قرأت لكم / كتاب الخلاصة اللاهوتية للقديس توما الاكويني وهو خمسة مجلدات من مجموع 4334 صفحة طبعة عام 1881 / بيروت – ترجمه من اللاتينية الخوري بولس عواد .
هذا الكتاب متنور الافاق خارق الاجواء زاخر علم ومعرفة ونقيض النقائض ، اخترته لكم ليس نقل بل تحريك وتحفيز العقل لفكرة عظيمة قد تقف في جدل ، ونقاش ، ومعاكسة ، واستبصار ماضِ ومستقبل الحاضر ، ونجد في زواياه مايخلج صدرك ويُشكّك في أْمرك ويقلب فكرك لمسافة فيها حكمة وبلاغة و شرح وعرض الى ماهية الاله الرب والانسان والطبيعة وأبليس. بطله قديس – عالم لاهوت – فيلسوف – وشاعر ايطالي انه القديس {توما ألاكويني } تولد 1225 -1274 م. و{اللاهوت } معناه : علم دراسة الالهيات دراسة منطقية ، و الكتاب لمؤلفه فحسب ،وليس غير ذلك لنا فيه غير التنوير وان عرضناه لجرأته ، ويطرح الاكويني فلسفته لمعتقدات بشطارة وليس غيرها من رأي وموقف صادم وشاطح ! والكتاب -منقطع النظير – كما ذكر مُترجمُه . وفي جميع أنحاء الكتاب يستشهد الأكويني يستشهد بمراجع مسيحية، إسلامية، عبرية، ووثنية من بين هذه المراجع على سبيل المثال لا الحصر الكتاب المقدس، وأرسطو، وأوغسطينوس، وابن سينا، وابن رشد، وأبو حامد الغزالي، وبوثيوس، ويوحنا الدمشقي، وبولس، وديونيسيوس الأريوباغي، وموسى بن ميمون، وأنسلم كانتربري، وأفلاطون، وشيشرون ويوهانز سكوتوس اريجينا – حسب ويكيبيديا . وكل ما بين قوسين هنا تعود للكتاب .
المجلد / ألاول :-
ص 12 – ( هل التعليم المقدس علم ؟ لا : لان كل علمِ فمبناه على مبادئ بينه بنفسها ، والتعليم المقدس مبناه على الايمان التي ليست بينه بنفسها بدليل عدم الاجماع عليها – لأن الايمان ليس هو للجميع – كما في تسا 3-2، فيما يعارض اوغسطينوس ذلك في كتاب الثالوث : إنما يختص بهذا العلم مابه الايمان الصحيح يتولد ويغتذي ويدافع عنه ويتعزز – ).
وص28 – ( من جهة الذات الالهية فينبغي ان ينظر اولا في ان الله هل هو ؟ ويدور في ثلاث مسائل 1:- هل وجود الله بَيّنٌ بنفسهِ .
2- هل هو مُتبرهن .
3- هل الله موجود .
في الاول : اِنما يقال بَيّن لنا بنفسه لِما معرفته مركوزة فينا طبعا كما قال الدمشقي في كتاب الدين المستقيم فاذاً وجود الله بَيّن بنفسه . وذلك من حيث ان الله هو سعادة الانسان ، لإن الانسان يتشوق السعادة بطبعه ومايتشوقه بطبعه يعرفه بِطبعه ِ . ويحتمل أن من يسمع اسم الله اعتقدوا أن الله جسم ، وليس يلزم إن كل أحدٍ يعقل أن لمسّمى هذا ألاسم وجوداً خارجياً ، بل له وجوداً ذهنياً ).
وص 30 – ( في الثاني : هل وجود الله متبرهناً ؟ يظهر ان وجود الله ليس متبرهناً لانه عقيدة اِيمانية والعقائد الايمانية ليست متبرهنة لان البرهان يفيد العلم وموضوع الايمان هو الامور الغير المنظورة كما يتضح من قول الرسول في عبر11 فاذاً ليس وجود الله متبرهنا . وايضا لو تبرهن وجود الله لم يكن ذلك إلا بآثارهِ، لكن آثارهُ ليست معادلة له لانه غير متناهٍ وهي متناهية ولامعادلة بين المتناهي وغير المتناهي ).
وص32 – ( في الثالث : هل الله موجود ؟ يظهر إن الله ليس موجوداً لأنه متى كان أحد الضدين غير متناهِ يلزم عدم ألآخر بالكلية ، والله يراد به خير غير متناهِ فلو كان موجوداً لم يكن شر .لكن الشر موجود في العالم ، فاذاً ليس الله موجوداً . والجواب ان يقال ان وجود الله يمكن إثباته من خمسة مناهج :-
1- بالحركة من شئ لشئ .
2- في العلة المؤثرة وهي الله.
3- الممكن والواجب : أي اثبات شئ واجب لذاته ليس واجب بعلة اخرى بل غيره واجب به وهذا مايسميه الجميع الله .
4- المراتب الموجودة في الاشياء – النار غاية في الحرارة علة لكل حار.
5- تدبير الاشياء تسديد السهم من الرامي كمثال .
