السبت, نوفمبر 16, 2024
Homeاراءقراءة في كِتاب ( مَحَطات من واقع الأيزيديين ) الجزء الثاني :...

قراءة في كِتاب ( مَحَطات من واقع الأيزيديين ) الجزء الثاني : غازي نزام

الحاقاً بالجزء الأَول من قراءتنا لِمَحطات من واقع الأيزيذيين  بتاريخ ١١/ آب / ٢٠٢٣ للكاتب الأستاذ علي سيدو رَشو وللتوضيح أَكثر بخصوص ماوَرَد في صَفَحات الكتاب وخاصَة الأَصل والتسمية لأهمية الموضو وكثرة النقاش والاختلاف عَليهَ، وعدد من المواضيع الأُخرى ، في الصَفحة 31 قارن الكاتبْ بين الديانَة الأيزيدية وعدد من ديانات وادي الرافدين ( ميزوبوتاميا) ، وأَشار الى ماجاء في شريعة ( أور نَمو ) الذي ظَهرت في في الحَضارة السومرية باسم الأله الأَعظم ( شمش ) ، وكذلك الى الانقلاب الذي ظَهَر من قبل اخناتون في الحَضارة السومرية على دين ( آمون ) وهو يقيس الأمور ( ويقصد اخناتون ) بأَساليب جديدة وَبِوَعي وأدراك أَكثر وأشمَل ، وأَكثر دقة وتحديد، وأِن ليس للعالم إلا إِله واحد وهو (( آتون )) وأن الالوهية تكون في مَصدَر الضوء وكل ما عَلى الأَرض من حياة ، ثُم أَشار الى نشيد للشَمس على لَوح محفوظ في المَتحَف البريطاني ، وهو شَرح بَليغ لقَصيدة التوحيد وإن آتون يوجد في جَميع صُوَر الحياة والنَماء ، ويَربط الكاتب هنا كُل ماتَقَدم من معلومات عَن قدسية الشَمس لدى الديانة الايزيدية وهو أَمر ثابت وَمعلوم وغير مشكوك فيه مطلقاً وَواضح في النصوص الدينية الأيزيدية .وعَن الأَصل والتَسمية دائماً يشير الكاتب الى رأي البروفسور جاكسون البروفسور في جامعة كولومبيا حيث يَذهَب الى أَن الديانة الأىزيدية الثنائية شَكَلت مبدئياً بَعض التَشابهات بين الديانَتين الأىزيدية والأيرانية ،،

