قصائد نثرية , تملك البعد السردي بتعابيرها الدالة , في الايحاء والمقصد والمغزى . في جمالية سردية / حوارية . في منطلقاتها المتنوعة , في الصياغة والتركيب , في منصات النص المفتوح . على مجالات متنوعة , بما فيها الابداع في استلهام الشكل التعبيري, في سيمائية البوليفونية ( تعدد الاصوات ) وخلق منها مساحات ضوئية متعددة ومتنوعة , لكشف مرارات الواقع , بكل اهواله وويلاته ونوائبه الظاهرة والبارزة , في بثور جراحها النازفة . على مشرحة الواقع , الذي يئن من آهات مرارات الواقع , وهي محاولة في اقتحام التعبير ( البوليفونية ) في السردي التعبيري , في الكشف والاستنباط , مخالب الواقع الظاهرة وغير الظاهرة . والتعبير عنها في اشكال متنوعة في التوظيف الابداعي . المتنوع في التناص والاستقراء والتوظيف , في مشاعرها المرهفة والجياشة , بما فيها استخدام ذائقة وبراعة , موجودات التراث والموروثات الشعبية , والمفردات الدارجة والامثال الشعبية , برؤية فكرية مدركة تماماً واقع الحال , بما يجول وما يدور في الواقع المحسوس والملموس , وما ينتج منه من المعاناة والهموم , تتجسد في انواعها المختلفة . من بداية حرب كارثة حرب الخليج , الى الواقع الحاضر المتأزم والمأزوم , في نوائبه ومصائبه , من حرائقه ودخانه الذي يسمم ويلوث السماء والارض. في مواصلة حريق الملحمة التراجيدية , من صهيل الحصون الغازية , في الهمرات الامريكية , واستخدام اسلحة الدمار الشامل , بقيادة هولاكو الجديد ( شوارسكوف / القائد العام للقوات الامريكية في حرب الخليج ضد العراق ) . الذي كشف عن انيابه التي تقطر بدماء الابرياء , في محرقة الحرب المدمرة , التي يكشف عن وجه ( كابوي ) المتغطرس في وحشيته , تجاه الدمار والانتقام العدواني , بالحقد الاعمى في وحشيته الصلفة , بأنه خلق الدمار والخراب في تحطيم العراق , بجريرة الدكتاتور الارعن والاهوج . جالس على العرش وتحته تتكوم الجماجم من الدماء . أن الزحف المغولي الجديد , التي قصم ظهر العراق , بأنه اصبح غنيمة على مائدة الذئاب المتعطشة للدماء الى حد الثمالة الجنونية . هذه هي المقاصد التعبيرية للقصائد النثرية السردية . رسمت اللوحات السوداء من فواجع واهوال الحرب الخليجية المدمرة . ترسم مرارات زمن الفجيعة والتشظي الحالي . زمن سقوط ورق التوت , زمن الطغاة الجدد , الذين لا يختلفون عن سلفهم , في شهية تدمير العراق وتقطيع اوصاله قيد أنملة , وجعل سماءه ملبدة بالسحب السوداء , والعراقي المظلوم والمسحوق والمعدوم بالعثرات , يئن بنواح أغنية ( ألوجن يمه يا يا يمه ) . قصائد نثرية تعبر عن تداعيات سقوط الوطن في احضان ( الكابوي الامريكي ) واذيالهم الخسيسة التي فقدت الرحمة والانسانية , لاتعرف إلا لغة الحواسم والسحت الحرام . فمثلما كان سلفهم الدكتاتور , يغني على ليلاه , في هزائم غزو الكويت , التي اصبحت جحيماً على العراق , يطبل ويرقص على هذه الهزائم الفادحة , ليحولها الى الانتصارات تحت رايته التي دفنت بعار الهزيمة الشنعاء . كما هو الواقع اليوم , يعرف بشريعة الفرهدة والفرهود بغنائم العراق . هذا الواقع في مرآته الفعلية , الذي يحمل فيسفسائية غرائبية وسريالية , في اشكالها المتعددة والمتنوعة , لذا فأن النصوص السردية , تحمل طابع تداخل الاصوات في اشكال ( البوليفونية / تعدد الاصوات ) والشاعر له خبرة ابداعية متمكنة في هذا المجال الابداعي . الذي يركز على تعدد الاصوات , من اجل ان يعطي قيمة جمالية للفعل الدرامي , في السرد والحوار . الذي يستمد منصاته من مناخات الشارع , وحكايات الناس المؤثرة في طعم الشقاء والمعاناة , يقتنصها في اسلوبية متميزة , في القصد والايحاء والرمز . اي ان الشاعر , يحاول ان يخرج من ذاتية الصوت الاحادي . الى الذاتية الجمعية , التي تحمل اصوات متنوعة ومتعددة , يصوغها في خطابه الشعري , في سخونة الالم والوجع والحرمان . في هموم الفواجع التي اصابت العراق في منحره الجسيم .
