Birgül Açikyildiz-Şengül
Oxfrd University
ترجمة عن الانكليزية: خليل جندي
الحلقة الثالثة والأخيرة
مدرسة أوليا بك
وفقًا للكتابة العربية المنقوشة (المفقودة اليوم)، التي نشرها جزيري يازجي أوغلو عام 1957، تم بناء المدرسة (الشكل 6) من قبل الأمير أوليا بك، حاكم قلعة خوشاب (Yazıcıoğlu 1957: 7). كان الأمير أوليا بك هو باني الجسر الحجري أيضأ، المصمم بشكل جميل والذي يقع أسفل القلعة وفوق نهر خوشاب، الذي يعود تاريخه إلى عام 1082/1671. ذكر أوليا جلبي أن الأمير أوليا بك هو الحاكم المحمودي لقره حصار، والأمير إبراهيم بك كحاكم لخوشاب عام 1655. يمكن الافتراض أن أوليا بك خلف إبراهيم بك في خوشاب وبنى المدرسة والجسر حوالي عام 1670. الكشف الأكثر إثارة للاهتمام في الكتابة (النقش) الذي قراءه يازجي أوغلو هو أنه يعرّف أوليا بك، على أنه سليل خالد بن الوليد (1) . وان أمراء العزيزان من حكام الجزيرة (جزيرة بوتان) الايزيديين، من السلالة المحمودية ايضاً، الذين اعتنقوا الإسلام لاحقاً، ينتسبون الى خالد، وفقًا لشرف خان بدليسي (شرفخان بيدليسي I / II: 142)
الشكل 6. مخطط لمدرسة أوليا بك (Top 1998: 182 شكل 14)
قامت المديرية العامة لفاكفلار مؤخرًا بترميم مدرسة أوليا بك التي كانت متضررة بشدة. المدرسة تغطي مساحة 20،50 في 19،50 متراً، قدمت خطة غير متكافئة وغير منتظمة. على الرغم من أنها معروفة باسم المدرسة، إلا أن المبنى ذو مظهر فقير بسبب حجمه وتقشفه. وبالتالي، ربما كانت زاوية/خلوة روحية ومكاناً لتعليم المجموعات الصوفية التي كان أوليا بك يرعاها ويحميها. يحتوي المبنى على فناء مفتوح بدون أروقة، منعزلة بترتيب ثلاث غرف على طول الجانبين، وضريح (2) في الجنوب مقابل المدخل. تشبه هذه الغرفة المثمنة الأضلاع ذات القبة الداخلية قبراً أكثر من كونها مسجداً. توجد غرفتان مستطيلتان غير معروفتان بجوار الضريح في الشرق، تفتحان على رواق ضيق مستطيل الشكل يصل الى الفناء، ربما تم بناء الضريح للأمير أوليا بك بخطة معتادة من نوعها. يحتوي الجدار الجنوبي على كوّة المحراب. علاوة على ذلك، تحتوي الجدران المائلة للمثمن على كوات مستطيلة عميقة، وهي نادرة بالنسبة لقاعة الصلاة في العمارة الإسلامية، لكنها معتادة في الأضرحة الأيزيدية. السمات المميزة للأضرحة الإيزيدية هي أنها ليست مبانٍ جنائزية بسيطة حيث يرقد المتوفى، ولكنها تعمل أيضًا كمزارات تُقام فيها الأدعية والطقوس. إنها تحل محل وظيفة المعبد، حيث ان هندسة المعبد غير موجودة عند الايزيدية. وهكذا، فإن كل ضريح إيزيدي يحتوي تقريباً على منافذ جدارية حيث يتم إضاءة مصابيح الفتائل الزيتية (Açıkyıldız 2010: 146-177). من المحتمل ان يكون الضريح الذي تم استخدامه كمسجد لمجموعة أوليا بك هو وريث ذلك التقليد الايزيدي الذي استمر من قبل قبيلة المحمودي بعد اعتناقهم الاسلام. (الشكل 7)
الشكل 7. منظر عام لمدرسة اوليا بك وضريح سليمان بك
ضريح سليمان بك
يقع ضريح سليمان بيك القائم بذاته على أرض منحدرة إلى الجنوب الشرقي من مدرسة أوليا بك. لم يعد الضريح يحمل كتابة تاريخ بنائها. الكاتب Arık (1967: 67) يعود بتاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر، ويعزوه الكاتب (1957: 7) Yazıcıoğlu إلى الأمير المحمودي علي بك الذي شارك في الحملة الإيرانية مع السلطان مراد الرابع عام 1638. ويعتقد الكاتبان Top Ünal 1995: 150)؛ (Top 1998: 33 وTuncer (1992: 336) ان تاريخ بناء الضريح يعود الى الربع الثالث من القرن السابع. اشتهر الأمير سليمان بك، حاكم قبيلة المحمودي، ببناء قلعة خوشاب عام 1052 / 1642-3، ويجب أن يكون هذا الضريح ملكه. كما يكتب أوليا الجلبي عام 1655، نقلاً من إبراهيم بك حاكم خوشاب، يذكر سليمان بك باعتباره من سلالة المتوفي حسب روايته Evliyâ Çelebi: 377))، فإننا نفهم أن سليمان بك لم يعد حاكمًا للمحمودي أثناء زيارته. ومن ثم، يمكن القول إن ضريحه قد شُيِّد بين عامي 1643 و1655 (الشكل .
