تطرقتُ في السابقة الى حال المسلمين في زمن الخليفة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب وفي هذه سأتطرق الى حالهم وحال الثوار الثلاث أبا ذر وعمار وسلمان في زمن الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان مع بعض التعليقات:
حال المسلمين في زمن الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان حيث كتب الوردي:
……………………………
1.نقل لنا الوردي ما ورد على انها خطبة للخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان في ص24 وعاظ السلاطين وكررها في ص264 مهزلة العقل البشري حيث كتب التالي: [أنا بعد فإنَّ لكل شيء آفة، ولكل امرعاهة. وان آفة هذه الامة وعاهة هذه النعمة عيابُّون طعانُّ يرونكم ما تحبون ويسرون ما تكرهون إلَّا فقد والله عبتم عليَّ بما أقررتم لأبن الخطاب بمثله، ولكنه وطئكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له على ما أحببتم وكرهتم. ولنتُ لكم وأوطأت لكم كتفي وكففت يدي ولساني عنكم فاجترأتم عليَّ. أما والله لأنا أعزُ نفراً وأقرب ناصراً وأكثر عدداً. والله ما قصرت في بلوغ من كان يبلغ من كان قبلي ومن لم تكونوا تختلفون عليه، فضل فضل من مال، فما لي لا اصنع في الفضل ما اريد؟ فلم كنت إماماً؟] انتهى
*تعليق: دققوا لطفاً بما ورد في هذا المقطع لتكون الصورة لكم واضحة عن حال المجتمع المسلم وقت الراشد الثاني حسب ما ورد في كُتُب الراحل الوردي…انا شخصياً لا اُصَّدق هذه الرواية/المقطع…. لأنه حتى لو كان هناك خلاف بين الرجلين الشيخين و هذا لم يتطرق له الوردي فلا يمكن للخليفة الراشد الثالث الذي قال عنه الوردي انه سمح الاخلاق ان يطلق مثل هذه العبارة على شريك مسيرته الطويلة نوعما في الإسلام…والعجيب ان هذه العبارة القاسية يفرح لها الجميع مبغضين ومحبين!!!!…علماً ان الراحل الوردي نقل لنا عبارة منسوبة للراشد الرابع الشيخ علي بن ابي طالب تؤكد على فساد اجتماعي في زمن الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب حيث كتب في ص 270 مهزلة العقل البشري التالي:[ الامام علي بن ابي طالب عندما أبَّن عمر فقال: “لله بلاد عمر فقد قَّوم الاود وداوى العمد واقام السنة وخَّلَفَ الفتنة…رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي بها الضال ولا يستقين المهتدي”] انتهى “”نقلاً عن نهج البلاغة/ محمد عبدة ج2ص249″”
أدعوكم ان تتوقفوا لطفاً عند: “وخَّلَفَ الفتنة” و “رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي بها الضال ولا يستقين المهتدي”…كلمة علي بن ابي طالب لا تختلف في قساوتها وتشهيرها بالراشد الثاني عن كلمة الراشد الثالث. انها تعني ان عمر بن الخطاب هو من مزق المجتمع الإسلامي ونشر الفتنه.
وهذه العبارة كما سابقتها لا اصدقها لأنه كما ورد الينا هناك علاقة مُتَّزِنة لأسباب عديدة بين الرجلين. وعلي بن ابي طالب غير مجبر على مدح الخليفة ابن الخطاب بجانب وذمه بشدة في جانب اخر…هناك الكثير كان يمكن ان يقوله ابن ابي طالب بحق عمر لكن لن يصل لاتهامه بالفتنة ولسبب بسيط هو: انه سيُرد عليه: لماذا لم تتحرك ومعك الاخرين بوجه ابن الخطاب لو كان كذلك؟؟؟؟
هذه الحكاية/الرواية التي نقلها لنا الراحل الوردي ان صحت فهي خلاصة عامة شاملة لحال المجتمع الإسلامي في ذلك الوقت وهي كما اعتقد البارود الذي اُعد في زمن الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب لتصنيع القنبلة التي انفجرت في عهد الخليفة الراشد الثالث. هذه ال “العبارة /الخطبة” حاسمة إن صَّحَتْ “اكررها” في انه لم يكن هناك رُشد لا في زمن الراشد الثالث ولا في زمن الراشد الثاني.
