الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeاخبار عامة"جدنا الحسين".. رغد صدام حسين تعيد الجدل حول نسب عائلتها

“جدنا الحسين”.. رغد صدام حسين تعيد الجدل حول نسب عائلتها

صدام حسين يؤدي صلاة المغرب في مكان قريب من ضريح الإمامين العسكريين في مدينة سامراء.
صدام حسين يؤدي صلاة المغرب في مكان قريب من ضريح الإمامين العسكريين في مدينة سامراء.

نشرت رغد صدّام حسين، ابنة الرئيس العراقي الأسبق، تغريدة عبر حسابها على موقع “تويتر”، قالت فيها إن “الإمام الحسين عليه السلام، هو جدّنا الذي قاتل الظلم والطغيان، بسبعين رجلاً فقط”.

وأضافت: “عظّم الله أجرنا وأجركم بذكرى استشهاد جدنا الحسين، وثبّتنا وإياكم على طريق الحق والعدل الذي نسير فيه لنصرة العراق وشعبه”.

التغريدة أثارت جدلاً بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي من العراقيين، حول تقصّد رغد ربط نسب والدها صدّام بالإمام الحسين، ثالث الأئمة عند الشيعة الذي قتل في موقعة كربلاء.

والواقع أن قضية نسب صدّام حسين إلى آل البيت تعتبر شائكة تاريخياً ويتهم فيها الرئيس العراقي بأنه عمل على “تلفيقها” لغايات سياسية.

الكاتب والباحث العراقي كنعان مكية تناول هذه المسألة في كتابه “قوس النصر- الفن الشمولي في عراق صدام”. يقول: “لا شيء يمنع في التركيبة المذهبية العراقية أن يكون الإنسان من نسل علي بن أبي طالب، ويكون سنياً في الآن عينه”.

ويضيف مكية أن “صدام حسين كان أول من استخدم سياسياً اللعب على هوية المذهب في العراق على نطاق واسع في القرن العشرين لأغراض حربه مع إيران الإسلامية الشيعية”.

هذا ما يؤكده أيضاً الباحث اللبناني حازم صاغية في كتابه “بعث العراق: سلطة صدّام قياماً وحطاماً”، إذ يشير إلى “تبدّل في إستراتيجية صدّام وحزب البعث السياسية مع التراجع العسكري الذي ظهر على جبهات القتال عام ١٩٨٣… فأبدى النظام رغبة غير معهودة في كسب الشيعة، خصوصاً أن أغلبية جنود الجيش منهم، فيما المعارك يدور معظمها على أرضهم (المناطق الحدودية مع إيران)”.

اشتملت حملة صدام الإيمانية الجديدة في العراق على مزيجٍ معقد من دروس التربية الدينية، واشتراطات تحديد أشكال السلوك والملابس، ووضع قائمة عقوبات شديدة القسوة. وشملت الحملة حتى أسلحة الدولة الفتّاكة بعدما جرت تسمية صواريخ الدولة بمسميات دينية مثل “صاروخ الحسين” و”صاروخ العباس”.

يتابع صاغية: “راحت تتلاحق التوكيدات على إسلامية حكم البعث، ما جعل صدام وباقي المسؤولين يكررون زياراتهم إلى النجف وكربلاء. وبمبادرة تعزى إلى خيرالله طلفاح لُفّقت شجرة نسب تربط صدام بالرسول، عبر التفرع عن الإمام الحسين، وعلى النحو هذا صار الرئيس حفظه الله سيداً من أهل البيت”.

لكن هذا الأمر بحسب صاغية، “لم يوقف قمع رجال الدين والتنظيمات الدينية والمشتبه بصلتهم بها” في تلك الفترة.

وعن هذه الإستراتيجية التي اتبعها حزب البعث، يقول مكية إن “صدام نفسه لم يدّع أنه أصبح شيعياً بطبيعة الحال كما لم يفهم العراقيون أن وهم نسبه العلوي المفترض يعني أنه صار شيعياً”، بل إن صدام، بحسب مكية، كان يعرف أن ادعاءه نسباً علوياً لا يقدح في سنيته.

“لكنه ظن أن تضليل الأمر سيرفع شعبيته بين الشيعة من جهة، ولن يؤثر فيها بين السنّة من جهة أخرى، إذ أن كل المسلمين يفاخرون بنسبهم لآل البيت”، وفق مكية.

ونشر مكية في كتابه صورة لشجرة نسب صدام حسين تداولتها وسائل إعلام البعث في فترة حكم صدام، وفيها “يظهر اسم صدام حسين وسط ورقة الشجرة التي تتخذ شكل قلب في أقصى يسار قمتها”.

والنسب في هذه الشجرة بحسب مكية، “يصعد حتى يصل إلى جد عثماني يدعى عمر بك الثاني… أما الاسم الأخير عند قاعدة الشجرة فهو اسم علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين وإمام الشيعة الأكبر”.

شجرة نسب صدّام حسين كما نشرها كنعان مكية في كتابه
شجرة نسب صدّام حسين كما نشرها كنعان مكية في كتابه

ويبدو أن لدى عائلة صدّام حسين قناعة في نَسَب أفرادها إلى الإمام الحسين، إذ تتحدث ابنة رغد، حرير حسين كامل في كتابها “حفيدة صدّام”، الصادر عام 2018، عن انتشار “شائعات من قبل أزلام نظام الخميني أن والدي (حسين كامل) قد قصف المرقد في كربلاء”، وأن هذه الشائعات كانت “محاولة من الإيرانيين كعادتهم استغلال العاطفة الدينية لدى البسطاء بهدف التأثير على ولائهم الوطني”.

وتتابع: “قالوا إن حسين كامل قصف المرقد وقال للإمام الحسين رضي الله عنه، أنا حسين وأنت حسين!”. وتضيف حرير في معرض نفي هذه “الشائعة” عن أبيها “هم يجهلون أن أحداً لن يتخاطب بهذا الشكل مع تاريخه وأجداده”، في توكيد على نسب عائلتها إلى آل البيت، وهو ما يسنجم مع تغريدة والدتها الأخيرة.

ارفع صوتك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular