الانتفاضة الاخيرة التي أصابت النظام بحالة من الهستيريا غير العادية بعد أن تيقن من إصرار الشعب على مواصلة النضال حتى إسقاطه، ومن إن الدعوة الى إسقاطه لم يعد مطلبا خاصا بمنظمة مجاهدي خلق، بل أصبح شأنا ومطلبا لعموم الشعب الايراني وهذا ماقد أصاب ويصيب النظام برعب کبير وجعله يتخوف من المصير المجهول الذي ينتظهر في ضوء ذلك.
عمليات الاعدام واسعة النطاق التي نفذتها السلطة القضائية التابعة أساسا للنظام والتي ليست إلا مجرد آلة لقتل وترهيب الشعب الايراني، لم تمر بسلام کما توقع النظام، إذ ردا على عمليات الإعدام واسعة النطاق التي ينفذها هذا النظام، هاجم شباب الانتفاضة في طهران مجمع “باهنر”القضائي في طهران سمع دوي انفجارات.
من الجدير بالذکر، إنه يتولى مجمع باهنر القضائي في طهران مسؤولية إصدار أحكام تعسفية بالإعدام والسجن واستلاب المواطنين. وقد جاء تنفيذ هذه العملية الشجاعة من قبل شباب الانتفاضة، کرسالة للنظام من جهة وکإعلان وتأکيد للعالم بأن الانتفاضة والرفض الشعبي ضد النظام مستمرة ولن تتوقف إلا بإسقاطه.
من الجدير بالملاحظة هنا إن الجهاز القضائي التابع قلبا وقالبا للنظام، قد وضع عمليات الإعدام الجماعية في جميع أنحاء إيران على جدول أعماله من أجل خلق جو من الخوف والرعب في المجتمع، وقد أعدم ما لا يقل عن 80 إيرانيا في الشهر الماضي. والملفت للنظر هنا، إن النظام وبقدر مايراهن على الممارسات القمعية التعسفية وعلى تنفيذ عمليات الاعدام الجماعية ظنا منه إن ذلك سوف يرعب الشعب ويجعله ينأى بنفسه عن المشارکة في أي نشاط وإنتفاضة ضده، لکن من الواضح جدا إن جرائمه الدموية هذه تثير الهمم وتضاعف من العزم والإصرار على مواصلة النضال والمواجهة ضده حتى إلحاقه بسلفه النظام الملکي.
مهما يسعى النظام الايراني من أجل الإيحاء بأن الاوضاع مستتبة وإن النشاطات المعادية والرافضة له قد إنتهت ومن إن عهدا جديدا قد بدأ بتنصيب السفاح ابراهيم رئيسي، لکن الذي جرى ويجري منذ تنصيب هذا السفاح هو إن النشاطات والتحرکات الشعبية المناهضة للنظام للنظام قد إزدادت أکثر من أية فترة أخرى وهي تسعى بکل الطرق من أجل جعل عهد السفاح رئيسي هو عهد إسقاط النظام ورميه الى مزبلة التأريخ.