هنا الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان “اكررها” ان صحت هذه الرواية يُشَّنع بفترة خلافة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب وهو يعرف ان من رعيته من كان ولا يزال يحمل لعمر بن الخطاب الكثير من التبجيل والعرفان والمنزلة…وانا استند هنا الى ما كتبه الوردي في ص264 مهزلة: [مما يلفت النظر في أواخر أيام عثمان ان الناقمين عليه كانوا يهتفون باسم رجلين هما: عمر وعلي. وكأنهم يتحدون عثمان بهما. وصار عثمان إزاء ذلك كأنه بين حجري رحى: تطحنه سنة عمر من جانب وتطحنه فضيلة علي من الجانب الآخر]. ثم يكمل الوردي: [يبدو ان الناس كانوا يشعرون حينذاك بالأسف على شيئين: أحدهما موت عمر وثانيهما تنحية علي عن الخلافة”]. ويكمل الوردي: [ويحدثنا المؤرخون ان عثمان أحس في اخر أيامه بشيء من الغيرة من علي وعمر فصار يشكو من علي تارة و يتذمر من اعجاب الناس بعمر تارة أخرى] انتهى.
لم تترك هذه الكلمة/المقطع/ العبارة/الخطبة المنسوب/ه الى الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان إن صحَ/ت أي كلمة قبيحة في سجل الكلمات لم يلصقها الراشد الثالث بالخليفة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب ولم يترك شكل من اشكال ممارسات القتل والإرهاب والاذلال التي مارسها الطغاة في كل العصور لم تُلصق بالخليفة عمر بن الخطاب…
…………………………..
2. في ص26وعاظ السلاطين كتب الوردي: [أراد عثمان الخير للناس في كثير من أعماله مثل توسيع المسجد النبوي او توحيد القرآن أو زيادة العطاء او توفيد لأمصار او إطلاق الصحابة او غيرها لكن الناس اعتبروها اعمالاً مضرة وشنعوا عليه بها. حتى قالوا اثناء توسيع المسجد ما معناه “يوسع مسجد النبي ويترك سنته”] انتهى
*تعليق: خمسة اعمال عظيمة أراد الراشد الثالث ان يقوم بها كما نقل لنا الراحل الوردي وجميعها لها علاقة بما كان عليه الحال في زمن من سبقه او سبقوه. لكن هل قام بها؟ لا اعرف حيث لم يؤكد لنا الراحل الوردي ذلك…كان على الوردي ان يجيب على هذا السؤال لأهميته ولكن لنفسر. “أراد” على أساس انه تخطى مرحلة التفكير في الموضوع وانتقل الى التنفيذ ونأخذ هذا مما قيل او نُقل عن توحيده القرآن في قرآن عثمان.
هناك نقطتين مهمتين من تلك الخمسة التي “أراد” ان يقوم بها عثمان هما: توحيد القرآن وزيادة العطاء…أعتقد ان اهم موضوع في كل فترة خلافة الراشدين الأربعة هو جمع القرآن ولِما للقرآن من أهمية كبيرة بالنسبة لإسلام ذلك الوقت وكل العصور ومنها هذه الأيام.السؤال: لماذا لم يُعطى هذا الموضوع الاهتمام على عهد النبي محمد والشيخين الأول والثاني؟ وماذا حصل خلال جمعه على زمن الراشد الثالث؟؟ أعتقد هنا بيت القصيــــــد! وأتوقع ان كل الخلاف والحرب ال”شعواء” الذي/التي حصل/حصلت خلال فترة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان ليس/ت سببه/سببها ما قيل عن الأغنياء و الفقراء و المحاباة وغيرها. ان السبب كما اعتقد هو: عملية جمع القرآن وما جرى فيها وخلالها وموقف علي بن ابي طالب منها.
واعتقد ايضاً ان عملية جمع القرآن لاقت اعتراضات وتداخلات واجتهادات مزقت الممزق الذي تركه عمر بن الخطاب “كما عرض الوردي”.