الشكل 8. واجهات مدرسة اوليا بك وضريح سليمان بك
الضريح مبني من الحجارة المقطوعة. الجزء الخارجي من الضريح ذو ثمانية أضلاع، أما الجزء الداخلي فهو دائري الشكل ومغطى بسقف نصف كروي، يتكون من قبة منخفضة من الداخل وسقف هرمي من الخارج. قطر الدائرة الداخلية 4 أمتار. يرتفع المبنى على منصة مربعة يتم الوصول إليه من الشمال عن طريق السلالم. يتيح الوصول إلى الداخل عبر الباب المنحوت بشكل جميل في الجدار الشمالي. يحيط بالباب المستطيل قوس مدبب، ويوجد تجويف تحت القوس. ويوجد نسيج صوفي مطرز بزخارف هندسية على جانبي القوس المدبب. كما أن وجه القوس المدبب مزين بزخارف (مقرنصة؟) متكررة. يحتوي التجويف على جدار الغرفة على قوس ذو ثلاث فصوص، ربما كان يحمل كتابة تاريخ التأسيس. وتحتوي حواف التجويف على نفس شكل (مقرنصاه) القوس، ولكن بأبعاد أصغر. تحتوي الفصوص الجانبية للقوس على سعفة مفصلية بأحد عشر ورقة، في حين أن الفص العلوي للورقة الثلاثية تحيط بثلاث سعفاة (3). وهناك رسم مركزي بارز منحوت على عارضة الباب تشبه نجمة سداسية الشكل يتكون من مثلثين متساويين الأضلاع، مثل نجمة داود. الرسم السداسي الأضلاع تم إنشاء في التقاطع ويقع في وسطه وردة شبيه بزهرة ذات ست بتلات. المثلثات الستة السداسية الاضلاع مطعمة أيضًا بوردة بسيطة. تم نحت السطح بين الشكل السداسي وحواف العارضة بشكل نصف زهرة. مع ذلك، تم استخدام الشكل السداسي كزخرفة في الفن الإسلامي كرمز لختم سليمان (Mühr-i Süleyman). كما تم استخدام/نحت شكل النجمة السداسية على الواجهة الغربية لمعبد الشيخ عدي في لالش، مركز العقيدة الايزيدية. ليس من الواضح ما إذا كان هذا الرمز قد تم استخدامه على واجهة الضريح بسبب أهميته الأيقونية الأيزيدية أو الإسلامية أو هي مجرد زخرفة. (الشكل 9)
الشكل 9. مخطط ضريح سليمان بك (من: أعلى 1998: 185، شكل 17)
توجد ثلاث نوافذ مستطيلة مثبتة على الجدران المحورية تضيء الواجهة الداخلية. فقط هنالك نافذة الجدار الشرقي مزخرفة، بينما النوافذ الأخريات عاديات. يمكن أن يكون إعطاء الأهمية للجدار الشرقي من بقايا التقاليد الايزيدية. يتشابه شكل النافذة الشرقية مع التجويف الموجود فوق الباب. النافذة المستطيلة محاطة بتصميم متدرج. زوايا كل طبقة منحوتة بتصميم نصف محارة، أما المستويات العليا فمنحوتة بزخارف من محار كامل. يتكرر استخدام الزخرفة الصدفيّة/المحار على واجهات أضرحة حليم أوغلو خورشيد (؟) في مدينة أخلات، أرزن خاتون كومبيت (799/1396) في أخلات، وكادم خاتون باشا (863/1458) في إركيش وميمي ديده (980 /. 1572) في مسجد بيدلسي وهورهور (القرن السابع عشر) في وان. (الشكل 10)
الشكل 10. الواجهة الشمالية لضريح سليمان بك
خاتمة
في حين أن المدرستين والضريحين اللتان تم تحليلهما هنا، يقعان في بلدة خوشاب ويمثلان خصائص الأمة، فإن الجامع والمسجد الواقعين في قلعة خوشاب صغيران في الحجم ومتواضعان في المظهر. ينعكس نزوع حكام المحمودي إلى التصوف على تقشف مبانيهم التعليمية. وقد تم تنظيمها حول فناء مفتوح من دون أروقة، وبناؤه من الركام والأحجار المقطوعة بشكل غير منتظم وبدون زخرفة. على العكس من ذلك، فإن الأضرحة مبنية من الحجارة المقطوعة وتمثل الأنماط المحلية المميزة للمباني الموجودة في منطقة واسعة