الأربعاء, يناير 15, 2025
Homeاراءقراءة في كتاب / الجزء الأَول : غازي نزام

قراءة في كتاب / الجزء الأَول : غازي نزام

صَدَر حديثاً كتاب تَحت عنوان ( مَحَطات من واقع الأيزيديين ) للكاتب والباحث الأستاذ علي سيدو رَشو وصَلتني نسخة منهُ هدية من الكاتب مشكوراً   ، حاوَلتُ البَحث في ثناياه بتواضع وواقعية وكتابة هذهِ الأَسْطر مُعَبراً عًن وجهة نَظري تجاه فصول الكتاب بِما تتَطابق وأهتماماتي الثقافية والفكرية وبالأَحرى كَمُتابع للأَديان القديمة والأَديان الأبراهيمية وبعض الديانات الأُخرى في بلاد وادي الرافدين (ميزوبوتاميا ) دون الأشارة الى المَواضيع الأُخرى التي تَضَمنها البَحث كالمواضيع السياسية والأجتماعية وبعض من المواضيع الأَخري التي سوفَ يقرأها القارىء الكريم ولَستُ ضالعاً فيها وهي خارج أهتماماتي الثقافية . تاركاً المَجال لذَوي الأختصاص والقراء الأَعزاء وذَوي الخبرة في المجالات المشار اليها ،

الكتاب صَدَر من دار كنوز للنشر والتَوزيع / الطَبعَة الأولى / القاهرة للعام ٢٠٢٢ وبواقع ٤١٤ صفحة  ١٧/ ٢٤ سم . قدمه  الكاتبوالشاعر المبدع الأستاذ مراد سليمان عَلو .

أحتوى الكتاب على سَبعة فصول ، الأَول منهُ عَن الأيزدياتي والفصل الثاني لماذا تَخَلف الأيزيديون والثالث عَن الأَمن القومي الأيزيدي ،أَما الفَصل الرابع الأيزيديون وَحقوق الأنسان والخامس عَن الأًصلاح في الدين الأيزيدي والفصل السادس عَن الأبادة الجَماعية التي تَعَرضَ لها أَهلنا في شنكال على يَد عصابات داعش الأرهابي  في الثالث من آب في العانم ٢٠١٤، والسابع والأَخير تَحَدث الكاتب عَن التُراث وتَعريفهُ وبَعض العادات والتَقاليد عند الأيزيدية ، وخَصص الكاتب عَدد من صَفَحات هذا الفَصل عَن الأسماء عند الأيزيدية وخصوصاً أيزيدية سنجار وعلاقة هذهِ الأسماء بالتاريخ والطَبيعة والأَعياد والمناسابت والتراث العريق لهذه الديانة والتي تَمَيَز بها أبناء شنكال ، والتي تأَثرت لاحقاً بمحيطها العَربي والقومي للديانات المحيطة بهاوكان لها الأَثر الواضح على الطابع التاريخي والأنساني للمنطة ،لِما للأسماء أَهمية حسب الكاتب ، وأؤييدهُ بذلك ، وكما هو الحال لأبنائنا في المَهجر حيث ظهر تغيير الأسماء واضحاً وبِمُسَميات غريبة وأسماء غربية لاتَمت بالتاريخ والتراث والطبيعة الأيزيدية بأيُ شكلٍ من الأَشكال ،

بخصوص ماوَرد في الفَصل الأَول عَن الأيزدياتي وهًويَتهم ونَشأَتهم ومَعرَفة جذورهم التاريخية ، أَتفق الكاتب بِكُل أَسَف مع أَختلافالباحثين قديماً وَحديثاً عَن أَصل وتَسمية الأىزيديين  وَعَدم وجود رأي مُتَفَق عَليهِ في مَعرفة وتَحديد هذهِ الديانة العَريقة ، وأَوعَز الكاتب الأَسباب الرئيسية الى عدة نِقاط ، منها