اما موضوع زيادة العطاء فهو مستغرب هنا حيث انه يعني ان الخليفة الراشد الثالث ليس كما نقل لنا الراحل الوردي وثبتناه في السابقة من انه أراد ان يُغني الأغنياء…انما كما يظهر هنا انه أراد زيادة العطاء. ثم يذكر الوردي حالة توسيع المسجد النبوي وقول الناس: “يوسع مسجد النبي ويترك سُنَّتَهُ” السؤال: أين كان هؤلاء الحريصين على سُنَة النبي من نسخ الخليفة عمر بن الخطاب نص قرآني وسنة نبوية في موضوع حرمان المؤلفة قلوبهم من الفيء والغنائم؟؟؟؟
3.في ص79 وعاظ السلاطين كتب الراحل الوردي التالي: [جاء عثمان فسار على طريقة عمر في قسمة المال لكنه قام بأشياء لم يقم بها عمر هي:
اولاً: أطلق الأغنياء الذين حجزهم عمر وسمح لهم بالسفر كما يشاؤون.
ثانياً: انه أضاف الى قائمة الأغنياء أسماء جديدة هي أسماء أولئك الصحابة الذين أسلموا بعد فتح مكة وكان عطائهم في أيام عمر قليلا فقد اعطاهم عثمان قسط من المال أكثر مما اعطى المهاجرين والأنصار ولعله أراد بذلك تعويضهم عما فات.
ثالثاً: انه ترك الأغنياء يؤدون الزكاة الى الفقراء بأنفسهم فبعدما كان الاغنياء يأتيهم ألجُبات ليحصوا أموالهم ويأخذوا منها زكاتها أصبحوا في أيام عثمان يدفعون الزكاة بأنفسهم ان شاءوا وقد فعل عثمان ذلك إذ خاف المشقة والحرج في تفتيش الأموال من قبل سعاة السوء.
ولعل هذا العمل أدى الى ان يهمل كثير من الأغنياء أداء زكاتهم.
*تعليق: إذا كان قد اتبع سنة عمر في قسمة المال…فلماذا الثورة عليه واتهامه بأنه أراد ان يبقي على أموال الأغنياء وينميها؟ هل هؤلاء الأغنياء بحاجة الى بعض الدقيق او بعض الزيت او قطعة من لحم بعير او شاة من الفيء والغنائم؟ ثم أين كان الثوار اثناء فترة خلافة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب وما جرى فيها كما نُقل عن قول علي بن ابي طالب اعلاه؟
اما موضوع إطلاق الأغنياء: اليس في إطلاق الأغنياء اتباع سُنة النبي محمد الذي لم يحجز الأغنياء ولم يمنعهم من السفر؟ ماذا استجد حتى يحجزهم عمر بن الخطاب؟ ما ذنبهم؟ هل امرهم بشيء ورفضوا تنفيذ الامر ليأمر بحجزهم ومنعهم من السفر؟ هل أعلنوا معارضتهم السياسية والدينية له فمنعهم من السفر كما حصل ويحصل اليوم؟ هل طلب منهم فضول أموالهم وامتنعوا كما حصل في العراق خلال فترة الحصار؟ ربما هذه اول بوادر منع السفر التي عشنا ونعيش ظروفها وقوانينها المجحفة خلال العصر الحديث!!
أما بخصوص: “أضاف الى قائمة الأغنياء” هذا يعني ان هناك أغنياء كانوا على أيام عمر بن الخطاب فلماذا يثورون عليهم في فترة خلافة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان ويسكتوا عنهم خلال خلافة الراشد الثاني عمر بن الخطاب؟؟؟؟؟
اليس في إعطاءه الطلقاء الذين حرمهم عمر بن الخطاب من العطاء في تجاوز واضح للقرآن والسنة المحمدية هو تصحيح خطأ عمر وإعادة الحق في تطبيق نص القرآن والسنة النبوية. فهل تَجاوزْ عمر للقرآن وسنة النبي محمد لا يستحق الثورة وتطبيق نص القرآن وسنة النبي محمد في خلافة عثمان يستحق الثورة؟ ان ذلك خلل خطير.
بخصوص: “سعاة السوء” وكأن السعاة على زمن سابقيه هم او بعضهم سعاة سوء. إذا كان هذا القول صحيح وانا اشك في ذلك …الا يؤشر هذا عند عالم الاجتماع ولو إشارة بسيطة من ان هناك مشاكل كانت تعترض طريق استحصال الزكاة مما دفع الخليفة الراشد الثالث الى تغييراو اجتهاد تغيير بسيط اعتمد فيه على صدق اسلام الأغنياء وهم معروفون ويُعدون على أصابع اليد…
كل هذا المقطع نقشه الوردي من كتاب “التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية/ص 186/صالح العلي” ولم يفكر فيما ورد فيه وايماناً من الوردي بدقة وصدق هذا القول أضاف اليه التالي: [ولعل هذا العمل أدى الى ان يهمل كثير من الأغنياء أداء زكاتهم] انتهى.
هذه “لعل” تُضعف هذا الرأي وتطلب من الراحل الوردي التوضيح عن كيف استنتج ذلك؟ ولماذا لم يُعْطِهِ حقه من التحليل او التفسير؟
4.في ص79 كتب التالي: [عند ذلك نشأت طبقة قوية من أصحاب الغنى الفاحش يسيحون في الأرض ويدأبون في البيع والشراء من غير قيد ولا شرط] انتهى
تعليق: اعيد اليكم ما ذكرته في الجزء السابق عن الأغنياء في زمن عمر بن الخطاب:
في ص125 وعاظ السلاطين: [كان المسلمون في عهد عمر طبقتين، طبقة عليا مؤلفة من اشراف قريش وطبقة سفلى مؤلفة من سواد الاعراب أبناء القبائل البدوية اما الاعاجم فلم يكن لهم شان في ذلك الحين اذ لم يكن قد دخل منهم عدد كبير في الإسلام آنذاك] انتهى
في ص129وعاظ السلاطين: [اما في اخر أيام عمر فقد كانت قريش قوية غنية اذ استعادت في خلافة عمر كثيرا من نفوذها الضائع وقد كان عمر نفسه يخشاها كم رأينا ويحذر الناس من مكايداتها] انتهى
هذا يعني ان طبقة الأغنياء كانت موجودة على زمن الراشد الثاني وكانت قوية ويخشاها الخليفة وندم في اخر أيامه على عدم محاربتها كما نقل لنا الوردي. فلماذا التمييز بين الفترتين على نفس الحالة بحيث كانت مقبولة على زمن عمر ين الخطاب ومستنكرة وتدعوا للثورة على زمن عثمان بن عفان؟؟؟؟؟
5.في ص79 وعاظ السلاطين كتب الوردي التالي: [وهنا ظهر أبا ذر ذلك الواعظ الثائر الذي أعلن الحرب على الأغنياء بشدة متصلة لا تعرف الهوادة. كان أبا ذر يجوب الشوارع صائحاً بالأغنياء ان يوزعوا أموالهم كلها على الفقراء وكان يردد من القرآن آية خاصة “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم…] انتهى
السؤال: لماذا لم يخرج أبا ذر على زمن النبي محمد أو/وزمن أبا بكر وزمن عمر ويصيح بالأغنياء ان يوزعوا أموالهم؟؟؟
ثم يكمل: “”فنهاه عثمان عن ذلك فقال أبو ذر: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله..”” اعترض أبا ذر على نهي الراشد الثالث له وربطه في انه يقرأ القرآن ولم ينهض ويجوب الشوارع ويصيح عن تجاوز ونسخ الراشد الثاني لنص قرآني صريح وسنة نبوية واضحة.
لو يدقق من أطلق هذه الاقوال لوجد ان فيها اهانة كبيرة لمن نُسبت إليهم بعكس ما يتصور البعض…القرآن يقول عن “الكنز” والوردي قال ان أبا ذر ينهي عن الكنز وفسر الكنز على انه الفائض عن الحاجة ويعود هنا ليكتب ان أبا ذر يطالب بان يوزع الأغنياء كل أموالهم أي ان أبا ذر الثائر يريد تجاوز النص القرآني والسنة النبوية…هل هناك نص قرآني او سنة نبوية تُفسر الكنز في “والذين يكنزون…الخ” على أنه كل أموال الأغنياء.