ويتساءل جاكسون هَل أن الديانة الأيزيدية عُرِفَت في بلاد إيران ومنها أنتَقَلت الى سائر المواقع  التي نَجدها فيها الآن ، أَما ( ر . ه . أَمبسن ) يُضيف الى نَظرية جاكسون أن الطرق الدينية الأيزيدية والمجوسية القديمة ، نشأَت من الزردشتية ، والتاريخ الأىزيدي الحَديث تأَثر من احتكاكهم بالمسيحيين وخضوعهم الجزئي للحكم الإسلامي الذي سَبب التَغيرات في عقائدهم ، وعَن الدكتور المارونسي يقول الكاتب ،أن الديانات التي كانت منتَشرة في ميزوبوتاميا هي دِيانة مَزد يَسنا ( الأىزيدية ) قَبل ظهور الديانات اليَهودية والمَسيحية والإسلام ، وأن الديانات التي كانت مُنتَشرة في المنطقة هي فروع للديانة الأيريدية وأُخذت عَنها .وأَضاف أن المصريين القُدَماء كانوا يؤَدون الفعالية الدينية ( سه ما ) وهي نَفسها تَمارس بين الأىزيديين ، أَما الدَمَلوجي يَقول مُعًقباً ، وأذا كان فيما ذَكره هؤلاء الباحثون شيء من الحَقيقة فَهو علاقة الأيزيديين بالزردشتية فقط ، ولكن هذه العِلاقة قَديمة ترجع الى زَمن بعيد جداً أَي قَبلَ أَن يَصبحوا أىزيدية ويَعرفوا بهذا الأسم ، وهم في الحَقيقة  (مانويون ) كما يَظهر لنا في أعتقاداتهم وأصول ديانتهم ، والمانوية هي التي خَلَفت الزردشتية في هذا البلاد وبلاد أيران ،  وعاشت زُهاء عَشرة قرون ، ويُعلق الباحث بهذا الخصوص بأَن الدَمَلوجي في وصف العلاقة بين الزردشتية والمانوية  والمزدكية  قَد غالى بما لَيس فيهم ، وأَقبس حالات شاذة لاوجود لَها . والصَقها بِها تلفيقاً ، كما ورد في حَديثِهِ بأن الأيزيدية تُؤمن بألهين ، أَحَدَهما الّ الخير والآخر إله الشَر ، وفي هذا تَجَني كَبير على الديانة .وفي نفس الخصوص ذكر الكاتب في الصفحة 38 مايلي ، لَقَد ورد أسم ( أيزيدا ) بكثرة في وَثائق المَلك البابلي حَموراي الذي حارَب الأيزيديين ( الكاتب )   1785 ـــ 1755 ق.م  حيث ذَكر ( مَردوخ ) كأِله بالبلي قَومي وذَكَر ( أيزيدا ) كأِله لكُل المخلوقات ، وعَن ديورانت في نَفس الصَفحة ، بأَن الآثاري هنري لايارد عثَر على صورة ( سنجَق ) لرئيس الملائِكة مُقتَبَس من جسم حَجري تاريخي أكتَشَفَهُ بنَفسهِ قَبل مائة وخَمسون عام في ١٥ نيسان عام ١٨٥٥ ، وقَدم الدكتور بيتش في الجمعية السورية المصرية اللندَنية ،تقريراً أستناداً الى نصوص قَديمة ،ذَكَر فيها دور رَئيس المَلائكة ،وقَدم أضافة الى صور لايارد صور أخرى مأخوذة من المَتحَف البريطاني ، وفي تموز عام ٢٠٠١ قَدم الباحث حَسو أَمريكو صورة أُخرى لسنجق المَلائكة مَأخوذة من خَتم أسطواني يرجع تاريخهُ الى ٢٥٠٠ عام قَبل الميلاد من مَتحف حَلب / سوريا يُعتَقد أنه ُ خَتم بير ( أومر خالا ) ، وعَن أَبحاث الكاتب زهير كاظم عَبود يقول الكاتب رَشو إِن الحَقيقة الثابتة التي تُؤَيدها كل الشواهد التاريخية القديمة في منطقة ميزوبوتاميا ، والشرق كَون الأىزيدية من الديانات القديمة الموغلة في التاريخ وحَقاً أ٫ الأيزيدية الحالية هي بقايا ذلك الدين القَديم .مثلما تُشير الوَقائع التاريخية .ويُتَوج الكتاتب والباحث الدكتور خليل جندي رَشو هذهِ الآراء ،ويُؤَكد بأَن الأىزيدية دِيانة قَديمة بِذاتها وهي أمتِداد تاريخي ومرآة تَعكس من خلالها عَبَق التاريخ وعَراقة التقاليد والطقوس وهي ( الأىزيدية ) وتشبه تَل أَثَرية طَمَرتها رِمال آلاف السنين ولَم يجرِ التَنقيب عَن كَوامنها إِلا قَليلاً . وفي ختام الفَصل يسأَل الكاتب نَفسَهُ سؤالاً ، لماذا لَم تَدخل الأىزيدية أحدى الديانات الجَديدة (السَماوية ) رَغم الحَمَلات والأضطهادات والفَتوات التي صَدَرت من رِجال الدين راح ضَحيتها المَلايين من الشباب والشيوخ وسبي النساء والبنات ؟؟ وَيجيب قائلاً ويَقول بِكل بَساطة أنها ( أَي الأيزيدية ) توَحد الله قَبل ظهور تَلك الديانات ، تعتَبر نَفسها ليست بِحاجة الى مَن يُرشدها الى عِبادة الله على طريقتها الجَديدة ،لأَن رسوخ حقيقة التَوحيد  في الديانة الأيزيدية لا تَرقى اليها أَية عَقيدة ، وَيظهر ذلك واضحاً من الأَدعية والأبتهالات والنصوص الدينية المُتَعددة >>>>>.

الأحَوال الشَخصية:-

لايوجد ضمن القَوانين العراقية قانون الأَحوال الشخصية لِمُعالجة الوَضع الأىزيدي، وَما يَتَعَلق بالأرث والتَرِكة والوَصية والزَواج والطَلاق والرِعاية الأجتماعية ، وإِنما يَخضَعون الى قانون البَدائة ( الأَحوال الشَخصية ) والتي تُحكَم فيها أستناداً الى قانون الأَحوال الشخصية النافذ وهذا القانون لايُحَقق لَهم العَدالة المَطلوبة ،رَغم الدَعوات التي قَطَعَت شَوطاً لابأَس بهِ بأصدار قانون الأَحوال الشخصية للديانة الأيزيدية بحَسَب الكاتب ، وهي جاهزة بأعتقادي  منذ سَنوات ولكنهُ أَسير رفوف البَرلمان العراقي  والكوردستاني دون أهتمام يُذكَر ، وأنا كاتب المقال ناقَشت الموضوع شَخصياً في بدايات العام ٢٠١٤ حول هذا الموضوع مع السيد المهندس شَريف كَجل مُستَشار رئيس البَرلمان الكوردستاني في حينهِ ، وأَكد جهوزيَة القانون وأحالتهِ الى مَجلس شورى الأَقليم ، إلا أنه لَم يَرى النور الى يَومنا هذا ..

الفَصل الخامس  :- الأصلاح

تَناول الباحث في هذا الفَصل عَدد من العناوين التي يَراها مناساً وَمهماً أساسياً في مسألة الأصلاح ويرى فيها الأصلاح ضرورة حَتمية. ، منها المَجلس الروحاني وَملف لالش ، والمزات الدينية  والنصوص ضمن بَرنامج مَدروس مَع ذَوي الأختصاص والخبرة ولَهُ في هذا المَجال خَطوات وأقتراحات مُهمة في هذا الفَصل بأمكان القارىء الكَريم مُراجَعَتهِ ، وكذلك موضوع الأَقاليم الأىزيدية والمؤتَمَرات والزيارات والتَوثيق والواردات والتَبَرعات ، وبخصوص المَوضوع الأَهم والأكثر جَدَلاً حَول النظام الطَبقي الديني ( الطَبقة السابعَة ) للكاتب بَدَل فقير حَجي منذ عدة سَنوات وجاء في كتابه لالش نامة . حيث لَم يُوافقهُ الرأي ويقول بأنها دَعوة غَير مُوَفقة ولَيست في مَحَلها ، لكونها تَضرب الصَميم الأيزيدي بَدَلاً من أصلاح الواقع الفاسد ،وَلم يَنسى الكاتب الأشارة الى التَغيير الديموكرافي التي تَعرض لها مركز قضاء الشيخان ومناقشتهِ مع المَرحوم الأَمير ، أَما عَن أَصل العًَقيدة والأصلاح يَقول بأَنه عَلينا التَوَقف عندهُ والحَديث عَنهُ، كَي لاتُعامل الثَوابت بنَفس مَعايير وَمُعاملة المُتَغيرات . وذَكَر أيضاً إِذا قارَننا أَنفسنا بِغَيرنا من الديانات من حَيث الأمكانات نَقع في خَطأ جَسيم لأَنهُ ليسَت لَنا قُدرات ومُؤَهلات وبَرامج مُستَقلة يُمكن تَطبيقها كما هو الحال مَع شعوب الديانات الأُخرى .

الفَصل السادس  :- الأبادة الجَماعية للأيزيديين

الفَصل السابع    :- التُراث

غازي نَزام أوكسبورك / أَلمانيا

٢٣/ آب / ٢٠٢٣

RELATED ARTICLES

2 COMMENTS

  1. (…هم في الحَقيقة (مانويون ) كما يَظهر لنا في أعتقاداتهم وأصول ديانتهم ، والمانوية هي التي خَلَفت الزردشتية في هذا البلاد وبلاد أيران ، وعاشت زُهاء عَشرة قرون ….)
    تحية طيبة
    لاشك أنك , أستاذي العزيز , قد بذلت جهداً كبيراً في هذه الابحاث وأعتقد أنها بدأت تثمر وقد بدأت كتاباتك تقترب من الحقيقة بحذر, وإنك على حق فتدخل الأجانب الجهلة أصحاب الشهادات العالية التي تجعل من البعض يتردد في تكذيبهم بينما هم كذابون سلفاً ولا يعلمون ذرة من حقيقة الئيزديين الذين هم أحفاد أولئك أصحاب الدين القديم جداًو فيستمرون في تسميتهم بالئيزديين وهم يتكلمون عن آلاف السنين قبل الميلاد وهذا كذب كبير يجب الرد عليه , والملاحظاتالتي تستوجب الرد كثيرة جداً , لكننا نكتفي بالمانوية :
    ماني بن فاتك الأشكاني ولد في 216 ميلادية , وأطاح الساسانيون بالحكم الأشكاني في 224 ميلادية , في 239 مات المؤسس أردشير, فخلفه إبنه سابور الأول, وإنخرط على الفور في حروب طاحنة خارجية مع الرومان ( قتل إمبراطوراً في المعركة وأسر آخر وفرض الجزية على الثالث وهو فيليب العربي ولم تسترجع روما قوتها حتى خرج الحكم مها إلى القسطنطينية في 309م) هنا إنتهز الأشكانيون لإسترداد حكمهم ومنهم ماني فتبني حركة سياسية دينية أقرب إلى المسيحية النسطورية منها إلى الزرادشتية لإستمالتهم والتعاون معهم لطرد الأسرة الساسانية من الحكم , وهو الذي فصل أهريمن عن سلطة أهورامزدا أي أنه خلق الشيطان بالطريق الساميّة, المهم أنه لم يدم يوما واحداً بعد وفاة سابور الأول 270م , المنشغل بالجيش دون ملاحظة الداخل فلمات مات كان أول عمل قام به خلفه هرمز الأول هو القبض على ماني وسجنه حتى الموت أوربما قتله في السجن إبنه بهرام الأول بعد عام 271 م, ومن بقي على ولائه للأشكانيين ( أنصار ماني ) تمت تصفيتهم على يد سابور الثاني في الحملة التي يسميها سهيل قاشا ونافع شابو بالفرمان الأربعيني ضد المسيحيين في حين لم يكن بينهم غير الأشكان المانويين السياسيين ولا علاقة لهم بالدين المسيحي غير الإستقواء بهم
    لكن عالمنا الجاهل يقول المانوية خلفت الزرادشتية لمدة عشرة قرون وكان الإسلام قد قضى عليهم بعد ثلاثة قرون فقط , أي دين لم يُخلف ديناً هي إستمرارية الدين الشمساني ( مزديسنا ) منذ العهد الميدي ثم الأخميني ثم الأشكاني ثم الساساني وبعد سقوطهم فرض عليهم الإسلام وبقي منهم متشبثون بدينهم الأصلي بتسميات محورة من الأصل مثلنا داسني وهي أصلاً محورة من هورامزدايسنة,,,,, وزرادشت لم يكن إلاّ كاتب الدين وهو مفصل كبير في فقرات الدين الداسني الشمساني والتسمية بإسمه لم تظهر إلاّ بعد الإسلام والتشهير به وتحقيره

  2. بخصوص قانون الأوال الشخصیة وحین متابعتي لها في حینها کانت في مجلس شوری الأقلیم ،أنا شخصیا ألتمست أن هناك مماطلة وإهمال من الجیهات ذات العلاقة ،لذا طلبت من المجلس الروحاني ومستشاریه في إحدا جلساتها تخویلي رسمیا لغرض متابعتها لکن المجلس مع الأسف رفضوا تخویلي ماعدا المرحوم بابا شیخ ختوا الوحید الذي وافق وبدون جدوی وحتی دکتور ممو قال بإمکانك متابعتها لکن بدون تخویل وهذا غیر ممکن قانونیا.لذا الکرة في ملعب الجلس الروحاني وممثل الإیزدیة في أوقاف کردستان.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular