الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتإنتفاضة 2022 وتجمع إيران الحرة 2023 : منى سالم الجبوري

إنتفاضة 2022 وتجمع إيران الحرة 2023 : منى سالم الجبوري

التصريحات العنترية والفنطازية ذات الطابع الانفعالي والمسرحي لقادة النظام الايراني بخصوص سيطرة النظام على الاوضاع في البلاد وقضائهم بحسب مزاعمهم على”المٶامرة”و”المخطط الخارجي”، وکذلك ترکيز وسائل إعلام النظام وبشکل خاص التابعة والمقربة من الحرس الثوري، بدأت تتراخى وتتضائل رويدا روويدا، لکن من المهم جدا ملاحظة إن هذا التراخي والتضاٶل قد جاء بعد فترة قصيرة جدا من إنعقاد تجمع إيران الحرة 2023 في باريس، وقطعا لم تکن هذه مجرد مصادفة بل إنها رد فعل متوقع لنظام يسعى من خلال تصريحاته ومواقفه التي هي أشبه بمشاهد مسرحية مفتعلة لممثلين فاشلين لايجيدون اداء أدوارهم بالصورة المطلوبة، وذلك من أجل معالجة الآثار والتداعيات التي خلفها ذلك التجمع النوعي للعام 2023.

التصريحات العنترية التي سادت في إيران خلال الفترة الاخيرة وبشکل خاص  لقادة حرس النظام، بدأت تتلاشى لتحل محلها تصريحات يغلب عليها الخوف والقلق الاکثر من الواضح، بحيث يبدو واضحا بأن النظام قد بدأ ينتقل من مرحلة هجومه”الدونکيشوتي”، الى مرحلة الدفاع”المذعور”!

وجوه وقادة بارزين في جهاز الحرس الثوري وبعد کل تلك التصريحات الهوجاء والمثيرة للإستهزاء، شرعوا بالادلاء بتصريحات تظهر حقيقة أوضاع النظام ومدى ضعفه وتضعضعه، وهذه التصريحات کما أسلفنا قد جاءت بعد فترة قصيرة من تجمع إيران الحرة 2023، والذي يعتبر هذه السنة تحديدا إمتدادا وتکملة لإنتفاضة 2022، ويبدو واضحا بأن النظام قد فهم وإستوعب الرسالة التي بعثها هذا التجمع للنظام من إنه لاتوجد قوة بإمکانها أن تکبح جماح شعب ومقاومة تناضل من أجل الحرية وإسقاط النظام، وقادة النظام والحرس عرفوا قوة دور وتأثير المقاومة الايرانية وطليعتها مجاهدي خلق في تسيير وتوجيه عملية الصراع والمواجهة ضد النظام، ولذلك فإن خوفهم بدأ يتجلى أکثر فأکثر من تجدد موجة إحتجاجات تقود في النتيجة الى إنتفاضة عارمة بوجههم.

من هذه التصريحات التي تعکس الوجه الحقيقي للنظام والاوضاع ماقد حذر منه مهدي سياري، نائب رئيس جهاز استخبارات الحرس، من احتمال اندلاع احتجاجات شعبية ضد نظام الملالي، قائلا: “في عام 2023، يخطط الأعداء لزعزعة استقرار البلاد من الداخل وعزل الدولة عن الخارج.”، حيث أشار خلال خطاب ألقاه أمام المسؤولين الحكوميين والعسكريين في مشهد، أشار سياري إلى الانتفاضة الوطنية بأنها “فتنة” ووصف المتظاهرين بـ “الفتنة” الذين يريدون “إسقاط الجمهورية الإسلامية”.

بنفس السياق، تحدث حسين سلامي ، القائد العام للحرس، عن الانتفاضة الوطنية 2023  يوم الجمعة ، قائلا: “في العام الماضي، واجهنا استراتيجية العدو الرباعية: عقوبات مكثفة ، وعزلة سياسية من خلال التحريض ، وحرب نفسية عالمية مثل الحملات الدعائية المستمرة، والاضطرابات الداخلية  وكلها تنفذ في وقت واحد.”، لکنه في نفس الوقت لفت النظر الى کراهية الطلاب للنظام ورفضهم له حيث أشار الى الاحتجاجات الطلابية الواسعة في العديد من الجامعات خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد ، وقال: “يريد العدو خلق اضطراب سياسي وعقلي وشكوك وفقدان الثقة بالنفس لدى الطلاب”.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular