في جرحهِ يتخبط تراب لا يفارق خياله..
عاشقٌ يمضي مثقلاً بعطر الحرية ..
يطرق أبواب المدن العتيقة ..
يَغفو مرهف السمع لتراتيل ناسكٍ
ومناسكِ ومعابد الدنيا،
إنطلق هائماً ليراقص نجوم ليلٍ صامت ،
وقتها نظم قصيدة الغربة والحب والمنافي .. !!
*** ***
شاعرٌ.. أبى أن يبيع عطر تراب الوطن ،
لكن الوطن باعهُ بثمنٍ بخسٍ في خريف العمر ..
وفي ظلهِ رقص الانتهازيون واللصوص و المُرتشون
والقساة والفاسدون على عجالة،
حريةٌ.. لم تجئ سيفاً في حدقة الظلم
وارتعاشات الليالي ودمع العين ،
حريةٌ ..قدمت من دون يدين
بلا مقامات الروح..
وهمسات الطيور ونشوة الالحان،
قدمت من دون توق ليومٍ جديد للفقراء.. !!
*** ***
إستدرجتنا الحرية لتسريحةٍ غريبةٍ
ومشطٍ مكسور،
واجنحة لا تُحلق وجلسنا القرفصاء ،
وما زالت القذائف تغزوا آذان الفقراء ،
لينتشر التشرد والخوف ،
حكايات في ظل العولمة … تدمي قلوب البؤساء ..!!
*** ***
كُنا غرباء في الوطن ومازلنا ..
كُنا نغارُ عليه من عطر هواء الجبال،
نحتضنُ حكاياته ..
تُسكرنا قراهُ العتيقة وعطر بساتينه من دون خمر،
اهتمامات الجبليين القدامى بأرضه،
نُزينهُ بذكرى أغانينا،
وأناشيدنا تهزُ عرش الليل ..
لتحلق الاطيار وتزين أغصان الاشجار،
وسرُّ حقيقتنا يرقص على اكتاف الارض بفخر..
في ظل سر حقيقة وامواج خيرٍ
من أجل السلام ،
قبل أن يتهادى الوطن بالاسفار
والبحث عن أوطان الله..
كطائرٍ مهاجر صوب الشمال والجنوب،
وقتها تغدو مُدنه
مُدن البكاء والعويل ..!!
*** **
إحتسيتُ كأس الغربةِ وطناً..
غدا بعيون تعانق هديل الضياء..
رقصة خالدة على صدر غيمة بحرية،
كأس غربة ..يشيّع فيّ مطر وهدوء
سلام وعطر مكان،
وفي تخوم جنة اغترابي يظل السؤال:
لوطن..
لمّ غدت ملامح عشاقك الفقراء
مآسٍ وليلٌ بلا نهار .. ؟
لكن السؤال افرد جناحيه،
وحلّق فوق غيوم الغرب..
ليعانقني في مدينة الاباطرة (غراتس)*
بدمعةٍ ساخنة وردد :
بلادك خرائط فقراء بلون البكاء ..!!
غراتس \ النمسا
غراتس ..المدينة التي يعيش فيها الشاعر منذ عام 1992 في النمسا وهي عاصمة اقليم شتايامارك النمساوي