هنا نود ان نبين لشعبنا الايزيدي موقفنا من ما حدث في معبد لالش النوراني أثناء تأدية طقس نحر الثور ،
في 6 حتى ١٢ أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يحتفل الإيزيديين بعيد جما شيخ أدي . في اليوم الذي جاء فيه شيخ أدي من لبنان وبلاد الشام إلى لالش النوراني ، واجتمع حوله الإيزيديين .
بإختصار شديد :
جما أو جمايا أو جماعية شيخادي و المعنى واحد : يعني التجمع حول شيخ أدي ، هذا العيد ليس له علاقة بعيد حجيا ( الحجاج ) لا من حيث التوقيت التاريخي ولا من حيث الطقوس والمراسيم !
عندما وصل شيخ آدي من لبنان إلى لالش قامَ بإحياء الطقوس الدينية الإيزيدية لمدة سبعة أيام متتالية وذلك لعدد الملائكة السبعة النورانين ، ومن احدى الطقوس التضحية بالثور ( كايي باخ ، قباغ القاباخ ، كاباخ ) هناك رواية شفوية تقول : في اليوم الخامس من الأحتفالات كان هناك محاولة من مجموعة إرهابية للهجوم على الإيزيديين المتواجدين في لالش حينها .
وعلى غرار تلك الحادثة أرسل شيخ أدي نداء إلى العشائر الإيزيدية لحماية لالش والمتواجدين في مناطق الايزيدين .
وأول من وصل إلى لالش كانت عشائر القائدية وقبل وصولهم إلى لالش قاموا بإطلاق الرصاص الحي في السماء، عندها انسحبت الجماعة الإرهابية التي كانت على وشك الدخول إلى لالش ، عند وصول عشائر القائدية التحق بهم كل من عشيرة ترك والماموسية وكانت هذه العشائر أول ثلاث عشائر إيزيدية وصلت إلى لالش ، وتكريما لموقفهم المشرف اهدى لهم شيخ أدي ثوراً وطلب منهم اخذه إلى مقام شيشمس والتضحية به ، منذ ذلك العهد وحتى يومنا هذا يقوم بيت الإمارة الإيزيدية ( وكلاء شيخ أدي ) بتقديم ثور لتلك العشائر التي حضرت للدفاع عن مزار لالش النوارني ويتم ذلك بمراسم دينية إلى مقام شيشمس ، علماً ان هذا ” الثور ليس له علاقة بثور ميثرا الفارسي ”
بل هو في جوهره طقس قديم يعود إلى الحضارة السومرية و تحديداً كلكامش .
كما انه هناك رواية شفوية آخرى يدعمها نص ديني :
عندما جاء أحد الآبيار لكي يتبارك أنتظر الفرصة المناسبة لكي يضع رغيف الخبز على عتبة شيشمس ، عندها أحسَ شيخ أدي بأنه يخجل أن يعاتبه الناس عندما يشاهدونه ، عندها قال له شيخ أدي ” بيري خوشافي ” أخرج الرغيف من تحت عبائتك أنا اقبل برغيف الخبز عوضاً عن الثور ، وفي ذلك الوقت من زمن شيخ أدي كان هناك شخص ما من عشيرة القائدية قال ، الثور على حسابي أنا أتبرع بثور كل عام ، ونفس هذا الموقف تكرر عندما ظهر بير آلي ( أحد الأولياء الإيزيديبن الصالحين كان يحمل سر طاووسي ملك )
إذا أخذنا بالرواية الأولى أو الثانية أو حتى إذا كانت هناك رواية أخرى في جميع الحالات حمل السلاح و إطلاق النار بدعة ليس لها علاقة بهذا الطقس الديني لسبب بسيط جداً : تم إنتاج البارود لأول مرة في العالم ، في القرن الـ9 في الصين وتم إختراع أول بندقية ذات الماسورة في أوروبا تحديداً في أسبانيا حوالي عام 1400 م، اي في القرن ال 14 .
وظهور شيخ أدي كان نهاية القرن 11 في لبنان حيث لم يكن هناك سلاح ناري التي يعتمد عليها في الرواية الأولى تحديداً عندما قامت عشيرة القائدية بإطلاق النار ؟
إطلاق النار قبل أختراع السلاح الناري بأكثر من 200عام ؟
” نرجو من شعبنا الإيزيديين عدم التبارك بالثور ”
لأن هذه العادة دخيلة على الإيزيدية مثلها مثل حمل السلاح والعصي ،
كما نطلب من أبناء العشائر المكلفة و من بيت الإمارة الإيزيدية عدم حمل السلاح والعصي أثناء أخذ الثور إلى مقام شيشمس .
وهنا نحن نبين موقفنا الواضح الذي نؤكد فيه ونرفض وندين ونستنكر الاعتداء الأخير على الإيزيديين أثناء مراسيم التضحية بالثور !
ونأمل بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء المعيبة في قادم الأعياد والمناسبات الدينية التي لها قدسيتها لدى شعبنا الإيزيدي ،ومن جانب آخر نطلب من الفئة الشبابية بشكل خاص و من الإيزيديين بشكل عام أحترام قدسية لالش.
الشيخ صبحي نابو
رئيس الهيئة التراثية والدينية الإيزيدية
للأتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة.
ومن خودي وتاوسيملك الخير والتوفيق لشعبنا الأيزيدي.