القرآن يحدد ان حق الفقير في مال الغني هو الزكاة وابا ذر يريد لن يتجاوز القرآن كما كتب الوردي بدعوته أخذ كل أموال الأغنياء!!!
6. ص262 مهزلة العقل البشري كتب: [جل ما فعله عثمان هو انه لبس شيئا من رقيق الثياب وحلى زوجته بالذهب وبنى قصرا مجصص عالي الشرفات وحابى بعض اقاربه في العطاء والولاية] انتهى
السؤال هنا: ماذا كان عليه حال عثمان بن عفان في زمن النبي محمد والشيخين الأول والثاني واين كان يسكن في تلك الفترة؟ هل كان يلبس الخشن وزوجته لا حلي لديها وكان يعيش في احدى الخيام البالية التي لا تقي من حر وبرد؟؟؟؟؟؟
7. في ص166 وعاظ السلاطين كتب الوردي: [إذا درسنا الصراع الاجتماعي الذي نشب بين قريش والغوغاء في عهد عثمان وبعد عهده وجدنا عمار بن ياسر يلعب دورا هاما فيه] انتهى
تعليق: أصبح هنا الثوار ومن التفوا حول علي بن ابي طالب غوغاء وان المتميز بهؤلاء الغوغاء هو عمار بن ياسر.
8.في ص260 مهزلة كتب الوردي في تبريره لتجاوز عمر على القران والحديث بخصوص قريش بالتالي: [مما يلفت النظر ان عمر بن الخطاب كان يجري في سياسته على أسلوب مخالف لأسلوب عثمان وكثيرا ما وجدناه يخالف النص الشرعي من اجل الموازنة بين قريش وغيرهم فكان يضيق على قريش ويعاقبهم أكثر مما يقتضي الحد الشرعي لكي يبعث الطمأنينة في قلوب المهاجرين والأنصار بوجه خاص وفي قلوب الاعراب بوجه عام] انتهى
تلك بعض الصور عن حال المسلمين على عهد الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان. قارنوا هذا الحال مع حالهم خلال فترة الراشد الثاني الشيخ عمر بن الخطاب حيث ذكرتُ ذلك في الجزء السابق.
الان اعود لبيان حالة الثوار الثلاثة على عهد الخليفة الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان:
1***. في ص 271 مهزلة العقل البشري كتب الوردي: [بينما نرى أبا ذر وعمار وابن مسعود وغيرهم من دعاة الثورة يضربون بالنعال او يجلدون بالسياط او يشردون في الأرض] انتهى
*تعليق: لم يذكر لنا الوردي حالة واحدة تشير الى مثل هذه الممارسات بحق الثوار الثلاثة حصلت على زمن الراشد الثالث الشيخ عثمان بن عفان… طبعاً انا لا اصدق قول الوردي هذا واعتبره من شطحات الاسترسال والانحراف. ونعيد تذكيركم بحالهم على زمن الراشد الثاني عمر بن الخطاب حيث كتب الوردي عن ذلك التالي:
[ص125 وعاظ: [ومن الغرائب التي قام بها عمر انه عين عمار بن ياسر واليا على الكوفة وعين سلمان الفارسي واليا على المدائن] انتهى
2وكتب في ص285 /مهزلة العقل البشري التالي: [فالصحابة الذين اشتهروا بالتشيع لعلي كانوا في عهد عمر عمالاً وقواداً يأتمرون بأمر الخليفة ويخدمون الإسلام بالتعاون معه نخص بالذكر منهم: عمار بن ياسر وسلمان الفارسي والبراء ابن عازب وحذيفة اليمان وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف وحجر بن عدي وهاشم المرقال ومالك الاشتر والاحنف بن قيس وعدي بن حاتم الطائي] انتهى
وفي ص90وعاظ السلاطين كتب: [يروى مثل هذا عن ابي ذر الغفاري فقد كان يوزع معظم عطائه على المحتاجين وكان عمر قدعيَّن لأبي ذر عطاءً سنوياً ضخماً] انتهى
هذا يعني ان الثوار الثلاثة “أبا ذر وعمار وسلمان” كانوا متنعمين بالمال والمناصب على زمن الراشد الثاني عمر بن الخطاب وتَغَيَّرَ حالهم على زمن الراشد الثالث عثمان بن عفان لذلك وليس لغيره ثاروا عليه كما أتصور. وأسْتَنِدْ في ذلك على ما كتبه الراحل الوردي في ص 121 مهزلة كتب: [ان الذي يُعطى نصيبا اقل ممن يُعطى غيره لابد ان يثور وان يغضب ويحتج على من أعطاه ولو كان المعطي رسول الله عليه ألف الصلاة والسلام وهو إذا لم يغضب علانية غضب سرا وإذا حاول ان يكبت غضبه بعقله الواعي وارادته القوية تغلغل الغضب في أعماق عقله الباطن وصار هناك عقدة لا دواء له] انتهى.
