لايبدو إن لدى الشرائح المختلفة من الشعب الايراني التي تواظب على اللجوء للنشاطات الاحتجاجية ضد النظام الايراني مايمکن وصفه بإستراحة محارب، بل إن هناك نوع الاستمرارية الملفتة للنظر في هذه الاحتجاجات إذ من الذين تم نهب أموالهم من قبل شرکات مشبوهة الى مزارعي إصفهان وأهالي الاهواز ومن هٶلاء الى العمال ومن العمال الى طلبة الجامعات بحيث تبدو وکأنها مسابقة رکضة“البريد“، حيث إن الاحتجاجات تتواصل من شريحة الى أخرى والهدف النهائي في طهران.
ماذا يجري في إيران حاليا وهل إن هناك من خطر وتهديد على النظام من جراء ذلك؟ قبل فترة أوضح آية الله أحمد علم الهدى، ممثل المرشد الاعلى في محافظة خراسان رضوي وإمام جمعة مشهد، من أن تبحث الولايات المتحدة عن ذرائع للعام المقبل لكي تقوم بمحاصرتنا اقتصاديا“. ورأي أن “ذلك سيمهد الطريق للعلمانية، واستهداف المرشد من خلال استغلال العدو للعناصر المخدوعة لتكرار فتنة مشابهة لعام 2009″.”، عندما يقفز علم الهدى على الانتفاضة الاخيرة التي إمتدت الى 140 مدينة إيرانية ويسعى لإعادة الانظار الى إنتفاضة عام 2009، فإن وراء ذلك أکثر من معنى ومغزى.
ممثل المرشد الاعلى في محافظة خراسان رضوي أحمد علم الهدى، يعتبر من ضمن الدائرة المقربة من خامنئي ومحسوب عليه، وإن لما يقوله أهمية خاصة من الناحية السياسية، وهو عندما يشير الى إنتفاضة عام 2009، ويقفز على الانتفاضة الاخيرة ويتجاوزها، فإن لذلك سبب جوهري واضح للعيان، وهو إن النظام عندما نجح وبطرق ملتوية من قمع تلك الانتفاضة بطرق مختلفة، فإنه لم تعقبها أية تداعيات وردود فعل في شکل نشاطات وتحرکات إحتجاجية کما حدث ويحدث مع الانتفاضة الاخيرة ناهيك عن إنها تتزامن مع نشاطات لخلايا تابعة لمنظمة مجاهدي خلق تدعى“معاقل الانتفاضة“، کما إن إنتفاضة عام 2009 إذا ماتم تنسيبها لوجوه محسوبة على النظام ، فإن الانتفاضة الاخيرة محسوبة وبحسب کلام صريح من المرشد الاعلى خصوصا وقادة ومسٶولون إيرانيون آخرون الى منظمة مجاهدي خلق، والملاحظة الاخيرة الملفتة للنظر بخصوص کلام علم الهدى، والتي نود أن نوردها هي إن الانتفاضة الاخيرة قد إندلعت من مشهد نفسها مرکز محافظة خراسان رضوي، وهو مايوحي الى القاعدة المعروفة“المجرم يحوم حول جريمته“، ولاسيما وإن المراقبين والمحللين السياسيين قد إهتموا کثيرا بإنطلاق الانتفاضة الاخيرة من رحم مدينة دينية مقدسة ضد نظام يتغطى بالرداء الديني وإعتبروها تحولا وإنعطافة نوعية في مستوى الوعي السياسي ـ الفکري للشعب الايراني وإنه صار ينظر للأمور بعيدا عن الالوان البراقة والزخارف المتنوعة، ينظر الى الواقع الذي يجده أمامه بعد 40 عاما من حکم کان الدين مجرد وسيلة لتمرير مخططاته!