السبت, سبتمبر 21, 2024
Homeمقالات" بداية نهاية الزمن " : حسن سعيد حسن

” بداية نهاية الزمن ” : حسن سعيد حسن

 

في 2032 خرج سكان الأرض من إفريقيا وامريكا الجنوبية لأجل رؤية الكسوف كما اعتادوا عليها ، ولكن في هذا الكسوف شعر بعض البشر بوجود قوة كهرومغناطيسية تجعلهم يفقدون قدرتهم على التوازن وكأن هناك قوة تضغط على رؤوسهم بقوة وتحرك ما في داخلها ، استمر الحدث لأقل من دقيقة واصبح البشر يصرخون دون ادراك وانتشر الخبر في كل ارجاء الأرض واصبحت الكرة الارضية في سكون وخوف وكل يلجأ الى حيث السكون ولكن المنطقة التي بدأت منها الحالة رجعت الى الاستقرار بينما اماكن السكون انتشر فيها انتشار موجة الهذيان والصداع والموت وبعد ساعتين اعلنت الاخبار العالمية ان الحالة متوقفة وبدأت دول العالم تشك ببعضها واعلنت أمريكا ان الصين صنعت اقمار صناعية متطورة وبدلاً من إرسال الموجات الراديوية الى الارض أرسلت موجات فوق البنفسجية وموجات اخرى غير معروفة وأعلنت دول اخرى إن كائنات فضائية قد غزت الكرة الارضية وإن تزامنها مع الكسوف كانت مجرد صدفة ، وبدأ العلماء يدرسون ما حدث وبدأ رجال الدين يشرحون عن قيامة الساعة بينما كتب الطفل نواف انها نهاية الزمن بينما قال SiSuZa إنها بداية نهاية مغناطيس الأرض.
كانت نتيجة الصعقة الأولى 500 الف قتيل في جميع دول العالم.
بعد اسبوع ظهر تقرير العلماء بأن المدن الرئيسية هي الأكثر ضررا بينما الاطفال هم الأقل ضررا ولكن لم يفهم احدا السبب ولم يعلم احدا الحل.
بعد 31 عام مرة أخرى وبينما سكان افريقيا في نوم عميق ايقظ العالم بخبر ان لا حياة في إفريقيا وبعد محاولات كثيرة للإتصال تبين بأن معظم سكان القارة لم يستفيقوا من نومهم ، بينما البؤرة كانت إفريقيا ولكن لم تسلم أية قارة من الكارثة ولكن كلما كان النهار قائما كانت الخسائر أقل وقدرت الخسائر ب 150 مليون انسان .
في الكسوف التالي في 2076 لم ينم سكان كوكب الأرض ولكن الموجة الكهرومغناطيسية لم تغب واعادت من جديد تفتك بالبشر وتأثيرها على البشر أكبر بكثير مما على كل كائن موجود على الأرض ، ورغم توقع الحدوث لكن ملايين البشر سقطت وهي تحاول السيطرة على رأسها ولم تفرق الموجة بين من كان على سطح الأرض او في الانفاق او تحت البحار.
سكت السياسيين وانتهت نظرية المؤامرة وسكت رجال الدين ميتين او لم يفهموا بينما الامل كان على رجال العلم ولكنهم لم يفهموا الا ان ضحايا النهار أقل مما في الليل.
بعد ذلك في كل كسوف وخسوف كانت الأرض تخسر بشرها.
في قرية صغيرة أسمها شنگال في 2014 حدثت إبادة جماعية لمجموعة بشرية وكانت هناك صحفية فرنسية اسمه ( ريتا ) في ذلك الوقت توثق الاحداث وتذكرت ذات يوم بإنها عندما كانت في شنگال كان لديهم طقوس متعلقة بخسوف القمر وأخبرت ولدها ( جون ) وهو كان صحفيا أيضا بالقصة وطلب منه السؤال عن هؤلاء البشر وتأثير الخسوف عليهم ،ذهب جون إلى شنگال ولكنه لم يرى سوى اشخاص قلة أغلبهم كبار في العمر وكانت البيوت لا تزال مهدمة كما روت له والدته ووصفته عندما كانت هناك في 2014 وأعتقد إن اغلبهم قد توفوا نتيجة للخسوف ولكن لم يفهم سبب نجاة من بقوا وعندما سأل أحدهم تبين بأن معظم الناس قد هاجروا لأسباب اخرى بعد 2014 وإن الخسوف لم تؤثر على الباقين كما باقي البشر ، وظل يسأل ويستفهم ولكن لم يجد الجواب وعندما سأل اهل القرية ماذا تفعلون اثناء الخسوف فكان الجواب هو الطرق على الادوات الحديدية واحيانا ضرب الارجل بالارض ولكن أهل القرية لم يفهموا معنى ذلك الطقس وإنما كانت مجرد عادة مكتسبة عندهم ، بعد ذلك اصبحت القرية وجهة للعلماء وتجاربهم وبعد دراسة صفات القرية تبين للعلماء ان فيها مجموعة لا تزيد عن مائة بيت وفي كل بيت مجموعة من الاغنام والدجاج وكذلك الاطفال في القرية لم يتجاوزوا خمسون طفل ، بقي العلماء في القرية في الخسوف اللاحق وسمعوا في الساعة التاسعة مساءا صوت الضفادع الموجودة قرب الوادي الذي يمر في قرية باري ثم بدأت الدجاجات تصرخ ثم الاغنام وكأنها جميعها مريضة بلغة العلم او تطلب النجاة بلغة الدين ، ثم بدأت الاطفال تصرخ ثم شعر سكان القرية بموجة سريعة من اللاستقرار ثم الاستقرار كما كان.
في الصباح اعلن عن مقتل الملايين واغلبهم من قارة اسيا ولكن القرية بقيت سالمة.
اصبح البشر في حيرة من امرهم ففي كل خسوف وكسوف يموت الملايين والنساء هن الأكثر رحيلا.
اصبح العلماء يبحثون عن سلوك الحيوانات ، حيث وجدوا ان بعض الحشرات لم تعد موجودة ضمن مناطق محددة من الأرض وكذلك سلوك الطيور في الهجرة لم يعد طبيعيا وكان ذلك في قارة أستراليا وبعد ذلك بفترة قصيرة وفي منتصف النهار ضربت أستراليا موجة الضغط ثم انتشرت لبقية الأرض وكانت الخسائر هذه المرة قليلة بما قبلها رغم تجاوزها المليون قتيل.
أعتقد البشر ان ازمة هذا الخسوف قد انتهت ولكن بعد ست ساعات كانت الموجة تفتك بشمال أمريكا وجنوبها وتقتل ثلثي البشر فيها.
بعد خسارة العالم لأمريكا اصبح العلم والعلماء دون سند كما كانوا وبحوث اوربا اصبحت يتيمة لا تستطيع تحليل الواقع .
في النيبال كان هناك شاب اسمه ( تيراي ) كان يقول لأبناء قريته علينا ان نصرخ مع اكتمال القمر كل شهر وكل خسوف وكانت قريته تخرج سالمة من كل كارثة ووصل الخبر الى العالم .
في اكتمال القمر في الشهر اللاحق مجاميع كثيرة من البشر اصبحت تصرخ لمدة ساعات حتى ينتهي اكتمال القمر واستمروا بذلك كل شهر قمري ولكن خسائر البشر كانت أيضا بالملايين في الخسوف اللاحق وهذه المرة كان الشرق الاوسط الضحية الكبرى ولكن لم يسلم منها أية بقعة من الأرض وقدرت الخسائر ب ست وثلاثون مليون انسان ولكن شرق اسيا كانوا الأقل ضرراً وكذلك المناطق التي كان يصرخ فيها اهلها معا ً.
في الخسوف اللاحق اعلنت جميع القنوات العالمية انه بدءأ من الساعة العاشرة مساءا بتوقيت كرينتش سوف تبدأ البشرية معا بالصراخ ولن تتوقف حتى منتصف الليل القادم.
كان البشر في راحة وشعور انتصار لا مثيل له في اليوم اللاحق حيث الخسائر كانت بمئات الالاف فقط وليست بالملايين .

