الأحد, ديسمبر 29, 2024
Homeمقالاتدور تظافر العاملين الداخلي والخارجي في تفكيك الاتحاد السوفيتي : الدكتور نجم...

دور تظافر العاملين الداخلي والخارجي في تفكيك الاتحاد السوفيتي : الدكتور نجم الدليمي

: نظرة من الداخل ::

##اشتداد الصراع الايديولوجي واللغز المبهم؟!.

**لقد ادركت قوى الثالوث العالمي ان عدوها الاول كان وسيبقى الاتحاد السوفيتي، وان تفكيكه لا يمكن ان يتحقق لا بالحرب العسكرية ولا بالحصار الاقتصادي، فوجدوا اسلوبا قذرا الا وهو اختراق قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم،بدليل في عام 1946 اعد الان دالاس رئيس جهاز وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خطة جاء بها((….سوف نستخدم كل ما لدينا من ذهب وثروات مادية اخرى من اجل استغفال المواطنين….. وإشاعة الفوضى…. وسنجد لنا شركاء في الراي وحلفاء لنا في روسيا…..)). وبهذا الخصوص تشير الكاتبة والصحفية السوفيتية ناديجا غاريفولينا الى ان ((استراتيجية الغرب قد وجدت لها عدد غير قليل من المساعدين داخل البلاد قد تمثلوا بالطابور الخامس وعملاء النفوذ الذين تاجروا بالبلاد بالمفرد والجملة)). ويؤكد اوليغ شينين السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي السابق، الى ان يوري اندروبوف، كان قد مهد التربة لتحقيق هذه العمليات، فمن جهة اتخذ الأمين العام الغامض في العامين 1982–1983،تدابير واجراءات ادارية… ولكن من جهة اخرى ولعل هذا هو الاهم دفعت في عهده شخصيات معينة من امثال غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكثير من امثالهم لاشغال مناصب ذات مسؤولية هامة، واحتكر هذا الفريق بالذات وسائل الاعلام الجماهيرية المحلية والتي لعبت دوراً قذرا في تشويه قيادة الحزب والسلطة والنظام الاشتراكي.
**ان سيناريوهات قوى الثالوث العالمي للفترة( 1918–1953)قد فشلت فشلاً ذريعا، ويعود السبب الرئيس لذلك الى وجود قيادة سياسية موحدة ومخلصة وكفؤة وامنية وحاسمة لشعبها وفكرها ولحزبها الثوري، الحزب الشيوعي السوفيتي، وكان على راس هذه القيادة لينين وستالين، ولعب ستالين الدور الرئيس والاساس في احباط جميع مخططات قوى الشر العالمية المتمثلة بالنظام الامبريالي العالمي والصهيونية والماسونية وحلفائهم في الداخل من قوى الثورة المضادة.

**منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي وتسلم خروشوف مقاليد الحزب والدولة، بدا ناقوس الخطر الجدي على الحزب وبدايات الخطر على النظام في الاتحاد السوفيتي، اذ مارس خروشوف سلوكا انتهازيا وتحريفيا مبتذلا ضد قادة ثورةاكتوبر الاشتراكية العظمى وبشكل خاص ضد ستالين؟! لمن ولمصلحة من تم ذلك؟ وقام بسياسة الانتقام من جميع الرفاق القياديين الذين عملوا مع ستالين واربك الحزب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وايديولوجيا وجماهيريا وتم شق الحركة الشيوعية العالمية وووو،وكان الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها مرتاحين لعمل وسلوك خروشوف؟!. ان تحالف قوى الشر المتمثلة بقوى الثالوث العالمي وحلفائهم في واشنطن ولندن وباريس وبون وتل أبيب….. وبعض الدول العربية المفرطة في ثرائها الدولاري، قد شكلوا حلفا وفق برنامجاً هدفا وهو العمل وبكل الوسائل المتاحة من اجل تفكيك الاتحاد السوفيتي.

**خلال الفترة (1985–1991)، تم تنفيذ مشروع هدام تخريبي و منظم وقد مثل هذا مشروع قوى الثالوث العالمي الا وهو ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها، ومنذ عام 1987 بدأت الانحرافات في كافة المجالات، وفي عام 1988–1989 دق ناقوس الخطر الحقيقي والجدي حول تفكيك الاتحاد السوفيتي وفي عام 1990–1991 حسم موضوع تفكيك الاتحاد السوفيتي من قبل الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد. ان الشيئ المميز لقيادة الحزب منذ عام 1985-1991، انهم يتحدثون شيئ، ويفكرون بشيئ اخر وينفذون شيئاً اخر،وهذه هي سياسة غورباتشوف المرتد. يلاحظ ان تفكيك الاتحاد السوفيتي من حيث المبدأ يعود للعامل الداخلي بالدرجة الأولى وفي قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي لفترة ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها ولكن في عملية تفكيك الاتحاد لعب العامل الخارجي الدور المنظم والممنهج والموجه للعامل الداخلي، الخيانة العظمى في قيادة الحزب الحاكم والدروشة السياسية…. وبالتالي نظرياً يتحمل الحزب الشيوعي السوفيتي مسؤولية تفكيك الاتحاد السوفيتي ولكن من الناحية العملية والواقعية يتحمل جهاز امن الدولة السوفيتية، ( كي جي بي) وخاصة قيادة هذا الجهاز مسؤولية ذلك اضافة الى مسؤولية جهاز الاستخبارات العسكرية السوفيتية (غرو) وباختصار قيادة الحزب وقيادة الاجهزة الامنية… عاشت بين الاختراق والمرض البيروقراطي وغياب الحسم الثوري والخوف والتردد…. لصالح بقاء دولتهم العظم،ويمكن القول ان هذه القيادات الامنية والعسكرية والسياسية قد خانوا الدستور الاشتراكي للاتحاد السوفيتي لانهم ادوا القسم الدستوري للدفاع والحفاظ على النظام الاشتراكي والسلطة السوفيتية والدولة السوفيتية…. ولكن ولكن….؟

##: ماذا قالوا خصوم الاشتراكية؟.
1– يقول بريجينسكي (( ان غورباتشوف قد تحول من التقاليد البلشفية الى التقاليد المنشفية….. وان سياسة الفوضى والبلبلة التي انتهجها غورباتشوف تؤدي الى تصورين:اولهما انه من المحتمل خلال سنتين ان لا يصبح هناك حزب شيوعي في الاتحاد السوفيتي وسوف يتفتت الحزب…..، ثانياً انه خلال سنوات سوف لن يكن هناك اتحاد سوفيتي.، هذا ما قاله في 19\2\1990.

2– اكد بعض ما يسمى بقادة الحركة الديمقراطية الروسية ومنهم غافريل بوبوف في كتيبة ( ما العمل) على ضرورة تقسيم الاتحاد السوفيتي الى ما بين 40–50 دولة؟، وكما تؤكد غالينا ستاروفيوتوفا مستشارة الرئيس الروسي بوريس يلسين،( المخمور دائماً)للشؤون القومية، بان روسيا سوف تتفكك ما بين 60–70 دولة. هؤلاء هم الطابور الخامس وعملاء النفوذ والليبراليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون الذين ساهموا في تفكيك الاتحاد السوفيتي وغيرهم.

##:اللغز المبهم ::

**في اب عام 1991، عمل قادة الحزب والسلطة وبعلم وموافقة غورباتشوف على تشكيل لجنة الدولة للطوارئ من اجل الحفاظ على الاتحاد السوفيتي ونظامه الاشتراكي وابعاد خطر تفكيك الاتحاد السوفيتي، كان الاجدر ان لا يتم تشكيل لجنة الدولة للطوارئ بمثل هذه القيادات التي اتصفت بالترد والخوف وعدم اتخاذ القرار الحاسم من اجل الحفاظ على دولتهم العظمى ( تجربة قيادة الحزب الشيوعي الصيني كانت تجربة رائدة وحاسمة ضد قوى الثورة المضادة).
** نعتقد،كان على لجنة الدولة للطوارئ، وهم قادة الحزب والدولة السوفيتية، ان يتم عقد اجتماع للمكتب السياسي للحزب لدراسة الوضع الخطير، وبعد ذلك عقد اجتماع طارئ للجنة المركزية للحزب ووضع خطة لانقاذ دولتهم من خطر التفكك، وبعد ذلك يتم دعوة البرلمان السوفيتي والذي يمثل اعلى سلطة في الدولة السوفيتية، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والحاسمة ضد قوى الثورة المضادة بهدف ابعاد خطر تفكيك دولتهم، ويتم اعتقال الرؤوس والذي يتراوح عددهم ما بين35–40 راس، هؤلاء هم بعض قادة الحزب وكادره ومنهم غورباتشوف ويلسين وياكوفلييف وشيفيرنادزة……، وان تتم المحاكمة علنية ووفق الدستور والقانون السوفيتي بدليل في ايار عام 1991 قدم الجنرال فلاديمير كرجيكوف وفي اجتماع مغلق للبرلمان السوفيتي تقريراً مفصلاً حول خطر تفكيك الاتحاد السوفيتي والاسماء المتعاونة مع الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية ولكن لا البرلمان اتخذ قرار ولا رئيس جهاز امن الدولة السوفيتية ( كي جي بي) وكان ذلك بحضور الخائن غورباتشوف. ان احداث اب عام 1991 كانت ولا تزال غامضة، حدثاً ولغزا مبهما ولم يتم الكشف عن كل ابعاده الخفيفة والسرية، وافرزت احداث اب \ 1991 اغتيال الاتحاد السوفيتي وبدم بارد من قبل القيادة المتنفذة في الحزب الحاكم القيادة الخائنة لشعبها وفكرها وحزبها. وفي 21-22\اب\1991 تم اعتقال جميع اعضاء لجنة الدولة للطوارئ وبقرار من بوريس يلسين وبدعم غربي \ اميركي وبالتنسيق مع السفارة الأميركية في موسكو.

##:اخطاء غير مبررة… ونهج تخريبي منظم

** نعتقد،ان الخطأ لا يكمن في النظرية الماركسية -اللينينية، ولا في الاشتراكية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي، بل يكمن الخطأ في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي وخاصة بعد المؤتمر العشرين للحزب عام 1956 وان الاخطاء تكمن بالاتي ::
*عدم الفهم السليم والعلمي للنظرية وعدم تطويرها وبما يتلائم والواقع الموضوعي الملموس.
*العمل على تقديس وتاليه النظرية العلمية وهذا مخالف لجوهر النظرية ولعبت العناصر : القيادية في الحزب الشيوعي السوفيتي من غير القومية الروسية ( اولاد العم تحديداً) دوراً مهماً وكبيرا وقذرا في ذلك.

* عدم تطبيق ديكتاتورية البروليتاريا — سلطة الشعب الحقيقية كشرط رئيس لبناء مرحلة الانتقال للشيوعية الا وهي الاشتراكية وضعف تطبيق الديمقراطية الاشتراكية في الحزب وتفشي خطر البيروقراطية الحزبية والادارية في الحزب والسلطة.

*تحول الحزب الشيوعي السوفيتي من حزب طليعي لقيادة الطبقة العاملة وحلفائها الى جهاز بيروقراطي، اداري، اي تحولوا من شيوعيين ثورويين الى موظفين ادارين وبيروقراطين في الحزب والسلطة واستطاع جهاز السلطة التنفيذية السوفيتية من احتواء بعض اهم القيادات والكوادر والاعضاء من الحزب الشيوعي السوفيتي واصبحوا ينشطون تحت غطاء، سند هؤلاء من الحزبيين، في حين أن يكون دور ومكانة الحزب دوراً رقاببا على السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والاعلامية، توجيه ورقابة بالدرجة الأولى وان يلتزم ويطبق الثوابت المبدئية والوطنية في السلطة والحزب والمجتمع، وبالتالي استطاع الجهاز الاداري من الهيمنة على قسم كبير من اعضاء وكادر وبعض القياديين وباساليب عديدة.

** تفشي فيروس البيروقراطية الحزبية والادارية في الحزب والسلطة وتفشي الروتين القاتل في الحزب والسلطة السوفيتية. ان الاقتصاد الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي لم يواجه ازمة اقتصادية ومالية للمدة 1922-1984 كما حدث للنظام الامبريالي العالمي، ازمة الثلاثينات من القرن الماضي مثلاً، قد تؤدي إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي. ان الازمة التي تم افتعالها وخطط لها بفعل تظافر العوامل الداخلية والخارجية والتي ظهرت تحت غطاء مايسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991، وهي ازمة مخطط لها وحددت اهدافها الرئيسية وهي العمل على تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية وهذا ما كانت تهدف اليه قوى الثالوث العالمي وحلفائهم وتحت مشروعهم (( البيرويسترويكا)) اي اعادة البناء، اما الدراويش السياسيين في الحزب والسلطة قادة، كوادر، اعضاء قد التزموا الصمت المطبق كصمت اهل الكهف وهذا يعود لا اسباب عديدة منها ضعف الشعور بالمسؤولية، الخوف، التردد، الانتهازية والوصولية والنفعية في المدة 1984-1991 اي فترة اعادة البناء. نقول ذلك وهو مايمكن قوله….، من خلال المتابعة المستمرة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية من قبلنا للفترة المذكورة ولا نزال نتابع عملية التحولات الغير مالوفة والغير شرعية والغير قانونية، اي التحول من الاشتراكية الى الراسمالية المتوحشة والطفيلية وفي كافة المجالات.

* عدم التجديد المستمر لقيادة وكادر الحزب بدم جديد وفق الضوابط الشرعية والمبدئية والصارمة فهل من المعقول ان يكون ذلك :: بريجنيف (1914-1981)،اندروبوف (1914-1984)، تشيرنينكو (1912-1985)، بوناماريوف (1905-1995) وغيرهم من قادة الحزب الشيوعي السوفيتي هذا غير سليم وغير صحيح في العمل السياسي.

## ان هذه الاخطاء وغيرها هي وليدة \ نتيجة حقيقية للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي وتسلم خروشوف الامي والانتهازي \ التحريفي الذي وضع اسس تفكيك الاتحاد السوفيتي سواء بشكل مقصود او بشكل غير مقصود… سهل وصول الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين كرافجوك.. للمدة 1985-1991، ناهيك عن هجومه اللامشروع واللاقانوني واللامبدئي ضد فترة قيادة ستالين للحزب والسلطة السوفيتية وتحت غطاء (( عبادة الفرد))، علماً انه كان احد القياديين في الحزب الشيوعي السوفيتي مع الرفيق ستالين وبمرور الزمن منذ عام 1954-1984 ومن دون القيام بمعالجات ضرورية للاقتصاد والحزب الحاكم وهذه الاخطاء المتراكمة في النظام السوفيتي قد هيأت الظروف الملائمة وبفعل تظافر وتشابك العاملين الداخلي والخارجي فالنتيجة صعود الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد لقيادة الحزب والدولة السوفيتية. ان فريق غورباتشوف ومنهم ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين كرافجوك ارباتوف بوبوف كوزيروف بوربوليس اناتتولي جوبايس وغيرهم من خونة الشعب والفكر والحزب عملوا على تفكيك الاتحاد السوفيتي بدعم ومساندة قوى الثالوث العالمي، بمساندة الحكومة العالمية ومؤسساتها الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالميه وغيرها من المنظمات الدولية الاخرى، وكان النشاط الهدام لهذه القوى تحت شعارات وهمية وكاذبة وخادعة ومشوهه للحقائق الموضوعية والعلمية ومنها ما يسمى بحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وغيرها من الخزعبلات الاخرى وكما سادت الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والايدولوجي في المجتمع والحزب الحاكم وبشكل منظم وواعي ((نهنئ)) قادة الاحزاب الشيوعية واليسارية الذين ساندوا وايدوا ودعموا النهج الخياني وما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية.

## يؤكد قائد البروليتاريا لينين العظيم عن الخيانة العظمى ((في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الجهل او الغباء او الخيانة بشكل متعمد ومحسوب لها فالنتيجة النهائية هي خيانة عظمى)). ومن هنا بعض (( القيادات الشيوعية)) يهاجمون لينين وستالين العظيمين بإستمرار وهم لم يطلعوا على جوهر اعمال هؤلاء القادة المبتدئين.

** انظر، د.نجم الدليمي، دور قوى الثالوث العالمي في تفكيك الاتحاد السوفيتي، وثائق… ادلة وبراهين، الاردن، عمان، دار امجد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، السنة، 2017، ص،49- 78

اب \ 2023

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular