السبت, يناير 11, 2025
Homeمقالاتهستيريا الصغار من أفعال الكبار ! : احسان جواد كاظم

هستيريا الصغار من أفعال الكبار ! : احسان جواد كاظم

تنتاب القوى المتنفذة بكل ما تمثله من أحزاب دينية ومليشيات ودولة عميقة.. حالة هلع من احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية بعد تفاقم أزمة الكهرباءوانقطاعها عن أجزاء واسعة في البلاد, في ظروف قيض خانق بعد عشرينعاماً من حكمها العضوض, وبات الشعب يُدرك تعمدها وإصرارها على عدمحلها رغم المليارات التي أنفقت ومازالت تنفق, حتى باتت هواجسها المريضةتتضايق حتى من أبسط المبادرات الفردية او من فعل إيجابي عابر, يظنونانها تتعرض لهم وتعرّض بهم وتسيء إليهم.

فقد حصلت فعاليات فردية بريئة وباندفاع ذاتي, ليس لها علاقة بالسياسة لامن قريب ولا من بعيد, لكنها جوبهت بردود فعل هستيرية غير مبررة.

 

وكان قد اعتقل شاب في مدينة الناصرية بادر إلى تنظيف مناطق في مدينتهوزيّن جدرانها بلوحات تمثل مشاهير عراقيينشعروا في فعله إشارة إلىتقصيرهم تنبيه للمواطن إلى الجهات التي لا تؤدي واجباتها كما يجبوكأن مواطنو مدينة الناصرية ومحافظة ذي قار غائبة عنهم صور فشلحكومتهم المحلية ويحتاجون من ينبههم !

وكذا الحال كان مع أحد المدرسين والكادر التدريسي المكلف بمراقبةالممتحنين في الامتحانات الوزارية العامة.. فقد فُرضت إجراءات عقابيةضدهم, باستبعادهم عن التواجد في القاعات الامتحانية, لأن أحد المدرسيناستعان بكرتونه للتهوية والتخفيف عن التلاميذ من شدة الحر بسببانقطاعات الكهرباء

انتشار اللقطات المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. أثارت حفيظةالسلطات الإدارية التربوية التي قرأت في مبادرة الأستاذ, إيماءة إلىإهمالها في توفير ظروف امتحانية مناسبة للتلاميذ. في ظل صمت مطبق مننقابة المعلمين وذوي الطلبة.

 

السلطات المعنية اعتبرت ما حدث من كليهما تحدياً لفشلها وتحريضاً علىالنظام العام لمجرد احساسها الخاطئ بوجود ملمح احتجاجي فيفعليهماانها عقدة سوء الظن الآدلرية * التي تمسك بتلابيبها !

 

أحد المطبلين لأحزاب السلطة أشار في لقاءٍ تليفزيوني : ” أن الإطارالتنسيقي الشيعي الحاكم يقوم بترميم وإصلاح العلاقة مع الشعب ونجحبذلك ! “, بيد أننا لا نشهد جديداً, فلا في الشؤون الفردية الصغيرة, كما فيأعلاه, ولا في الشؤون العامة…  فنهب المال العام ماضٍ على قدمٍ وساق, والتهديد المسلح لكل صاحب رأي مستقل او منظومة إعلامية لا تلتقي معتوجهاتهم الولائية والشرعية قائم.. وتطمين مطالب المواطنين مسألة ليستذات نظر.

 

أصبحت مسألة تقدير خرق القانون خاضعة لأهواء المسؤول الأمني أوالإداري ومتروكة لاستنتاجاته وليس على أساس ثوابت القانون والقضاءوالتعريفات الحقوقية, وهذا الأمر بحد ذاته يُعد خرقاً للقانون.. ولهذا كاناعتقال الشاب بدون أمر قبض قضائي وتعرضه, على الأقل, للضغطالنفسي وإجباره على توقيع عدم عودته إلى تنظيف مدينته او تزيينجدرانها..

كما كان طرد الأستاذ الحاني على تلامذته, وزملائه اجراءً فضاً, ولا يمكنأن يكون له وجود في سياقات العقوبات الإدارية, وإنما تركت لتقديراتالمتنفذين في الدوائر التربوية لإدانة فعله واعتباره تجاوزاً وعُوقب علىأساسها.

 

كل ما يحدث يستند لسيكولوجية التسلط المرتبطة بعقدة نقص كامنة فيإيديولوجيات متبنيها وممارسيها, أساسها التشدد والفكر الواحد والاستبدادالسياسي والهيمنة والعنصرية التي اتخذت اليوم طابعاً طائفياً.

 

مازالت انتفاضة تشرين المجيدة واحتمالات اندلاع احتجاجات واسعة بسببالأزمات السائدة وبالخصوص ازمة الكهرباء, يشكل هاجساً مقلقاً بلبالاحرى كابوساً رهيباً يؤرق أعداء الشعب الفاسدين مائلً أمامهم, لهذايسعون لخنق أي نأمة أو تململ شعبي في المهد.

 

لكن للشاعر رياض الركابي رأي آخر :

 

ضوه الشمعة شما صغر..

يخنگـ ظلام الليل ” !

 

 

عقدة آدلريةمتعلقة بالشخصية سيئة الظن, يغلب عليها الشكبالآخرين والريبة الزائدة والحذر من الناس
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular