كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
تواصل الضغط من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي على إدارة بايدن لدعم كفاح الشعب الإيراني المنتفض ضد الدكتاتورية الدينية، وكبح جماح الإرهاب الذي تمارسه ولاية الفقيه، ووضع حد للأنشطة النووية الإيرانية، حيث أكد السيناتور الأمريكي روبرت مينندز أن: “النظام الإيراني يشكل أكبر تهديد للسلام والازدهار في المنطقة”، مبيناً أن: “على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كبح جماحه”.
وقال مينندز في كلمة ألقاها خلال اجتماع بعنوان “السياسة الإيرانية.. مواجهة تهديدات النظام خلال انتفاضة الشعب من أجل الحرية” في مجلس الشيوخ الأمريكي بحضور عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي البارزين والشخصيات السياسية يوم الخميس 26 تشرين الأول/ أكتوبر: “أود أن أبدأ بشكر منظمة الجاليات الإيرانية المقيمة في أمريكا، فبرنامج اليوم يؤكد حقيقتين أساسيتين. أولاً، يشكل النظام الإيراني تهديداً فعلياً، إنها ليست سوى حكومة استبدادية وحشية يقودها الملالي الذين يريدون اختطاف وتعذيب وحتى قتل المدنيين الأبرياء من أجل الحفاظ على سيطرتهم الكاملة على السلطة، ينتهك نظام طهران جميع الأعراف الدولية، ويدعم كل منظمة إرهابية، ويخلق فوضى ودمارًا لا نهاية لهما لتحقيق أهدافه، إذا كانت هذه هي الحقيقة المركزية الأولى لأحداث اليوم وهي أن نظام طهران يشكل تهديداً وجودياً لأمن المنطقة، فإن الحقيقة الأساسية الثانية هي أن الشعب الإيراني يريد الحرية وقد نهض من أجلها”.
وأضاف: “قبل 13 شهراً، أدى ضرب مهسا أميني على يد شرطة الآداب (للنظام الإيراني) إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات العالمية، في بداية هذا الشهر، أصيبت فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا تدعى أرميتا غراوند بجروح خطيرة وتم إعلان وفاتها دماغياً أخيراً في أحد مستشفيات طهران، وكان السبب في ذلك هو المعاملة العنيفة من قبل الشرطة لتطبيق قوانين الحجاب الإلزامية، وهذا دليل آخر على أن وحشية وقمع (النظام) الإيراني ليس له حدود”.
وتابع مينندز: “مع ذلك، في ضوء هذه الهجمات اليومية على القيم الديمقراطية، نزل المتظاهرون الشجعان إلى الشوارع وكشفوا الكذبة القائلة بأن الشعب الإيراني يدعم النظام الحالي، لقد أعلن الإيرانيون في جميع أنحاء العالم، وخاصة الشباب الإيراني، التزامهم بمُثُل تقرير المصير وحقوق الإنسان”.
وبين أنه: “في مواجهة العقبات الضخمة، تزايد الدعم لإيران الحرة والديمقراطية، على إيران أن تحترم أخيرًا الحقوق المدنية والسياسية لجميع مواطنيها، وبالنظر إلى هاتين الحقيقتين المركزيتين، أن النظام يشكل تهديداً وجودياً وأن الشعب الإيراني ينتفض من أجل الحرية، يبقى السؤال: ماذا يجب أن نفعل من الآن فصاعداً؟ أولاً، يتعين علينا أن نضاعف جهودنا لضمان عدم حصول إيران أبداً على السلاح النووي الذي يمكنها به القضاء على الملايين من البشر في غمضة عين، إن تحول (نظام) إيران إلى دولة نووية سيكون بمثابة كارثة على المسرح العالمي، هذا كل ما في الأمر، ولهذا السبب قدمتُ في وقت سابق من هذا العام مشروع قانون يحظى بدعم الحزبين من شأنه أن يستمر في فرض العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني (النظام)”.
