إنها المرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 قبل 50 عاما، التي تعلن فيها إسرائيل رسميا أنها “في حالة حرب”.
نعم، سبق وشنّت إسرائيل حملات عسكرية سواء في غزة أو لبنان، وكانت بالفعل تصف تلك الحملات بالحروب، ولكن من دون أن تعلن رسميا أنها في “حالة حرب” كما فعلت هذه المرة.
ويعطي إعلان حالة الحرب الضوء الأخضر لإسرائيل لكي تتخذ ما تراه مناسباً من خطوات عسكرية ضد حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة التي شاركت في هجوم السبت والذي ترك الإسرائيليين في “حالة من الرعب”، بحسب وصف مجلة الإيكونوميست البريطانية.
ويهيئ إعلان حالة الحرب الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال سقوط أعداد كبيرة من القتلى، كما يمنح الإعلان حكومة إسرائيل صلاحيات واسعة، من بينها: استدعاء قوات الاحتياط وتسخير الموارد اللوجستية ووضْعها تحت تصرُّف الجيش.
ووقّع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق قرار استدعاء جنود الاحتياط للخدمة. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط منذ يوم السبت.
قصص مقترحة نهاية
أيضا، بإعلانها رسميا أنها في حالة حرب، يمكن لحكومة إسرائيل تأمين دعم عسكري من الولايات المتحدة الأمريكية بحُكم التزام الأخيرة تجاه الدولة العبرية.
وعلى الفور، أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأن تبحر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد آر فورد إلى شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ مساعدات عسكرية أمريكية إضافية في طريقها لإسرائيل.
ما هي أهداف إسرائيل؟
تستهدف إسرائيل القضاء على البنى التحتية والعسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية المشاركة في هجوم السبت.
ويقول الخبير العسكري سيد غنيم لبي بي سي: “من المرجح، ككل مرة وإنْ كان بشكل أعنف هذه المرّة، قيام إسرائيل باجتياح واسع النطاق لقطاع غزة”.
ويشير غنيم إلى أنه: “خلال المواجهات الخمس الإسرائيلية لحماس، كانت قواعد اللعبة واضحة: فالإسرائيليون يحشدون الجيش ويهاجمون من الجو فيلحقون الضرر بقطاع غزة”.
ويضيف: “نعم يحاولون في كل مرة قطع رأس قيادة حماس ولكنهم يفشلون، فيلجؤون لكافة السبل الممكنة لإقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ والدخول في مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى والرهائن”.
ويتوقع غنيم أنه “حتى إذا نجحت إسرائيل في حرب واسعة النطاق، فستتورط في مستنقع غزة دون قدرة على تحديد توقيت وكيفية الخروج منه، كما أنها لن تتمكن من مواجهة العواقب”.
ما هي أهداف حماس؟
يرى سيد غنيم أن حركة حماس استهدفت “عرقلة عملية التطبيع السعودي-الإسرائيلي” الذي يأتي في إطار ما يعرف بـ “اتفاقيات أبراهام” والتقارب العربي الإسرائيلي الذي “يشكّل تهديدا عميقا لحماس”.
وأضاف غنيم لبي بي سي، أن حماس تريد قبل ذلك “أن يعود العالم لاعتناق فكرة أنّ السبب في عدم استقرار الشرق الأوسط والأقاليم المحيطة هو عدم العدالة أو عدم الاهتمام بالقضية الفلسطينية”.
تبادل الأسرى
شهد الصراع بين العرب وإسرائيل صفقات عديدة لتبادل الأسرى. وفي عام 2011، اضطرت إسرائيل إلى تحرير ألف و27 فلسطينيا مقابل جلعاد شاليط – الجندي الإسرائيلي الذي أسرته حماس في عام 2006.
وقال مصعب البريم، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي لـبي بي سي إن “الحركة وحدها تحتجز عشرات الأسرى الإسرائيليين”.
وأضاف البريم أن عدد القتلى والجرحى والمختطفين الإسرائيليين “أضعاف ما يعتقدون”، مؤكدا أن هؤلاء الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم قبل تحرير كل السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.
وتقدَّر أعداد السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل بنحو 5200 شخص، بحسب منظمة الضمير الحقوقية الفلسطينية غير الحكومية.
ولا يزال عدد الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا في أيدي الفصائل الفلسطينية غير مؤكد أو نهائي حتى اللحظة، رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية أنه وصل إلى أكثر من 100 شخص.
ما تداعيات ذلك على الأرض؟
لا تزال العديد من دول العالم، منذ هجوم السبت، تعمل على إجلاء رعاياها من إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تنتهي عمليات إجلاء المدنيين الإسرائيليين من قرى على مقربة من الحدود مع قطاع غزة الاثنين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد تحدّث عن حرب “طويلة وصعبة” يتوقّع كثيرون أن تشهد هجوما برياً إسرائيلياً موسعاً؛ حيث تتأهب إسرائيل بقوات كبيرة من المشاة والمدرعات في قواعد جنوبي إسرائيل.
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمرا بفرض “حصار شامل” على قطاع غزة في إطار المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، قائلا: “لن تصل الكهرباء أو الطعام أو الوقود”.
ولجأ نحو 74 ألف شخص في غزة إلى عشرات المدارس التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، للاحتماء من الغارات الإسرائيلية.
ومنذ يوم السبت، زاد عدد المشرّدين الفلسطينيين بنحو 50 ألف شخص، وسط توقعات بتنامي هذا العدد وسط القصف الإسرائيلي المكثّف على القطاع المكتظ بالسكان (نحو 2 مليون نسمة) بحسب الأمم المتحدة.
وتسيطر إسرائيل على المجال الجوي لغزة وعلى ساحلها البحري، كما أن إسرائيل هي التي تحدد حجم ونوعية البضائع التي تصل إلى القطاع أو تخرج منه عبر المعابر التي تربطها به.
وعلى الجانب الآخر، تتحكم السلطات المصرية في الحركة عبر المعابر التي تربط مصر بقطاع غزة المحاصَر.