين، بصفع أبنه في الشارع لهجمت عليه الشرطة وأنتزعت أبنه منه للأبد، أما أن يقوم المتهورون بصفع مشاعر أكثر من مليار مسلم، فهذا تعبير عن الديمقراطية وفق القانون ؟!
أن سياسة الركض وراء الأحلاف العسكرية والتشدد المبالغ به وخلق العداء مع المهاجرين تؤدي لنتائج خطيرة، كما أعتقد أن السياسة الذكية هي التي تحافظ على السلم المجتمعي والرخاء الذي ترك أثره الطيب أولف بالمه.

20-07-2023

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular