الجمعة, سبتمبر 20, 2024
Homeمقالاتازرع الأمل قبل القمح! : د.خليل جندي

ازرع الأمل قبل القمح! : د.خليل جندي

 

العنوان أعلاه، كان أحد الشعارات التي كتبها النساء والشيوخ الألمان على بقايا الجدران المحطمة من مخلفات وآثار الحرب العالمية الثانية على بلدهم المدمر بالكامل. لم يستكينوا، ولم يستسلموا للقدر، بل كتبوا ثلاث شعارات على بقايا تلك الجدران المدمرة لمدينتهم، شعارات تبث الأمل وتحث على العمل، وهي:

– لا تنتظر حقك.

– افعل ما تستطيع.

– ازرع الأمل قبل القمح.

قدرت احصاءات ألمانية خسائرها البشرية في الحرب العالمية الثانية ، بسقوط ما بين 5.500.000 وحتى 6.900.000 مليون فرد بين عسكري ومدني، مع دمار مدن باكملها مثل مدينة كاسل Kassel على سبيل المثال لا الحصر. إلا أن كل هذا لن يركع الشعب الالماني، ولم يستسلم للقدر، بل بدأ نساءه وشيوخه بزرع (الأمل) وعملوا على اعادة بناء وطنهم على انقاض الحرب حتى وصلوا الى رابع أكبر دولة صناعية متقدمة في العالم.

هذه الشعارات تنبع من وعي أفراد المجتمع، ومن حرصه على أرضه وكرامته. لنقارن على سبيل الافتراض بين آثار الكارثة والمأساة التي حلت على ألشعب الألماني جراء الحرب العالمية الثانية ، وعلى الاثنية الدينية الايزيدية جراء إبادة الثالث من آب ٢٠١٤، كيف تعامل الالمان مع نتائج الحرب، وكيف تعامل ويتعامل الايزيديون (في شنكال) مع نتائج الابادة، واخص مسألة عودة النازحين الى ديارهم واعادة ما دمرته عصابات داعش الارهابية. استثني من ذلك الايزيديين النازحين من قصبتي بعشيقة وبحزاني، الذين لم ينتظروا احداً على مساعدتهم، بمجرد طرد الدواعش من مناطقهم ، حزموا حقائبهم وعادوا مسرعين الى ارضهم، شكلوا لجان امنية وحراسات نهارية وليلية ، شكلوا لجان وفرق لتنظيف مدينتهم، اعادوا بناء بيوتهم ومزاراتهم المدمرة، اعادوا تصليح ورش ومعاملهم الانتاجية ، واليوم نرى بعض منتوجاتهم وبماركات بعشيقة وبحزاني في اسواق مدن المانية كمدينة منشن! هنيئا لوعيهم والتصاقهم بارضهم، وعلى كرامتهم بعدم مد يدهم لاحد بغرض استغلالهم واذلالهم!

في الطرف الاخر يقف نازحي اهالي شنكال البالغ عددهم حوالي ثلاثمائة الف نسمة، يتقبل” اهانة” حر السماء في الصيف وبرودة الشتاء القارص، اضافة الى اهانات اخرى تنخر جسد المجتمع للسنة التاسعة!! باعتقادي ما يطلقون على انفسهم رؤساء العشائر ، والذين باعوا نفسهم لمصالح شخصية ، وبعض المحسوبين على الجبة الثقافية ، اضافة الى جهات حزبية واطراف سياسية يتحملون استمرار وادامة مأساة اهالي شنكال وعدم عودتهم الى ارضهم لاعادة بنائها كما فعل نساء وشيوخ الالمان.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular