الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاراءدعوة الى توثيق "القرى" و"البلدات" و"الاحياء" الايزيدية بشريا وعقاريا في سوريا :...

دعوة الى توثيق “القرى” و”البلدات” و”الاحياء” الايزيدية بشريا وعقاريا في سوريا : إبراهيم سمو

 

ibrahimsemo@hotmail.de

مدخل مغموم :
ستحل بعد أيام ذكرى ابادة شنكال الأليمة ،وشنكال ؛مدينة ، قرى ،وتجمعات ،ماتزال غير آمنة على أهلها ،فضلا عن ان بناها التحتية ،وكذلك الفوقية غير مؤهلة بل مدمرة ،وكأن السلطتين الكردستانية والعراقية غير معنيتين بهما، اما عن رأس العين وعفرين ،فما تزالان ترزحان تحت نير الاحتلال ،وسكان قراهما واحيائهما ،ما يزلون مثل سكان شنكال ،مشردين قسريين ،بين نازح هناك في الداخل ،ومهجر هنا خارج الدولة السورية .
لا أريد ان اقلبها ـ في الواقع ـ مناحة ،او أكون متشائما ،فاقدا للأمل والاستبشار ،لكن الواقع في مجمله وتفاصيله سوداوي جدا ،ولا تلويحة لحلول ،او حتى انصاف حلول محلية ،ولا إقليمية، ولا دولية ،ولا أممية في الأفق القريب ،ولن أقول تجاوزا البعيد .
فـ…بعد ان :
تعرض السكان المدنيون الايزيديون ، وما يزالون ، بمناسبة اختلافهم المعتقدي ،منذ عام 2014 في العراق ،وبعدها وان بنسب متفاوتة في سورية ،وعبر هجوم واسع النطاق ومنهجي، لمجازر ابادية ،وقتل عمد ،واسترقاق ،واستعباد جنسي ،وتشريد قسري ،وإذ توضح ان المعتدين قصدوا من وراء ذلك كله، انما، القضاء على الخصوصية الثقافية ـ الحضارية ان لم اقل الدينية، التي يتسم بها أولئك السكان الأصليون للمكان من جهة، وتفريغ الجغرافيا التي يشغلونها كليا منهم من جهة أخرى.
ونظرا :
ـ لإقدام داعش ،كمنظمة سلفية راديكالية عظمى ،عابرة للحدود ،قاهرة للدول ،ومخلة أينما حلّتْ بـ”السيادة الوطنية” ،على الإبادة الايزيدية في العراق .
ـ ولتولي الدور الإبادي في سوريا ،فصائل ومليشيات “ارتزاقية ” ،تحسب على المعارضة السورية ،وتشبه داعش في نهجها ،وعشوائية عنفها ،وهمجية عدوانها ،وآثار قدراتها التدميرية الفتاكة .
وفي إثر :
استقدام تلك الفصائل والمليشيات الغاصبة عائلاتها ،وعائلات كثيرة محسوبة على نهجها المتطرف ،من مناطق سورية مختلفة ،بقصد الاستيطان ،وبهدف تغيير واقع سكاني ( ديموغرافي )قائم ،تمثّل في عفرين وراس العين ،من خلال الشروع بتغيير ديمغرافي رهيب شامل ،يرمي وبقوة السلاح ،الى محو هوية المكان والسكان الأصليين ،عبر التجاوز على المعابد والمزارات، والنياشين والمعالم الدالة على السكان الأصليين من الايزيديين ،او هدمها او اتلافها او حرقها .
ولكون :
1 ـ التاريخ الايزيدي بات يعيد نفسه ومآسيه ،ويحفل مرة أخرى ،وبسبب الاختلاف الثقافي ـ الحضاري :
ـ بالقتل الجماعي .
ـ او بتنكيبهم بأضرار جسدية او نفسية جسيمة ،تمخضت عن أفعال خطيرة ،تورط بها المعتدون .
ـ او بإقدام المعتدي عن سابق قصد وإصرار ،على نقل أطفالهم وصغارهم ؛بخاصة الاسرى ،بصورة جماعية، من حاضنتهم البشرية الاصلية قهرا وبالسلاح ،الى حاضنة ذات اطار ثقافي متشدد ،معاد ،او على الأقل مخالف او مختلف، وصولا بهم الى قطع العلاقة مع الجذور.
