تكافح عدة دول في حوض البحر المتوسط في سبيل احتواء حرائق الغابات المستعرة. وأثمرت تلك الجهود عن انحسار النيران في اليونان، بيد أن خطرها لم يزول في إيطاليا والريفييرا الفرنسية.
بالإضافة إلى جزيرة صقلية بالبحر المتوسط، اشتعلت حرائق الغابات والحرائق الكبيرة مجدداً، وعلى نحو أوسع، في منطقة أبوليا الإيطالية على البحر الأدرياتيكي، حيث لا تزال مستعرة في جنوب إيطاليا.
وامتدت الحرائق بإقليم ليتشي في شبه جزيرة سالنتو إلى بعض المنازل مساء أمس الخميس (27 تموز/يوليو 2023) وكادت تقترب من الساحل.
وفي تلك الأثناء، جرى إخلاء منازل قضاء العطلات. وتم تداول مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص وهم يفرون من ألسنة اللهب التي تقترب من الشاطئ في بلدة أوجينتو. وتمكنت دائرة الإطفاء من السيطرة على معظم الحرائق الخطيرة في أوجينتو، في عملية مطولة ليلاً، حسبما ذكر متحدثون باسم الدائرة عبر شاشة التلفزيون الإيطالي، وأضافوا أن الوضع قد هدأ.
وفي أبوليا، تضررت مزرعة جراء الحرائق، ودمرت النيران العديد من أشجار الزيتون. وأضافت الدائرة أنه تم استدعاء رجال إطفاء في جنوبي إيطاليا، بين صقلية وسردينيا وأبوليا وكالابريا، في ما يربو على 3200 عملية، منذ الأحد الماضي.
وفي غضون ذلك، يواصل رجال الإطفاء في صقلية أداء واجبهم، حيث ما زالت الحرائق مستعرة في الشمال حول العاصمة باليرمو. وأوضحوا أن الوضع لم يعد حساساً كما كان في الأيام القليلة الماضية. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم جراء الحرائق التي تستعر منذ مطلع الأسبوع الجاري.
اليونان
وفي اليونان، هدأت نيران حرائق الغابات في اليونان اليوم الجمعة بعد اشتعالها قرابة الأسبوعين لكن خدمات الطوارئ تبذل جهوداً لمنع اندلاع حرائق جديدة في وسط البلاد حيث فر الكثيرون من انفجارات هائلة وقعت في مستودع للذخيرة أمس الخميس.
وأسفرت الحرائق، التي أججها ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح القوية، عن مقتل خمسة أشخاص وتدمير منازل ومزارع ومصانع فضلاً عن التهام مساحات شاسعة من الغابات، وذلك منذ 17 تموز/يوليو.
وفي منطقة مجنيسيا المنكوبة، امتدت حرائق الغابات إلى مستودع ذخيرة خاص بالقوات الجوية بالقرب من مدينة نيا أنخيالوس الساحلية أمس الخميس. وأدى الحريق الذي نشب بالمستودع إلى وقوع انفجارات قوية، وذكر خفر السواحل أن المواطنين اضطروا إلى الفرار برا وبحرا إلى فولوس عاصمة المنطقة. وأفاد مسؤول بالحكومة بنقل طائرات مقاتلة كانت متوقفة في مطار عسكري قريب كإجراء احترازي. وقال وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس اليوم الجمعة إنه أمر بإجراء تحقيق في الحادث.
وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء إن فرق الإطفاء بذلت “جهدا يفوق قدرة البشر” لكنها لم تتمكن من احتواء ألسنة النيران التي اشتعلت من جديد في فولوس وأنخيالوس.
وانحسرت حرائق الغابات في جزيرة رودس، حيث فر أكثر من 20 ألف سائح ومواطن من فنادق ومنازل على الساحل، بعد أن التهمت نيرانها حوالي 10 بالمئة من مساحة الجزيرة.
وتعمل فرق الإطفاء في عدة مواقع لليوم الحادي عشر في مسعى لإخماد ألسنة النيران بشكل كامل.
الريفييرا الفرنسية
ويهدد خطر حرائق الغابات الأوروبية الريفييرا الفرنسية. وتشمل المنطقة المعرضة لخطر مرتفع بجنوب فرنسا قطاعات كبيرة من الساحل ومناطق داخل البلاد بين مدينتي مرسيليا ونيس اعتباراً من بعد غد الأحد، وفقاً لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي.
كما تهدد الحرائق أنحاء من إسبانيا، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في شبه جزيرة أيبيريا الأسبوع المقبل.
وتعرقل الرياح الشديدة جهود احتواء حرائق الغابات المستعرة في أنحاء منطقة البحر المتوسط، من الجزائر إلى تركيا.
ويشهد العالم أشد الشهور حرارة في تموز/ يوليو الجاري، ويشير الخبراء إلى أن الحرارة القياسية التي يشهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية من الولايات المتحدة إلى الصين ما كانت لتحدث لولا التغير المناخي.
خ.س/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب، رويترز)