الجلطة الدماغيّة أو السكتة الدماغيّة هي نوبة مفاجئة وشديدة يحدث فيها تمزّق أو انسداد في وعاء دمويّ دماغيّ، مما يقطع جريان الدم في الدماغ للمنطقة التي يغذيها الوعاء الدمويّ الذي حدث فيه الانسداد أو التمزّق، مما يؤدي إلى فقدان للوعي أو شلل أو خلل في وظيفة يقوم بها جزء الدماغ الذي حدث له نقص التروية.
وتعد الجلطة الدماغية من أهم أسباب الوفاة حول العالم،كما تعدّ حالة طبيّة طارئة، ويجب أن يتلقى المريض عناية طبيّة عاجلة. وينتج عن الجلطة الدماغيّة ظهور سريع لأعراض عصبيّة خلال ثوانٍ إلى دقائق من حدوث الجلطة، وهو المرض العصبيّ الأكبر والأكثر انتشاراً في زماننا هذا، وعندما تنقص تروية جزء من الدماغ نتيجة الجلطة بشكل كامل أو جزئي؛ فالجزء الذي أصيب بنقص التروية يحدث فيه عجز ويفشل عن القيام بوظائفه بالصورة الصحيحة؛ لأنّه تم قطع الأكسجين والغذاء المحمّل بالدم إليه، مما يؤدّي إلى احتماليّة موت خلايا الدماغ، وتختلف شدّة الأعراض والقصور حسب حدّة الجلطة ونسبة الانسداد أو كميّة النزيف.
من أسباب الجلطة الدماغيّة ما يلي:-
1- انسداد الأوعية الدماغيّة الصغيرة.
2- حدوث جلطة دمويّة قادمة من الشريان السباتي.
3- حدوث نزيف دماغي نتيجة ارتفاع الضغط أو إصابة الرأس أو انفجار وعاء دمويّ متمدّد أو بسبب أخذ الأدوية المضادة للتخثّر.
من عوامل خطورة الإصابة بجلطة دماغية هناك عدة عوامل تشكّل خطراً على احتماليّة حدوث جلطة دماغيّة، لكن هذه العوامل يمكن تحسينها باستخدام العلاج وتحسين نمط الحياة إلى نمط حياة أكثر صحيّة، منها:-
ارتفاع الضغط, التدخين, أمراض القلب, ارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم, أمراض الأوعية الدمويّة الطرفيّة, السمنة المفرطة, وعدم ممارسة التمارين الرياضيّة وقلة الحركة.
عوامل تزيد من نسبة احتماليّة الإصابة ولا يمكن تحسينها منها:
الإصابة السابقة بجلطة دماغيّة عابرة, إصابة أحد أفراد العائلة في وقت سابق بجلطة دماغيّة, التقدّم في العمر, وتقريباً من عمر 55 وأكثر.
من أنواع الجلطات الدماغية ما يلي :-
1- الجلطة الدماغية الإقفارية حوالي 85% من الجلطات الدماغيّة هي جلطات دماغية ناتجة عن نقص تروية الدماغ، وتحدث هذه الجلطة عند انسداد شرايين الدماغ أو تضيّقها، مما يؤدّي إلى حدوث نقص تروية في الجزء الذي تغذّيه هذه الشرايين.
2- الجلطة الدماغيّة النزفيّة: وتحدث هذه الجلطة عندما تتعرّض أحد الأوعية الدمويّة في الدماغ إلى التمزّق، ونزيف الدماء من الوعاء الدمويّ إلى المادة الدماغيّة، وتحدث هذه الحالة نتيجة أي سبب يؤدّي إلى التأثير في الأوعية الدمويّة منها: ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه، والاستخدام المفرط لمضادات التخثّر، أو نتيجة تمدّد الأوعية الدمويّة الدماغية.
من أعراض الجلطة الدماغيّة ما يلي:-
– مشاكل في الكلام والفهم والاستيعاب؛ كأن يصبح الكلام ثقيلاً ولا يفهم الشخص الكلام المقول.
– شلل أو تخدّر وحدوث نمنمة للأطراف، عادة في جهة واحدة، وتهدّل الفم عند محاولة التبسّم. مشكلة في الرؤية؛ كأن يعاني المريض من إعتام في الرؤية أو غباش، أو تضاعف الصورة المرئية في عين أو في كلتا العينين.
– مشاكل في المشي؛ بسبب حدوث دوخة والشعور بعدم الاتّزان.
– يمكن أن يشعر المريض بصداع شديد
– الوجه: الطلب من الشخص المريض الابتسام، فمن أعراض الجلطة حدوث تهدّل لفم المريض من جهة واحدة عند التبسم.
– الذراعان: الطلب من المريض رفع ذراعيه الاثنتين، وملاحظة سقوط إحداها أو عدم قدرة الشخص على رفع إحدى الذراعين.
– الحديث: الطلب من المريض إعادة جملة معينة وملاحظة غرابة في الكلام أو بطء أو أنّ كلامه غير مفهوم.
– الوقت: الوقت عامل مهم جداً في حالة الجلطة الدماغية؛ إذا لاحظ شخص قريب من المريض أو لاحظ على نفسه أعراض الجلطة الدماغية؛ فيجب طلب الإسعاف والوصول إلى الطوارئ في أقرب وقت ممكن.
هناك عدة أمور يجب أن يقوم بها الشخص للوقاية من الجلطة الدماغيّة، منها:
- السيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
- السيطرة على نسبة الكولسترول المرتفعة في الدم.
- التوقف عن شرب التبغ ومشتقّاته.
- ممارسة الرياضة بشكل دائم وزيادة النشاط البدنيّ للجسم.
- تناول الطعام الصحي.
- ويمكن أن يصف الطبيب مميّعات للدم للشخص الذي يمكن تعرّضه لجلطة دماغيّة، أو مرّ سابقاً بنوبة دماغيّة، مع أنه لا يمكن التنبّؤ بحدوث الجلطة، لكن تغيير نمط الحياة مهم جداً لتجنب الجلطات الدماغيّة.