ـ او بالتجرّؤ على استعبادهم واضطهادهم واستضعافهم، لأسباب دينية .
ـ او بتعريضهم لحروب ومعارك طاحنة ،مع المعرفة المسبقة ،بعجزهم عن القتال و الصمود والمواجهة ،بقصد قتلهم واسرهم وسبي نسائهم ،وغصب ممتلكاتهم وقراهم وبلداتهم كغنائم حرب ،والسعي ـ من ثم ـ إلى تغيير معتقدهم الديني، و…سوى ذلك من الأعمال الإرهابية التي لا يمكن توصيفها الا كـ”جرائم إبادة جماعية “و “جرائم ضد الإنسانية “و”جرائم حرب”.
2 ـ “الذاكرة الجمعية ” للايزيديين ،تستحضر ـ ناهيكم عن الإبادة الداعشية في شنكال ، او تلك الإبادة التي اقترفتها ـ وما تزال ـ الفصائل المسلحة المحسوبة على المعارضة السورية في عفرين ورأس العين ، صورا مأساوية اقلها لـ “74 “جريمة ابادة بمناسبة او بغيرها ،للتدليل على مظلوميتها كضحية للإرهاب والجريمة الابادية ،خلال تاريخهم الملطخ بدمائهم ونكباتهم .
ثم…عليه :
وبعد تشاور مديد ،عمره اكثر من اربع سنوات، مع عدد من الزملاء الحقوقيين الايزيديين، وأصدقاء الايزيديين في المانيا وخارجها ،ومفاتحة عدد من شخصيات ايزيدية مستقلة ،او أعضاء في إدارة بعض الجمعيات ،والمراكز الايزيدية السورية في المانيا ،أبادر وخشية ضياع الحقوق ،والسطو الكلي على الجغرافيا ؛بمعنى القرى والبلدات والدساكر والاحياء ،التي يشغلها الايزيديون في سورية ،الى توجيه هذه الدعوة ،الى كل الجمعيات والمراكز الثقافية ـ الاجتماعية ،التي تُعنى بالايزيديين وقضاياهم وراهنهم ،وكذلك الكتاب والمثقفين ،الذين تستميلهم موضوعة التوثيق ،الى العمل كفريق واحد ،في انشاء “سجل عام للايزيدين السورين” ،يتضمن كل القرى الايزيدية ،وأسماء العوائل في كل قرية ،إضافة الى مساحة ملكية ،او حيازة كل عائلة او شخص ،من الأراضي الزراعية والعقارات والأبنية، في كل قرية او بلدة ان امكن ،بحيث يظهر هذا “السجل”، بمظهر سجليّ (“سجل النفوس” و”السجل العقاري”)، لكن مدمجين في جسد كتابي واحد.
و لا اريد ان يظهر السعي ـ ههنا ـ بمظهر الفضولي ،لكني انتهز هذه الفرصة ،لآمل وبتواضع، ان يسعى ايزيديو تركيا والعراق الى الفعل عينه ،عبر جمعياتهم ومراكزهم الثقافية ـ الاجتماعية ،ومثقفيهم ،وساستهم ،وشخصياتهم الاجتماعية الناشطة ،حتى نتخلص كليا وعبر “التدوين” و”التوثيق “من ” ثقافة الشفاهية” و”الذاكرة الشخصية” و”علوم الصدر” ،التي ضيعت كثيرا ،من معالمنا وآثارنا وشواهدنا وبصماتنا الحضارية والإنسانية ،على تلك الأرض .
لذا…
فـ:
أهمية هذا التوثيق المزمع اجراؤه، تأتي من كونه ،سيعمل على انتشال الواقع الايزيدي ،من متاهات الـ “ثقافة الشفاهية” وينقله الى ميادين التدوين ،فيؤرخ بذلك لواقع انساني ـ حضاري ،قائم على هذه / تلك الأرض ،ويوفر ضمانة ؛بمعنى وسيلة اثبات قانونية ـ حقوقية جديدة ،يمكن ان تعزز الوثائق الشخصية/ الفردية ،التي يمتلكها أصحابها لإثبات الملكية والحيازة، إن حاضرا او مستقبلا .
بكل تقدير
إبراهيم سمو
المانيا ـ بيليفلد

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular