فى أواخر السبعينات.. المخابرات المصرية وصلتها معلومات من مصادرها فى جهاز الموساد الاسرائيلى.. بإن منزل الرئيس محمد أنور السادات جواه جاسوس لحساب الموساد.. والحقيقة ورغم اننا لسه مقولناش غير جمله واحدة.. ومعلومة واحدة.. إلا إن المعلومة دى تطرح أسئلة كتير جدا.. أولها مثلا إزاى جهاز بحجم المخابرات المصرية لسه منتصر فى حرب أكتوبر.. بعد عملية خداع معقدة لسه بتدرس لحد النهاردة فى أجهزة المخابرات.. وازاى جهاز زى المخابرات المصرية نجح فى زرع عملاء مهمين زى رأفت الهجان فى قلب اسرائيل.. بدون ما حد يكشفهم لحد ما ماتوا.. ازاى جهاز بالحجم والقوة دى يتغلب عليه جاسوس ويخترق منزل رئيس الجمهورية!.. خصوصا وانك عرفت أصلا ان الرئيس بيتعرض للتجسس من عملاءك فى الموساد.. انت متخيل الكوميديا؟.. انت مُخترق جهاز الموساد للدرجة اللى مكنتك تعرف المعلومات اللى بتوصله من مصر.. لكن خلينا فى الجاسوس اللى موجود فى منزل الرئيس.. مين هو واخترق منزل الرئيس امتى.. وازاى هنجيبه؟.. كل دى كانت تحديات قدام ظباط المخابرات المصرية.. فى الحالات دى بيتم مراجعة وفحص ملفات كل المحيطين بدايرة الرئيس.. علشان تدور على أى معلومة أو أى خيط.. لكن النتيجة كانت ان كل الناس فوق مستوى الشبهات.. لحد ما فى يوم ظباط المخابرات المصرية فى هولندا.. واللى بيراقبوا السفارة الاسرائيلية فى امستردام.. شافوا حاجه غريبة جدا.. شافو دكتور العلاج الطبيعى الخاص بالرئيس السادات وهو داخل سفارة اسرائيل.. قعد جوه اد ما قعد وبعد كده طلع ومعاه 2 ظباط من الموساد.. فهنا كان السؤال.. دكتور العلاج الطبيعى الخاص برئيس جمهورية مصر العربية.. بيعمل ايه فى سفارة اسرائيل فى هولندا؟.. بسرعة جدا اتنقلت المعلومة لمصر.. اتعرضت على مين فى مصر؟.. على العميد محمد نسيم المعروف وقتها باسم قلب الأسد.. ده كان لقبه فى المخابرات المصرية.. وممكن بعد كده نفرد له حلقة كامله لو تحبوا.. هنا العميد محمد نسيم طلع ملف الجاسوس المجهول.. وده كان اسم ملف الجاسوس اللى بينقل للموساد تحركات الرئيس السادات.. واللى مكنتش المخابرات المصرية لسه تعرف مين هو.. وبدأ يربط بين المعلومات اللى وصلت الموساد وبين الدكتور على العطفى.. مدلك الرئيس.. أو دكتور العلاج الطبيعى الخاص بالرئيس السادات.. وبسرعه برده تم عرض المعلومات الجديدة على رئيس جهاز المخابرات.. اللى خدها وطلع بها على الرئيس السادات نفسه.. وقاله الوضع 1 2 3 .. الغريب ان الرئيس السادات مصدقش رئيس المخابرات.. لحد ما عرف ان اللى مسؤول عن ملف العملية هو العميد محمد نسيم قلب الأسد.. وده يوضح لك اد ايه الراجل ده كان محل ثقة.. مش بس من جهاز المخابرات اللى سماه قلب الأسد.. لكن محل ثقة رئيس الجمهورية نفسه.. وكان رد الرئيس السادات وقتها ان الموضوع لازم يحمل درجة شديد السرية ومحدش يعرف عنه اى حاجه.. وإلا تبقى فضحية.. ده تقريبا الشخص الوحيد اللى رئيس الجمهورية بيقلع هدومه قدامه.. وده وصف يشرح لك حرية الكلام اللى كانت موجودة بين الرئيس وبينه.. يعنى أكيد نقل معلومات مهمة جدا للموساد..