يوم 31 أكتوبر سنة 1999.. صحى المصريين من النوم على خبر صعب.. طيارة مصر للطيران اللى جاية من نيويورك.. وقعت فى المحيط الأطلنطى.. كارثة.. خصوصا لما تعرف ان الطيارة كان عليها 217 راكب…. كلهم قابلوا وجه كريم.. ورغم ان الحادثة ممكن تبان عادية.. زيها زى غيرها من الطيارات الكتير اللى وقعت فى مختلف أنحاء العالم على مدار التاريخ.. إلا إن أول كلمة اتقالت وقتها ان الطيارة انضربت بصاروخ.. ولما اتسأل ليه طيارة مصر للطيران تنضرب بصاروخ.. قالك لأن الطيارة دى مكنش عليها ركاب مدنيين عاديين.. أمال كان عليها مين؟.. هقولك.. كان من بين ركابها 3 علماء ذرة مصريين.. و7 طيارين مقاتلين من سلاح الجو المصري.. و7 علماء بترول.. ده غير ظباط مصريين تانيين من أسلحة مختلفة فى الجيش المصرى.. كلهم كانوا فى دورات تدريبية فى أمريكا وراجعين مصر بعد ما خلصوها.. لكن الأهم من كل دول.. وده الأخطر.. هو ان من بين علماء الذرة الـ 3.. تلميذة دكتور يحيى المشد.. دكتور يحيى المشد عالم الذرة المصرى اللى كان مسؤول عن البرنامج النووى الإيرانى واللى اغتاله الموساد فى باريس.. ممكن نعمل عنه حلقة منفصلة لو تحبوا.. فلك أن تتخيل ان صفوة الصفوة المصرية كانوا على الطيارة.. ومش فى مجال واحد.. لكن فى 3 مجالات.. الذرة والجيش والبترول.. وهنا سؤال للحكومة المصرية وقتها.. إزاى الثروة القومية دى تركب طيارة واحدة.. إزاى صفوة العلماء والطيارين والظباط المصريين يركبوا طيارة واحدة.. طبعا اللى حصل ده بالنسبة لأى جهاز أمنى معادى فرصة متتعوضش.. تخيل ضربوا كام عصفور بحجر واحد.. عارفين زى ايه.. فاكرين ليلة 5 يونيو 67.. لما فوجئ قادة الجيش المصرى بإن المشير عبد الحكيم عامر عاوز يقابلهم كلهم تانى يوم اللى هو 5 يونيو الصبح فى قاعدة من القواعد العسكرية.. وفعلا كل قادة الجيش سابوا أماكنهم واتجمعوا فى القاعدة العسكرية مستنيين وصول المشير.. لحد ما فوجئوا بإن اسرائيل بدأت الحرب وبتضرب فى قوات الجيش المصرى اللى هما سابوهم علشان يقابلوا المشير.. وقتها الفريق سعد الشاذلى قال بالنص ان اسرائيل لو كانت تعرف ان كل قادة الجيش متجمعين فى قاعدة عسكرية واحدة علشان يقابلوا المشير.. كانت ضربتنا بالطيران وخلصت علينا كلنا.. هو ده التفكير العسكرى فى الحروب.. فانت النهاردة لميت صفوة العلماء المصريين والطيارين المقاتلين والظباط من مختلف الأسلحة وركبتهم طيارة مدنية.. يعنى أسماءهم متسجلة فى شركات الطيران.. يعنى حتى مش تبعتلهم طيارة عسكرية أو طيارة خاصة وتمنحهم صفة دبلوماسية.. لأ.. طلعتهم كلهم على طيارة مدنية بأسماءهم الحقيقة.. ده قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الايرانى لما زار مصر فى عهد الإخوان.. علشان يساعدهم فى تشكيل حرس ثورى مصرى.. يومها دخل مصر بجواز سفر مزور باسم سائح ايرانى.. وده لمجرد ان محدش ينتبه لوجوده.. المهم.. خلينا فى موضوعنا.. بعد ما اتقال ان الطيارة المصرية انضربت بصاروخ.. خرج رئيس المجلس الوطنى لسلامة النقل الأمريكى.. واللى كان مسؤول عن التحقيق فى الحادثة.. وقال يا جماعه مفيش صواريخ ولا حاجه.. كل اللى حصل ان مساعد الطيار المصرى انتحر.. يا فندم متقولش كده ده احنا بنتشعلق فى رضا ربنا.. قالك لأ هو انتحر.. طيب ايه دليلك على الكلام الماسخ ده.. قالك لأن الصندوق الاسود بتاع الطيارة واللى بيسجل كل حاجه بتحصل فى كابينة الطيارة.. سجل صوت الكابتن جميل البطوطى وهو بيقول توكلت على الله.. ياااراااجل.. أكنه قال توكلت على الله.. شوف المجرم.. وبعدين يا سيدنا للفندى.. ايه تانى اللى أكد لك انه انتحر.. قالك الصندوق الاسود برده سجل خناقة بين الطيار ومساعد الطيار اللى هو الكابتن جميل البطوطى.. خير ان شاء الله كانوا بيتخانقوا ليه؟.. قالك منعرفش سبب الخناقة.. لكن سمعنا كابتن الطيارة أحمد حبشى وهو بيقول بصوت عالى فى ايه.. فى ايه.. تمام فين الخناقة ؟.. قالك لأ بس كده هى دى الخناقة.. طيب يا فندم بلاش ان الطيارة انضربت بصاروخ.. ميمشيش معاك مثلا ان الطيارة كان فيها عطل فنى هو اللى وقعها؟.. قالك مستحيل.. ليه يا فندم مستحيل.. الأعطال الفنية وارده وبتحصل عادى.. قالك لأن لو الطيارة فعلا كان فيها عطل فنى.. فالمسؤولية هنا هتقع على المطار الأمريكي اللى المفروض يشيك على الطيارة قبل ما تطير.. أو تقع على شركة بوينج الأمريكية باعتبارها الشركة المصنعة للطيارة.. وكده إما هيدخلوا فى شبهه جنائية أو هيدفعوا تعويضات لأسر الضحايا.. أيوة يعنى علشان حضرتك تبرأ المطار وشركة بوينج تلبسها للطيار وتقول انه انتحر.. قالك والله هو ده اللى عندنا..
إسقاط طائرة مصرية فوق الأراضى الأمريكية – طائرة البطوطى
RELATED ARTICLES