ثم يبرر ان الله طالما في غاية الخيرية لايسمح على نحو من الانحناء بوجود شر في اعماله لو لم يكن في تمام القدرة الشاملة والخيرية بحيث يخلص من الشر خيراً .
وكما قال اغسطينوس في كتابه الكريدون فاذا من مقاصد خيريته الغير متناهية أن يسمح بوجود الشرور ويخلص منها خيرات ). طبعا هذا رأي مسيحي في مسألة وجود الشر باعتباره من البشر وهذاغير وارد ! باعتبار الخير والشر مصدرهم واحد .
[ هل الله جسم ؟ ]
(قيل في ايوب :-
1: بان الله له ابعاد ثلاث ، إّذن هو جسم .
2: كل متشكل وهو جسم اذا الشكل كيفية تعرض للكمية والله متشكل في مايظهر فقد قيل في تك 1:26 – لنصنع الانسان على صورتنا ومثالنا – وان تشكل يقال له صورة كقوله في عبرا :3 وهو ضياء مجده وشكل جوهره .
3: له اجزاء جسمية كما في ايوب 4:11 – إنك مثل ذراع الله وغيرها من آيات إذن الله جسم – العين للنظر في عينا الرب الى الصديقين ويمين الرب صنعت ببأس .
4: الوضع يعرض للجسم . في أش 1:6رأيت السيد جالساً فالله جسم .
5: يكون الله طرفا مكانيا في مزمور6:33 إقتربوا اليه واستنيروا – عقلية عواطف القرب والبعد .
وص 36 –( ثم يثبت عكس ذلك بقوله الله ليس جسم ب 3 ثلاث وهي :-
1: فلأنه مامن جسم يحرك غيره وهو غير متحرك – كما يتضح بالاستقراء في الجزئيات
2: الموجود الاول لابد ان يكن موجودا بالفعل وليس موجودا بالقوة لانه موجود اول .
3:الله اشرف الموجودات وليس الاشرف يكون جسماً لان الجسم لايعدو أن يكون حياً او غير حيّ.
وعلى صورة الله اي- بالفعل والنطق- الغير جسمين فهو ليس بجسم .
وفي ارميا 13:17 الذين ينصرفون عنك يكتبون في التراب فالله اذن جسم يتعارض ذلك قوله في يو 34:4 الله روح ). هنا نجد هو خلق الروح وكيف بروح؟ ولايمكن وصفه بشئ لانه غير مرئي .
وص 40 –( الله ليس مركب ولاهيولي : الخيرية والانسانية لايتعقل كونها بالفعل إلا بتعقل كونها موجودة موجب ان تكون نسبة الوجود الى الماهية المغايرة له كنسب الفعل الى القوة وليس فيه تغاير بين الماهية والوجود فكانت ماهيته نفس وجوده .
وكما له ماله من نار وليس بنار ذو نار بالمشاركة كذلك ماله وجود وليس بوجود موجود بالمشاركة والله نفس وجودة لكن ليس نفس ماهيته فقط .
الله ليس جنس لكنه جنس في جوهر –
يستحيل ان يكون في الله عَرض لكون الجوهر متقدم على الاعراض . ) ومعنى عَرض هنا اي ابدى للعيان اظهر بثباة –
وص 46 – ( الله داخل في تركيب سواه : قال أوغسطينوس في كتاب كلمات الرب : {إن كلمة الله التي هي الله صورة ليست بذات صورة } . والصورة جزء للمركب فالله اذن جزء مركب ثم ينفي ذلك يكون الانسان يلد انسان والمادة لاتجد مع العلة المؤثرة ولا بالنوع لانها موجودة بالقوة المؤثرة موجودة بالفعل لان الذي يفعل يد الانسان بل الانسان باليد يسخن ليس هو الحرارة بل النار بالحرارة فاذن يستحيل ان يكون الله جزء مركب.
[ هل الله كاملاً – ؟ ] .
ليس كاملاً ، لان الكامل يقال لما كان مصنوعا صنعاً تاما والله ليس يليق به أن يكون مصنوعاً ، فاذا ليس يليق به أن يكون كاملاً.
كما ان الله مبدأ اول للاشياء ومبادئ الاشياء ليست كاملة ، لان النطفة هي مبدأ الحيوان والبزر مبدأ النبات .
وتعارض في متى 5/48 { كونوا كاملين كما أن اباكم السماوي هو كامل } .
ماهية الله نفس وجوده والوجود في غاية النقص لانها قابلة للزيادات وفي غاية العموم فهو غير كامل .
أليس الله في جميع الاشياء ماهية الله نفس وجوده فاذن ليس له في نفسه كمال الحياة والحكمة ونحوها .
لكن هذا يعارض قول ديونسيوس في الاسماء الالهية { ان الله مستجمع في ذاته جميع الاشياء } واكمل ديونسيوس : { ليس هو هذا دون ذاك بل هو جميع الاشياء من حيث هو علة جميع الاشياء } ….) هذا الرأي مطابق لوحدة الوجود
ملاحظة = له تابع ج/2
اكتوبر / 2023م