وهذا ربما هو الذي جرى على عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان!!!!
من النقاط أعلاه يتضح ان هؤلاء الصحابة كانوا متنعمين وفي مواقع “ولاة واُمراء”…وكان الخليفة الراشد الثاني يغدق عليهم…وقد ابعدهم عن عاصمة الخلافة في إطار ما ذكره الوردي من ان ابن الخطاب كان يحاول منع وقوع الفتنة حيث كتب التالي في ص 76 وعاظ السلاطين التالي: [يبدو ان عمر كان يحاول ان يؤجل انفجار القنبلة. فالقنبلة لابد من ان تنفجر يوما ما. ان البارود قد اعد والفتيلة قد احضرت وهي لا تحتاج الا الى عود صغير من الثقاب. كان عمر يمنع بكل جهده ان يولع العود على يد أحد رعاياه…] انتهى
السؤال هل محاولة عمر منع انفجار القنبلة كان بأن ابعد الثوار الثلاثة وأغدق عليهم ؟؟؟يمكن ان يستنتج أي قارئ ذلك مما كتبه الراحل الوردي!! ومن هذه يمكن لأي أحد ان يقول ان هؤلاء الثلاثة هم أساس الفتنة التي اوجدها عمر بن الخطاب كما نقل لنا الوردي عن علي بن ابي طالب و ان الشرارة التي خاف منها عمر هي “أبا ذر الغفاري”…هذا ما يُفهم من النصوص التي كتبها الوردي حيث كتب في ص110 وعاظ كانت قضية أبا ذر على أي حال بمثابة الشرارة التي اندلعت منها الفتنة الكبرى في عهد عثمان وكان عمر ابن الخطاب يخشى ان تندلع تلك النار في عهده فكان يداريها ويلطف منها ما استطاع الى ذلك من سبيل وقد تنبا عمر كما رأينا بقرب اندلاع النار ولو بقي عمر في قيد الحياة مدة أطول لربما رأينا منه أشياء كثيرة في سبيل القضاء على جذور تلك الفتنة او للتلطيف منها على اقل تقدير ويبدو ان عثمان لم يكن بذلك الرجل الحكيم الذي يستطيع ان يعمل شيئا في هذا السبيل] انتهى
“لقد تنبأ عمر بقرب اندلاع الفتنة” هذا يعني ان الموضوع خارج الخليفة الثالث وخارج بني امية وخارج ابن سبأ وقد حشر الوردي اسم الخليفة الثالث هنا بقوله: “ويبدو ان عثمان لم يكن يذلك الرجل الحكيم”…يبدو من هذا القول ان الخليفة الراشد الثاني لا يتشاور مع الصحابة بحيث ان عثمان لم يعرف بعض حكمة عمر.