حول بحيرة وان. تتركز زخرفة واجهات أبنية قبيلة المحمودي حول الأبواب والنوافذ وهي مصنوعة من الحجر الفاخر. الأضرحة أكثر أهمية لسببين، وهي تعتبر مقدسة وتعمل كأماكن عبادة في التقليد الايزيدي. تم مراعاة الاناقة في بناء ضريحَي حسن بك وسليمان بك. علاوة على ذلك، فإن شرق الأناضول منطقة مهمة فيما يتعلق بعمارة المقابر الإسلامية. وقد نجت العديد من هياكل المقابر من مختلف العصور الإسلامية في بدليس، أخلات، أدلجفاز، غورماك، اركيش وغيفاش، التي تعرض مخططات مركزية متميزة لأشكال مربعة، أسطوانية، مثمنة، عشرية وعشرية الأضلاع مع سقف هرمي أو أسطواني وواجهات مفصلية بارزة. على عكس الأضرحة المكونة من طابقين لسلاجقة الأناضول والقره قوينلو وآق قوينلو التركمان، فإن أضرحة سلالة المحمودي هي مبانٍ من طابق واحد، وهي أضرحة متميزة بُنيت في ظل الإمارات الكردية في المنطقة بأكملها (4). وبالرغم من أن السمات الإسلامية سائدة في العمارة المحمودية، وتعكس تحول السلالة إلى الاسلام، مع ذلك، فإن الجدران الشرقية المفصلية للأضرحة واستخدام المنافذ يعيد إلى الذهن أيضًا معتقداتهم الأيزيدية القديمة.
الهوامش
——————————————–
(1) خالد بن الوليد (592-642) كان قائد الحرس المتحرك وأحد صحابة النبي محمد. لعب دورًا حاسمًا في قهر بلاد ما بين النهرين. يزعم بعض وجهاء المسلمين من غير العرب، بمن فيهم الأكراد، أنهم من نسل خالد بن الوليد لربط أنفسهم بنبي الإسلام.
(2) Top (1998: 29) يسمي هذه الغرفة بالمسجد بسبب المحراب ، ويطلق عليها أولو جام (2000: 29) بالغرفة الدراسية والمسجد.
(3)يشبه سعف النخيل. (خليل)
(4) يُعد ضريح حليم خاتون استثناءً من حيث البناء المكون من طابقين، أمر ببنائه عزالدين شير، حاكم إمارة هكاري، لزوجته حليم خاتون في 760 / 1358-59 في غيفاش. يمكن تفسير ذلك على الأرجح من خلال العرق الذي ينتمي إليها حليم خاتون، والتي كانت من القره قوينلو التركمانية.
المصادر التي اعتمدت عليها الباحثة دكتوره بيركول:
Açıkyıldız, B. (2010), The Yezidis: The History of a Community, Culture and Religion, London-New York.
Arık, O. (1967), “Erken Devir Anadolu Türk Mimarisinde Türbe Biçimleri”, Anadolu (Ana-tolia) II: 57-100.
Atsız, E. (1969), “Van (Erciş, Gevaş, Holap) Türk Mimari Eserleri” (Istanbul University un-published MA Thesis), İstanbul.
Bidlîsî, Sh. K. (1870), Chèref-nâmeh ou fastes de la nation kourde, F. B. Charmoy (tr.), vols. I/II, II/I, St. Petersburg.
Çelebi, E. (2012), Günümüz Türkçesiyle Evliyâ Çelebi Seyahatnâmesi. 4/1, İstanbul.
Sevgen N. (1959), Anadolu Kaleleri, vol. I, Ankara.
Top, M. (1998), Hoşap’taki Mahmudi Beylerine Ait Mimari Eserler, Ankara.
Tuncer, O. C. (1992), Anadolu Kümbetleri, Beylikler ve Osmanlı Dönemi, vol. III, Ankara.
Ülgen, A. S., (1953), “Hoşap (Mahmudî) Kalesi”, İlahiyat Fakültesi Dergisi 2/ 4: 83-88.
Uluçam, A. (2000), Ortaçağ ve Sonrasında Van Gölü Çevresi Mimarlığı-Van, vol. I, Ankara.
Ünal, R. H. (1995), “Türk Döneminde Van”, Van, İstanbul: 105-152.
Yazıcıoğlu A. C. (1957), Van’ın Tarihi Kitabeleri, Ankara.