كانت المواضيع المتعلقة باللاجئين من أكثر المواضيع المثيرة للجدل في ألمانيا في عام 2018، حتى أن الخلافات على بعض القوانين المثيرة للجدل كادت تفرط عقد الائتلاف الحكومي في البلاد. هنا نستعرض أهم الأرقام المتعلقة باللجوء في ألمانيا في عام 2018، حسبما كتب موقع “تسايت أونلاين”.
عدد الذين قدموا اللجوء في ألمانيا عام 2018
أشارت توقعات الحكومة الألمانية إلى أن مجموع عدد طلبات اللجوء، التي قدمها أشخاص لأول مرة، سيبلغ في عام 2018، نحو 166 ألف طلب، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2018.
وبذلك فإن عدد اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا في عام 2018 كان أقل من الحد الأقصى الذي وضعته الحكومة الألمانية لأعداد اللاجئين والذي يتراوح بين 180 إلى 220 ألف شخص سنوياً، والذي كان قد تم الاتفاق على قبوله في اتفاق الائتلاف الحكومي في آذار/ مارس الماضي 2018.
وبذلك تتراجع أعداد طلبات اللجوء في 2018 مقارنة بعام 2017، بنسبة تبلغ حوالي 18 في المائة، حيث كانت الطلبات في 2017 حوالي 198 ألفاً بعد أن تجاوزت 720 ألفاً في عام 2016. ويعود انخفاض أعداد طلبات اللجوء إلى تشديد الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والحدود بين بعض الدول الأوروبية، وخصوصاً بعد الاتفاقية التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا في عام 2016.
عدد طلبات اللجوء التي لم يتم البت بها بعد
حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 بلغت عدد طلبات اللجوء التي لم يتم البت بها بعد 58538 طلباً. وبفضل التعديلات في بعض القوانين في المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء منذ عام 2015، تمت معالجة مشكلة تراكم طلبات اللجوء إلى حد كبير، حيث بلغ عدد طلبات اللجوء المتراكمة في عام 2016 أكثر من 433 ألف طلب مقابل أقل من 59 ألفا في الوقت الحالي.
نسبة الحصول على الحماية في 2018
حتى نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر بلغت نسبة الأشخاص الذين حصلوا على حق اللجوء التام بحسب اتفاقية جنيف للاجئين أو الحماية الثانوية أو إقامة مؤقتة لمنع الترحيل 34,7%، بينما تم رفض 34,9% من طلبات اللجوء. أما النسبة الباقية من الطلبات فتم إنهاؤها بطرق أخرى، حيث كانت تتعلق بـ”لاجئي دبلن” الذين ينبغي أن تتولى أول دولة أوروبية وصلوا إليها إجراءات البت بطلبات لجوئهم.
غالبية اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا في 2018 أتوا من سوريا (27 بالمائة) ثم العراق (10 بالمائة) وإيران (7بالمائة). وتشكل شريحة الشباب غالبية أولئك اللاجئين، حيث أن أعمار 74 بالمائة من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا في عام 2018 تقل عن 30 عاماً.
لم شمل عوائل الحاصلين على الحماية الثانوية
بعد أن تم تعليق لم شمل عوائل الحاصلين على الحماية الثانوية لحوالي سنتين ونصف، بدأ لم شمل عوائل هذه الشريحة من اللاجئين مجدداً مع بداية آب/ أغسطس عام 2018 على ألا يتجاوز العدد ألف شخص شهرياً. وبحسب وزارة الداخلية الاتحادية فقد بلغ عدد الأشخاص من عوائل الحاصلين على الحماية الثانوية الذين تم السماح لهم بالمجيء إلى ألمانيا 3500 شخص.
تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم تعليق حق لم الشمل للاجئين الحاصلين على حق اللجوء التام بحسب اتفاقية جنيف للاجئين، حيث تم منح تأشيرات السفر لـ35 ألف شخص من عوائل الأشخاص الحاصلين على حق اللجوء التام في عام 2018، حسبما قالت وزارة الداخلية الاتحادية.
الأشخاص الذين تم ترحيلهم
في عام 2018 تم ترحيل 26500 لاجئ من ألمانيا لعدم حصولهم على حق اللجوء أو لأنهم قدموا طلبات لجوء في دول أخرى تابعة للاتحاد الأوروبي. كما غادر 18500 لاجئ ألمانيا طواعية عائدين إلى أوطانهم.
وبذلك فإن نسبة الترحيل ازدادت بشكل ضئيل مقارنة بالأعوام السابقة ( 23.966 في 2017 و 25.375 في 2016)
الأشخاص الذين أعيدوا إلى دول أوروبية أخرى
حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر قدمت ألمانيا 51558 طلباً لدول أوروبية أخرى لتسلم لاجئين كانوا قد بصموا في تلك الدول قبل أن يأتوا إلى ألمانيا. وقد وافقت تلك الدول على تسلم اللاجئين في 35375 حالة، لكن لم يتم ترحيل سوى 8658 شخصاً منهم. ويشكل اختفاء اللاجئين أو لجوئهم إلى الكنيسة أو إصابتهم بأمراض خطيرة أو الطعون المقدمة في المحاكم بالإضافة إلى عدم وجود اتفاقيات مع دول أخرى الأسباب الرئيسية لفشل الكثير من عمليات الترحيل.
لاجئون تم إرجاعهم مباشرة إلى أول دولة أوروبية
بعد رفض المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مقترح وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر بإرجاع طالبي اللجوء من الحدود مباشرة إلى أول دولة أوروبية قدموا طلب اللجوء فيها، عقدت الحكومة الألمانية اتفاقيات ثنائية مع دول أوروبية مثل اليونان وإسبانيا من أجل تسريع إرجاع اللاجئين إليها. وقد تمت إعادة سبعة طالبي لجوء كانوا قدموا اللجوء في اليونان إليها مباشرة بفضل اتفاقية ثنائية بين الطرفين، بحسب صحيفة “دي تسايت” الألمانية.
اللجوء بشكل غير قانوني في بريمن
بعد الفضيحة التي هزت فرع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في بريمن، إثر الاشتباه بالتلاعب بملفات اللجوء ومنح اللجوء بشكل غير قانوني لـ 1200 شخص، بيّنت التحقيقات أن عدد الذين منحوا اللجوء دون وجه حق بلغ حوالي 145 شخصاً.
مراكز “إرساء”
رغم أن وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر كان يأمل أن تصبح “مراكز الإرساء” نموذجاً لمراكز استقبال وإيواء اللاجئين في جميع الولايات، إلا أنه لم يتم إنشاء هذه المراكز سوى في 3 ولايات اتحادية وهي بافاريا وساكسونيا وزارلاند، ويبلغ عددها الآن 9 مراكز.
وما يميز “مراكز الإرساء” عن غيرها من مراكز استقبال اللاجئين التقليدية هي أنه يتم فيها التعاون بين جميع الدوائر المسؤولة، حيث يوجد فيها ممثلون عن المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء/ بامف والوكالة الاتحادية للعمل ومكتب رعاية اليافعين والقضاء ودائرة الأجانب، إضافة إلى الجهات الأخرى التي تعمل في مراكز الإرساء.
لاجئون يعيشون على المساعدات الاجتماعية
قرابة ثلثي اللاجئين (63.7 بالمائة) الذين ينحدرون من دول اللجوء الأساسية وهي (أفغانستان وأريتريا والعراق و سوريا وإيران ونيجيريا وباكستان والصومال) يعيشون على المساعدات الاجتماعية المحددة وفق قانون “هارتس 4” الذي يحدد الحد الأدنى للمساعدات.
وحوالي ثلث المهاجرين (31.6 بالمائة) من الدول المذكورة أعلاه ممن تترواح اعمارهم بين 15 و 65 عاماً يعملون بدوام كامل أو جزئي.