وتابع: “بالنسبة لي، هذا جزء لا يتجزأ من الضغط على النظام الديني، ونظراً لأكاذيبه الصارخة بشأن برنامجه الصاروخي، ونظراً لحيله المستمرة للتلاعب بالمفاوضين الأميركيين وحلفائنا، فيتعين علينا أن نستمر في معارضة أي اتفاق يسمح لإيران بالحفاظ على طموحاتها النووية، لقد كنت من المعارضين بشدة لخطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015، وأنا الآن أكثر إصرارا على معارضتي، لأن أي اتفاق لا يقضي على منشآت الطرد المركزي والتخصيب التابعة للنظام الإيراني لا طائل منه، وهو طريق إلى خطر حقيقي، ولا ينبغي أن يكون هدفنا تقليص بنيتها التحتية أو الحد منها، يجب أن يكون هدفنا هو وضع حد حاسم للطموحات النووية لحكومة مصنفة على أنها راعية للإرهاب، وقد حاول جواسيسها منذ فترة طويلة اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين، ولفترة طويلة يقومون بقمع وتعذيب الأصدقاء وأفراد الأسرة والأحباء الموجودين في هذه القاعة. لقد شارك الكثير منكم هذه القصص معي، لقد تمكن العالم من إلقاء نظرة على النوايا الحقيقية (للنظام) الإيراني باعتباره أكبر تهديد للسلام والازدهار في المنطقة، ورداً على ذلك، يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كبح جماحه. واليوم وكل يوم (النظام الإيراني) ينشر العنف والفوضى في المنطقة، ومع ذلك، كما نفعل مع كل سلاح في ترسانتنا الدبلوماسية، يجب ألا ننسى أبدًا أصوات الإيرانيين، وخاصة أولئك الذين يطالبون بالحرية داخل إيران، هذه هي القطعة الثالثة والأخيرة من اللغز، يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في تضخيم أصوات المتظاهرين الإيرانيين”.
وأضاف السيناتور مينندز: “لأولئك الذين يقولون إنه لا ينبغي لنا أن ندافع عن المتظاهرين الإيرانيين لأنه سيبدو أن أمريكا تقف وراءهم، أقول هذا: إن تضخيم الأصوات داخل إيران بحيث يمكن سماعها خارج إيران وفي جميع أنحاء العالم يرتبط باحتجاج الإيرانيين ضد النظام الحاكم، وينبغي للولايات المتحدة أن تثير هذه القضية في كل منتدى دولي، من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى لجنة المرأة، لا يمكننا أن نقبل شرط تعيين سفير (النظام) الإيراني في جنيف بطريقة أو بأخرى رئيساً للجمعية الاجتماعية لمجلس حقوق الإنسان الشهر المقبل، هذا شنيع جداً بالنسبة لي، هذا تمامًا مثل وضع الثعلب مسؤولاً عن حظيرة الدجاج، وبما أن سجل (النظام) في مجال حقوق الإنسان في إيران مظلم وفظيع للغاية، لأنه أظهر تجاهلا واضحا للعدالة والحقوق الأساسية، يجب على الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب المجتمع الإيراني، وينبغي أن يقف بجانب الأشخاص الموجودين في هذه القاعة، وعليها أن تقف إلى جانب المعارضة بينما نعزز مطالب الشعب المحب للحرية”.
واختتم السيناتور مينندز كلمته بالقول: “يجب ألا نتراجع أبدًا عن مواجهة انتهاكات (حكومة طهران) لحقوق الإنسان، يجب ألا نتخلى أبدًا عن النساء والفتيات اللاتي يواجهن اضطهادًا سخيفًا كل يوم، إن إيران الشاملة، القائمة على فصل الدين عن الدولة، وسيادة القانون الديمقراطي التي تتحدث عنها السيدة مريم رجوي، هو ما يجب علينا جميعًا أن نسعى إليه ونحاول تحقيقه”.