استمرت البشرية لعشرون عام لاحق تصرخ لمدة ثمان وعشرون ساعة ولأيام متواصلة مع كل خسوف وكسوف والخسائر كانت تقل دوما حتى اصبحت صفر بعد السنة الخامسة والتسعون منذ بدء الموجة.

خسرت الكرة الارضية 40% من البشر وخسرت ما يقرب 90% من علماءها لأن اغلبهم كان في أمريكا ورغم ان البشر وصل لحل لمشكلته ولكنه لم يصل الى سبب المشكلة حتى ظهر عالم بولندي اسمه ستيفن واخبر البشرية بأن الأرض قد فقدت كثيراً من كتلتها النارية وبالتالي المغناطيسية الارضية وعند تعامد القمر والشمس والارض تتمدد مغناطيسية الأرض بعيدة عنها مما تسبب بنزول جزيئات الاوزون الى الأرض ولأن هذه الجزيئات مشحونة كهربائياً ومتحركة فتولد حولها مجالا مغناطيسيا ويتفاعل هذا المجال المغناطيسي مع جسم الانسان الذي يملك طاقة كهربائية مسؤولة عن تنظيم ضربات القلب فيولد في داخل جسم الإنسان مجالا مغناطيسيا يسبب في تشوه نبضات القلب فيرسل إشارات كهربائية غير منتظمة الى الدماغ ويتلفه ، بينما في السماء هناك الغلاف الجوي الذي يعتمد على المغناطيسية أيضا وكذلك جاذبية القمر ، فكلما ارتفعت مجموع جاذبية الشمس والقمر على الغلاف الجوي اصبح هذا الغلاف بعيدا عن الأرض من جهة وقريبة من الجهة المعاكسة ويضغط على كل ما فيه وبينما يحاول مغناطيس الأرض ابعاد الغلاف وبينما تحاول الجاذبية جذبه يصبح سطح الأرض بما عليه تحت قوى تتغير لالاف المرات في الثانية بينما ادمغة البشر كانت معتادة ان يكون لكل اتجاه انتشار طاقة زمنا وترددا محددا حسب قوة مغناطيس الأرض ولكن بسبب دوران الأرض وتغيير القوة المغناطيسية وبالتالي الجاذبية وجاذبية القمر وضغط الغلاف الجوي ومحاولة الأرض لإعادة استقرارها يتغير مع الدوران انتشار الطاقة في الدماغ الى حد لا يستطيع الدماغ تتبع هذا التغيير وبسبب وجود المجال المغناطيسي الناشيء من المجال الكهربائي للاوزون يفقد الدماغ سيطرته على التوازن والنتيجة في اغلب الاحيان هو انفجار للدماغ او تلف في معظم اعصابه.
كانت الاصوات الناتجة عن الحديد تسبب في توليد موجات صوتية بجميع الاتجاهات وهذه الموجات الصوتية كانت تدفع الغلاف الجوي نحو الأعلى وكذلك الحديد المتحرك بسبب كونه مادة موصلة للكهربائية والمغناطيسية وبسبب حركته المستمرة وحركة جزيئات الاوزون من حوله كان يولد حولها مجالا مغناطيسيا وينتشر لعدة امتار فوق سطح الأرض ويتفاعل مع الاوزون على بعد امتار من سطح الأرض وبالتالي لا يسمح له بالوصول الى سطح الأرض وعند ضرب الأرض معا كانت الأرض تهتز مما تسبب بنقل طاقة الى باطن الأرض وتصل الى الكتلة النارية لتصبح حركته هي الأخرى أكبر والمجال المغناطيسي حول الارض بفعل ذلك أكبر ومنع الحزيئات المشحونة من الوصول إلى الأرض ، وكلما كانت عدد البشر أكبر كانت فرصة نجاتهم أكبر من خلال الطاقة التي ينتجوها معا .
اصبح الفلسطينيين والاسرائيليين يمسكون ايادي بعضهم ويصرخون ويهزون الأرض معا لكي ينجو معا ، ولم تعد هناك حدود بين الكوريتين ولا بين الهند وباكستان ولا بين أية دولة في العالم ولم تعد هناك سجون ولا اسرى ولا حروب واصبحت البشرية تبحث عن بعضها البعض لعلها تنجو .

كان على البشر اعادة الحرارة للارض فأصبحوا يبحثون عن الجثث ويلقونها في الوديان العميقة ثم يقطعون الاشجار العالية ويحرقوها في تلك الاودية مع البشر لعل الدهون البشرية تعطي للأرض حرارة واستمر هذا المعتقد ل مائة وثلاثون سنة حتى بدأت البشرية تشك بأن ذلك مجرد طقوس وبالفعل توقف البشر عن حرق الجثث ولم تعد موجات الموت تأتي لأن اعداد البشر قد قلت وكذلك الحيوانات واصبحت الأرض لا تحمل فوقها الا القليل مقارنة بما كسبته من حرارة داخلية من مائة وثلاثون عام ماضية واصبحت تلك العبادات القديمة قبل مائة وثلاثون عام بنظر الأجيال اللاحقة عادات غبية واثبتوا بأنها غبية عندما تخلوا عنها ولم يصيب البشر مكروهاً.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular

التخطي إلى شريط الأدوات