مُمارسة الأيزيدية طقوسهم الدينية بعيداٍ عَن أَنظار الغُرَباء وَعَدَم تَسجيل النصوص الدينية وَأصول الطقوس ، وقلة التَحَريات ، والكتمان على التَنقيبات الأَثَرية في مناطق سَكن الأيزيدية ،وَغيابالتَسامح الديني في المجتمع العراقي بشكل عام ، والذي أَدي ذلك الى قيام عَدد من الفَرمانات ضد أَبناء الديانة ( الفرمان هو الأَمر الصادر من السلطان العثماني ) وآخرها ( جينوسايد ) شنكال  ، أضافة الى التطَرف الديني لِعَدد غير قَليل من الكُتّاب الغير الأيزيديينأَمثال أوليا جَلَبي والحَسَني والبَدليسي وغيرهم كَثير ، والذي كان لَهم الأَثر الواضح  والكبير في تشويه الديانة الأيزيدية وأدانة رجال دينهِ ومعتقداتهِ ،وضعف دور المستشرقين الغربيين ، ثم أنتشار الأُمية وقِلة الكَتَبة الأيزيديين ، وأهمال دورهم وَعدم السماح لهم في النشر في الصحف والمجلات ووَسائل الأعلام ،وعلى سبيل المثال لا الحَصْر مُنع المرحوم الشهيد حَيدر نزام من نشر كتابهِ عَن التراث الأيزيدي في سَبعينات القرن الماضي من قبل دائرة الرقابة في وزارة الأعلام العراقية في حِقبة النظام البائد وربما كان نشاطهِ هذا أَحدد أسباب أعدامهِ من قبل النظام وقِس على ذلك كتاب أيزيديين آخرين من بعشيقة وبحزاني ومن سنجار ، ولو لا دور المرحوم قَسطنتين زريق لم يَصدر الكِتاب الأقدم عَن الأيزيدية من قبل المَرحوم أسماعيل جول بك . وأضف الى ذلك ضعف دور المجلس الروحاني وربما أبتعاد الأَمير المرحوم تَحسين بك عَن المنطقة ولالش وتركهِ للأمارة وأتهامهِ من قبل النظام السابق لفترة طويلة ، وأجبار الأيزيدية بتغيير قَموميتهم الى العَربية دون مراعات حريتهم الشخصية بتحديد هَويتهم الشخصية والقومية . وقَبلها التشويه التي أَصابت النصوص الدينية وتأثرهِ بالتراث الأسلامي والمسيحي المحيط بِهِ لسبب أَو لآخر ، وكان تَنقية النصوص الدينية وَمراجعتها وأعادة ترتيبها مَطلباً مُلحاً من مطالب العديد من الكتاب والمُثَقَفين منذ أَمد غير قليل وكان من دُعاتهِ المرحوم الباحث أَبو آزاد . وقال الكاتب علينا أَن لا نَنسى الفَترة الظلامية التي مَرت على الأيزيديين في حقبة الأمبراطورية العثمانية وقيادتها حَملات أِبادة جماعية مدعومة بِفتاوي دينية من قِبل شيوخ دين مُتَطرفين من المنطقة المحيطة بالأيزيديين ،لا لشيء سوى لأَنهم يَعتَنقون هذهِ الديانة وأعتبارهم مُشركين ، وأن الذي ساعد في الفَهم الخاطئ هو أشكالية التَسمية ب ( اليزيدية ) وهي بعيدة كُل البُعد عَن الحقيقة والواقع كَما هو مَعلوم للقاصي والداني . لنا في الجزء الثاني تَتِمة لقراءة الكتاب وربما يكون الأَخير ، الكتاب يَحتوي على مواضيعِ كثيرة وشاملة كما ذَكَرنا ،رُبما يحتاج كل فَصل من فصولهِ الى قراءة مُنفَصلة ،

غازي نزام / أوكسبورك

١١/ ٨ /٢٠٢٣

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. (((بخصوص ماوَرد في الفَصل الأَول عَن الأيزدياتي وهًويَتهم ونَشأَتهم ومَعرَفة جذورهم التاريخية ، أَتفق الكاتب بِكُل أَسَف مع أَختلافالباحثين قديماً وَحديثاً عَن أَصل وتَسمية الأىزيديين وَعَدم وجود رأي مُتَفَق عَليهِ في مَعرفة وتَحديد هذهِ الديانة العَريقة ، وأَوعَز الكاتب الأَسباب الرئيسية الى عدة نِقاط )))
    تحية طيبة للجميع:
    أنا لم أقرأ الكتاب لأتأكد مما كتب فيه لكن من ملاحظتك هذه نقول : وبأسف أشد مما سبق أنكم جميعاً تعلمون الحقيقة وتغضون النظر عنها إلى تسميات ووجهات باهتة تعلمون بطلانها سلفاً خاصة أنتم جميعاً لا تصدقون شيئاً مما هو واضح بين الئيزديين ولا تملكون من عندكم شيئاً , بإختصار شديد : قبل الإسلام إسمهم مزداسنيين زرادشتيين بعد الإسلام وقبل الشيخ حسن فترة سوداء لا إسم لهم من يعلن عن إسمه الداسني يُقتل فلم يبق منهم إلا من لجأ إلى الجبال, بعد الشيخ حسن إشتهروا بإسم يزيد بن معاوية فلم تكن هذه التسمية مخيفة فراجت وظهر الداسنيون بها حتى اليوم, أنتم تعرفون هذا جيداً وتنكرونها ولن تصلو إلى نتيجة أبداً فلا تلوم الأستاذ على فتقول : ( أَتفق الكاتب بِكُل أَسَف مع أَختلافالباحثين قديماً وَحديثاً عَن أَصل وتَسمية الأىزيديين) كلكم مثله , ولابد لكم من العودة إلى المنتظر الطبعة 2004, و 2016 لتعرفو الحقيقة ولا سبيل أمامكم غيرها إن كنتم تبغون معرفة الحقيقة فعلاً , أما إذا كنتم تأخذون الكتابة هزواً فأستمروا وهو أفضل سبيل لقضاء أوقات الفراغ وشكراً على الجهود المبذلة سدىً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular