١
انتخابات
في هذه الأيام أكثرية الأحاديث والمناقشات في مجالس الايزيدية (النخبة منهم) تدور حول المرشحين والانتخابات والقضية الايزيدية وكيفية التعامل معها وأساليب معالجتها (انتخابات مجالس محافظات العراقية المزمع اجراؤها ١٨ كانون الأول هذا العام).
اكثر من مرشح ايزيدي التقيت به في الايام الاخيرة
سمعت الجملة الاكثر محببة لديه (وربما عند غالبيتهم لا اقول جميع المرشحين الايزيديين للانتخابات):
” لم افكر يوما في المنصب والامتيازات لكن الحقيقة ان مسالة ترشحي تكمن من اجل المصلحة الايزيدية العامة وإيصال صوتهم المغبون الى جهات العليا وأصحاب القرار وإنهاء معاناة النازحين وذلك بفتح صفحة جديدة من حياة حرة سعيدة واعمار مناطقهم وتوفير الخدمات الضرورية والدفاع عن قضاياهم…!! “.
المفارقة …لا اعرف اصدق من و اكذب من ..؟!.
٢
لرؤوساء وحكام الشرق والعالم الثالث عدد غير قليل من المستشارين في مختلف المجالات والاختصاصات حالهم حال بقية حكام ورؤوساء العالم لكن الغريب في أمر حكام ورؤوساء عالم الثالث والشرق والمعيب حقا عدم الاستفادة ورفض العمل بمشورة المستشار لان الحاكم والرئيس هنا (حسب فهمهم وتفسيرهم) لابد أن يكون خبيرا في كل العلوم وضالعا بما هو مخفي ومعلن من المظاهر الطبيعية والخارجة عنها (ميتافيزيقيا) عكس حكام ورؤوساء الغرب والدول المتقدمة حيث يعتمدون بشكل كامل على تقارير وبحوث المستشارين ويتفاعلون مع مشوراتهم عند تنفيذ برامج وسياسات حكوماتهم بخطط انية واخرى بعيدة المدى (خطط وبرامج معدة لسنة او خمس سنوات واخرى لعقود من الزمن القادم).
يذكر احد المستشارين في وزارة ما بعد سقوط الصنم (زمن الانفتاح – التحرير – الاحتلال سميها ما شئت) أنه كان يعامل (بضم الياء) معاملة قاسية واسلوب غير مهذب من قبل الوزير حيث كان يرفض تسليم ابخاثه وتقاريره المقدمة ويحاول جاهدا إجراء الاجتماعات اثناء إجازات المستشار وفي ايام غيابه حتى يتجنبه كل ذلك كون جانبه لا يتحمل المواجهه واللقاء به ..
السيد المستشار كان صاحب رؤية نافذة وبصيرة سليمة حيث تصرف بحكمة وتعامل مع الحالة بمنطق سليم حيث كان يحاول اللقاء بمرافق الوزير سرا كلما سنحت الفرصة وكان يتقصد بسماعه كلمات وجمل معينة في احاديثه حيث كان متاكدا من ان السيد المرافق سينقل الكلام الى سيده بامانة وكان كلامه وتلك الجمل والكلمات مصدرا رئيسيا لتوصيات يقترحه السيد الوزير وأحكاما وقرارات حاسمة فيما بعد واثناء الاجتماعات الدورية وعند المحافل الرسمية.
ذات مرة استفسرت منه عن الاسباب، قال ‘ ربما الغرور والترفع او الشعور بالنقص. ويمكن للامر اسباب أخرى اجهلها.. والله اعلم’.
٣
ايام الدعاية الانتخابية
أثناء زيارة اي مرشح الى بيته (بيت احد اقاربي) لغرض ضمان صوته واصوات عائلته كان يكرر (قريبي) نفس هذا الكلام عند الجميع :
(ماذا استفدنا نحن من المرشحين الفائزين في الانتخابات الماضية حتى نستفيد منكم الان ..!؟).
وكان يواصل الحديث :
( في الانتخابات السابقة وصاني قريبي – عزيز (يقصدني) – ترشيح صديقه – ويذكر (لا على التعين) اسم احد الفائزين في الانتخابات الماضية – فقد جمعت له أكثر من مائة صوت من الأقرباء والجيران والمعارف .. والسيد،.. حتى لم يكلف نفسه ولو لمرة واحدة لغاية الان حتى السؤال عنا ونحن في العائلة نمر بظروف صعبة خلال السنتين الماضيتين حيث زوجتي مريضة وأجريت لها عملية كبرى اضطررت ان ادين مبلغ غير قليل لاسدد نفقات علاجها وأجور الأطباء والإقامة في المستشفيات ..).
٤
عندي صديق مقرب متشائم جدا خاصة عند زيارة دوائر الدولة ومؤسساتها وله وجهة نظر وتفسير مختلف عن الآخرين من مسألة تطبيق التعليمات والقوانين المتعلقة بأمور المراجعات الرسمية في دوائر الدولة والإقليم ايضا، حيث يقول ‘ ما تسمع السيد الموظف كلمة (حسب التعليمات) هذا معناه ان مراجعتك لا قيمة لها ومعاملتك مرفوضة جملة وتفصيلا، لذا أرجوك لا تحاول المناقشة وحتى التوسلات في هذه الاوقات لا فائدة منها، انصحك يا صديقي العزيز إحترام نفسك في مواقف كهذه لتحتفظ بما تبقى من ماء وجهك، غادر المكان بسرعة وهدوء. معاملتك تحولت الى قسم الحفظ والأرشيف وتجنب مزيد من الإهانة ..