× الدكتاتور المهزوم : ( لغة المرآيات بالنص الفسيفسائي ) :
لعبة الدكتاتور المهزوم , ليلعق دماء الشعب في ثرثراته المنهزمة والمتهرئة , التي يحولها الى انتصارات والنياشين لام الهزائم , وجنوده يتجرعون مرة الهزيمة في رعب بالموت والدمار , الذي ظل يلاحقهم وهم يجرون اذيال الهزيمة داخل الحدود العراقية , في حرب الخليج المدمرة . مشاهد تصويرية في انسحابهم المدمر من الغزو الكويت , في ملحمة الدمار والانهزام , والدكتاتور يغني على مهزلة انتصارته , رغم رائحة الموت والخراب تغطي برائحتها سماء العراق, رغم الدماء والجراح , التي لم تكف في نزيفها المتلاحق , هذه مهزلة وسخرية الدكتاتور في تمسك بافكاره التي تجلب الموت والويلات على جنوده وضباطه بعد أن انهكتهم الجراحات المتلاحقة , يراهن على هزيمته الجنود الذين تمسكوا بافكاره المتهرئة سنوات طويلة , قرروا تركه في ساعة نحس ك ملابسهم ( الخاكية ) و ( بساطيلهم ) السوداء والحمراء خلف الحدود وعبروا فوق جسراً آيل للسقوط الى ضفة الجحيم . ينتظرون البشارة تأتي من البعيد , النياشين المعدة للمنتصرين تغطي بريقها نحاسها غبار المعركة الاخيرة , لا الشمس يتشاغلها عن ثرثرته العجفاء ازاحت من ذهنه طحالب عشعشت فيها الاكاذيب )
2 – ( السختجية ) :
عراق اليوم وضع على مشرحة هذه الحفنة الضالة في جراثيمها بالحقد والطائفية , تكشف عن انيابها عن حماقة الطيش الارعن في تمزيق اللحمة الوطنية , وتقطيعها الى اوصال ممزقة بالكراهية والحقد الاعمى , لتسهيل قطعها الى حصص وغنائم تذهب الى جيوب ( السختجية ). في وطن يتجرع مر العذاب . في وطن تتحول آهات المسحوقين والمحرومين , الى عملة رابحة , يتاجرون بها , لتدر عليهم الذهب والدولار , وللمعدمين المهشمين والمحرومين الدموع والاحزان , أنهم ( سختجية ) قلباً وقالباً في احلامهم المريضة في سمسرة العهر والمتاجرة ( على الطاولة الفتنة جثة الديرة يشرحها ( السختجية ) بمخالب الحقد أنانيتها الحمقاء قضمت ربوع المسرات في شرفاتها يتباهون قسمتها تلهث اطماعهم تغوص طاغية تكتنز الغنائم بلهاء اجهزت الاحقاد تستورد الكراهية تشتم حنجرتها المتشنجة مواطن الحب يتاجرون ب كتاب الوطنية المهجور تحت حوافر احلامهم العريضة صناعوا المذابح يخادعون الوقت يزولونه الى حيث الهاوية المظلمة )
3 – مخاض يبحث عن أمان :
حياة اصبحت الحياة لوحة اعلانات بسخرية القدر , في مهاتراته الهزيلة , تلعقها مخاض الكارثة القادمة , هموم غطتها سحب سوداء , تبحث عن احلام الشعراء , لتصوغها أغاني حزية تتجرع علقمها وويلاتها, التي تتعثر بأحلام مهزومة تبحث عن أمان وملجأ ( لوحة اعلانات باهتة مشاعرها أمام الباب المفتوح يلعقها شبح مقزز تجذب احلام الشعراء . تواريخهم دون محطات مطرزة أمزجتها ب النفاذ تخطها اصابع مجهولة أنفقت ممتعة ما تبقى من الحياة الراكدة تخبوها رمانة يدوية , نابضها ينبح مسعوراً يعدد فقرات أسماله المشينة , بيان اخير مصاب ب الزهايمر على اوتار الحزن الواهن تنتظره بداية الكاثة )
×× قصائد سردية في افق التعبير ( البوليفونية / تعدد الاصوات ):
1- ترجية : على جدار صمت ملون :
( ترجية ) في أذن الانتظار يكون جدار صمت الاشتياق ألوانها تفكهٌ طابوقاته الخشنة يتعشق الهمس يأتي ببهجة نسائمها تحترق ذراته الكثيرة تحمل زخرفة اللقاء , فصبر جميل على ما ينمو من هلع يتسلق ناصية زينة الكسل يستل عنفوان طراوة موعد يجلس على كرسي خيالها اعجبته حقول مرح تعلن عن نوايا متراكضة على اجل مسموع اللهاث )
تفكيك الاصوت المتعددة داخل النص السردي على هذا الشكل الاتي :
1 – في أذن الانتظار يكون جدار صمت الاشتياق
2- ألوانه تفكهٌ طابوقاته الخشنة يتعشق الهمس
3 – يأتي ببهجة نسائمها تخترق ذراته الكثيرة تحمل زخرفة اللقاء
4- فصبر جميل على ما ينمو من هلع
5 – يتسلق ناصية زينة الكسل
6 – يستل عنفوان طراوة موعد يجلس على كرسي خيالها
7 – أعجبته حقول مرح تعلن عن نوايا متراكضة الى اجل غير مسموع اللهاث .
——————
2 – صندوق الفرجة ( قصيدة بوليفونية / متعددة الاصوات ) قطعت اصواتها المتعددة بهذه الشارحة ( / ) :
( العصور المنهمرة في صندوق الفرجة تواريخها عمياء / لا مفاتيح تبصر النور في بطانة تتملق الوحشة / ذاك الحرير الخشن كان يبكي تنام فيه الخرافات / صور الملوك القديمة شامخة بنياشينها البراقة / بينما انيابها أستطالت كثيراً / تفوح رائحة الخيانة تتمرح فيها الايام / باهتة من بين شقوقه الكثيرة / الاطماع زانية ترث الارض ما خلفته من صحارئ يسرقها السراب / تهطل الامال في بحر الاسى / يلمع الحنين فيها لحن المتاهة )
جمعة عبدالله