پانوراما حوارية مستوحاة من فكر الكاتب على مسرح ظهيرة يوم العاشر ….
في غُبشة اللّيل الأليّل تسللَ الاوغادُ خلسةً من رحم الشيطان ليعبروا بوابات الزمن الرديء، يلُفَهم غموض الولادة، بين
دعيُّ شقيّ، و لَقيط رعديد ومنافق طريد ، كائنات دموية ملوثة حوت ذراتها كل جينات الكفروالحقد والغدر والخسة
والرذيلة، متسربلين ميراث الأشقياء بين نبي يهجر… وغدير مذبوح… وسم غادر ليعدّوا على ماتبقى من ثقل الرسالة
المتألق بشعاع النبوة التي كشفت ديجور السقيفة وصرح الشيطان الذي بُني على أنقاض من كنت مولاه، وماتبقى من
هيكل الحق المُهدم بمعاول الباطل…
وهنالك… بين غُبار عِجاف سنيّ يوسُف وغياهبِ الدهورُ المظلمة المثقلة بآهات العقيلةِ في غاضرية كربِ الزمان وبلاءِ
الاحزان إبتدأت فصول جدلية مُعترك الحق ضد الباطل… ومن بين ثقوب الشرخ المتصدع فيجدار الزمن نسمع زئير
الهدى معلناً إماطة اللِثام عن وجه الحقيقة قائلاً …أنا فرقان محمد … أنا التنزيل والتأويل ، أنا التوراة والانجيل، أنا
الكِساء واللواء والقلم أولست إبنُ بنت نبيكم؟ فواللهِ ما بين المشرق والمغرب إبن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم …
ويّحكُمْ… بِمَا تطلبوني؟ … إنكم تذبحون التوحيد، إنكم تذبحون القرآن ….
فاستشاط الكفر غيضاً ليَبرُز عُرجون الدار، ورزية الخميس مرة أخرى متبختراً في ساحة الشرك على لسان شمر الخنا
قائلاً ( وإن ) !!!… ويالِتِلكَ ال ( وإن ) والباب والمسمار وصاحبة المسمار وجنينُها والضلع المكسور …
جدلية إختزلت بين طياتها أضداد الكون مابين حزب الله وحزب الشيطان … لينبري الشرك مُصّلتاً سيفهُ ينادي هلّ.. من..
مباااارززز … ليُعيدها جاهلية صلعاء مُكفهرة مُقحِلة مُقفِرة مُقفهِرة … فلا خبر جاء ولا وحي نزل…
هل … من … مبااارززز ؟
فضهضبَ العباس صدر الغاضرية وزمجر الاكبر ضرغام الهواشم وأنتخى بن مظاهر وانتفض مجنون الحسين عابس
وكان الرد مدوياً، رويدك عدو الله قد ناديت فاسمع … نحن شوسُ الله في سوح الوغى والطاحنون في الزمن العصيب،
و إخوة حربٍ إن أقبلت أو أدبرت، ورجالها إن حمحمت وولولت أوكشرت أنيابها… نحن هيهات منا الذلة .. فثارت ثائرة
الباطل مرة أخرى ليعود صارخاً… أحقاً ما أسمع؟ وهل هنالك من يجرُؤ على الردِ وهو بهذه الحالة والقلة القليلة من
العُدةِ والعدد والتي سُرعان ما ستكون طُعمة لإسياف أمية …؟
يا حسين… يا حسين… أوتعلمون مَن تقاتلون ؟ نحن والله المتوارثون الخِسّة صاغراً عن صاغر وجيلاً بعد جيل، نحن
فخر الموبقات ورذائل الشيطان… نحن إغواء آدم ومناشير فرعون وصرح نمرود وجُب يوسف وقبضة السامري ….
نحن صليب عيسى وسقفُ السقيفة حيث نُحر الحق المهتضم، نحن غصاتُ بدر و آنين الأحزاب… نحن أيتام المقتولين
بذو الفقار، نحن آهات هندٍ وثارات مَرحب، و بن ودّ ، ومسامير خَيْبَر … نحن مصاحف صفين وفتنتها… والمرأة ورغاء
الجمل …. نحن بقية القاسطين والناكثين والمارقين فمن أنتم؟؟؟
فكان الجواب مرتلاً، نحن سر الله أنوار الوجود نحن غُفران آدم وتوبته… نحن سفينة نوح ونجاته… نحن قميص
إبراهيم وصحائفه… نحن عصى موسى وتوراته… نحن آية عيسى وإنجيله… نحن ثقل محمد وقرآنه.. نحن عِزّ
المؤمنين وغيضَ الكافرين بِنَا يفتح الله وبنا يختم … فكان جواب القوم لهم شآبيبُ السهام كقطر المطر…
فتصاولا … وتجالدا … والتفّت الساق بالساق … فأخذ الأكبر والعباس على عاتقيهما مهمة إفناء معسكرالكفر بقضهِ
وقضيضه وسحقهِ عن بكرة أبيه، فصالوا وجالوا وكأني بأسيافهم أفواه الردى تطحن العظام وتلتهم الرؤوس وتحطم
كتائباً تلو أُخرى تخالهم عليُ يشحذُ ذو الفقار برقاب أعدائه، فكان الحزم يصول والعزم يقفو والملائكة تعجبُ من هول
حملات وصولات أبناء حيدر ، إلا أن قضاء الله حال دون إتمام المهمة وحُبس النصر الآني عليهم ليجثم شمرُ الخنا على
صدر القرآن ويحز آياته من الوريد إلى الوريد بسيف إسلام السقيفة المنحرف… في تلك اللحظة التي إهتز بها عرش
الله غيضاً وغضباً توعد الحق قائلاً وعزتي وجلالي لأنتقم بهذا من هؤلاء ولو بعد حين… فكان المهدي … وعد الله
ومكره الذي أعدهُ لقطع دابر الظالمين حين يصم ندائه مسامع الدهر …ألا يا أيها العالم.. إن جدي الحسين قتل مظلوما
فيدمدم رجال الله في حاءاته الاربعة حوث… وحشد… وحزب… وحرس لبيك قائد الزحف لبيك… لبيك فدتك الارواح
لبيك، مُر تُطاع رهن الإشارة وطوع اليمين، نحن السيف والدرع والمِغفر ورصاصك الذي يخترق صدور ذراري من
ذبحوا القران في عرصات كربلاء، فاضرب بنا حبائل الشرك… وأهدم حصون الكفر وقلاع النفاق وأمتّ سُنة الباطل
فنحن المنجل المطواع… نحن وعد زينب ليزيد، فوالله لن تمحوا ذكرنا ولن تميت وحينا، نحن سيفك يا ولي الله الذي
يحزعنق الشيطان….. حيئذ ينادي المنادي من بطنان العرش ألا لعنة الله على الظالمين، ليبدأ طاحون الحق في الجبهة
العالمية لمحور المقاومة الباسلة بدك قلاع الكفر وسحق عظام الباطل وتطهير الارض من رجس طواغيتها ومستكبريها
حتى يذعن الظلم لسطوة الحق ويرفع الباطل راية الاستسلام خاسئاً صاغرا…
وقتئذ تهدأ ثورة وفورة بركان الدم المراق وتتطهر الارض من بقية أرجاس أُمية والشيطان ليعود ربيع الاسلام مخضر
الجنان معشوشب ممرع، ويعم الارض القسط والعدل بعدما ملئت ظلماً وجورا… إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا،
اللهم عجل لوليك الفرج…
والعن قتلة علي والحسين …