“أن قضية أبا ذر كانت بمثابة الشرارة التي اندلعت منها الفتنة الكبرى”!! السؤال ماهي قضية أبا ذر؟؟؟؟؟؟…اليكم ما كتبه الوردي عن أبا ذر:
ص89وعاظ كتب: [كان أبو ذر ينهي عن “الكنز”، ومعنى الكنز في اللغة هو المال الذي يفضل عن حاجة الفرد. وكان يريد من عثمان ان يتدخل في الامر جديا فيأخذ فضول أموال الأغنياء ويقسمها على الفقراء كما كان يريد ان يفعل عمر قبيل مقتله] انتهى
ويكمل في نفس الصفحة 89 وعاظ: [وقد ابى عثمان ان يأخذ برأي ابي ذر إذ كان يعتقد بان المسلم حر يتصرف بأمواله كما يشاء مادام قد أدى زكاته المفروضة علية وقد أصر كل فريق على رايه حتى وقعت الواقعة] انتهى
وفي ص 273 مهزلة: [ولما اشتد النزاع بين عثمان وأبي ذر حول كنز الأموال، كان كعب الاحبار بجانب عثمان يؤيده ويأتي له بما يدعم رأيه ضد أبي ذر مما اضطر أبا ذر الى الهجوم عليه حيث ضربه وفجه فغضب عثمان على ذلك غضباً شديداً]
ثم يكمل الوردي في نفس الصفحة 273 مهزلة: [كان أبو ذر يقول: لا ينبغي لمن أدى الزكاة أن يقنع حتى يطعم الجائع ويعطي السائل ويبر الجيران. اما كعب الاحبار فكان يرى ان بأن الأغنياء ليس عليهم إلا أداء الزكاة. وقال عثمان يوماً بحضور ابي ذر وكعب لا حبار: “أيجوز للإمام ان يأخذ من المال فإذا أيسر قضى؟”. فقال كعب الاحبار “لا بأس بذلك فقام اليه أبا ذر يقول له: “يا أبن اليهودي أتعلمننا ديننا”] انتهى
واستمر الوردي: [“في الوقت نفسه كان الناقمون على عثمان يهتفون باسم علي المرة بعد المرة حتى اضطر عثمان الى ان يأمر عليا بالخروج من المدينة ليكف الناس عن الهتاف باسمه”].
وأكمل الوردي: “يبدو ان الناس كانوا يشعرون حينذاك بالأسف على شيئين: أحدهما موت عمرو ثانيهما تنحية علي عن الخلافة”.
واضاف: [“ويحدثنا المؤرخون ان عثمان أحس في اخر أيامه بشيء من الغيرة من علي وعمر فصار يشكو من علي تارة و يتذمر من اعجاب الناس بعمر تارة أخرى”] انتهى.
ويتابع في نفس الصفحة90 وعاظ السلاطين عن رأي علي بن ابي طالب في الكنز كتب التالي: [قال علي بن ابي طالب “ما دون أربعة الاف درهم نفقة و ما فوقها كنز “والظاهر ان علياً كان يقصد بقوله هذا ما قصده سلمان…الخ] انتهى
تعليق: هذا الكنز الذي كان يحاربه أبا ذر الغفاري…فهو يقول فضل أموال الأغنياء ولا اعرف كيف يتمكن أبا ذر من تحديد حاجة الأغنياء ليقوم بحساب فضل المال…وهذا ما قاله سلمان عن الكنز يختلف عن قول أبا ذر…وكيف عرف سلمان حاجة عياله لمدة سنة ليخزنه ويقدم الفائض منه وكيف حصل على ما يزيد عن احتياج عائلته لمدة سنة؟؟؟ أيُعقل هذا؟؟؟؟ ثم يعود الراشد الرابع علي بن ابي طالب ليخالف أبا ذر وسلمان عندما حددها بأربعة الاف درهم!! كيف حسب ذلك علي بن ابي طالب هل العوائل متساوية في عدد افرادها واعمارهم واحتياجاتهم حتى يحددها بهذا الرقم؟؟؟؟من هذه الاختلافات فأن موضوع الكنز الذي جند أبا ذر نفسه له كما عكس لنا ذلك الراحل الوردي هو موضوع غير متفق عليه ولا يمكن الاتفاق عليه لا يومها ولا اليوم…عليه فأن دعوة أبا ذر غير منطقية.
واختم بأن اعيد ما ذكرته أعلاه… كتبه الراحل الوردي في ص90 من وعاظ السلاطين: [يروى مثل هذا عن ابي ذر الغفاري فقد كان يوزع معظم عطائه على المحتاجين وكان عمر قدعيَّن لأبي ذر عطاءً سنوياً ضخماً] انتهى
………………………………..
الى اللقاء في التالي