قصة قصيرة هادفة
بعد أن انتبهت لنفسي وبأنني قد أتيت لأجل أمرما وهدف ما’نهضت وتوجهت إلى أماكن متنوعة وبدأت ذلك بالتوجه إلى مراكز تلك الأحزاب الإيزيدية وسألت المسؤولين فيها عن الذ ي يفكرون بشأن الإيزيديين والإيزيديات المخطوفين لدى الإرهابيين ,جاءني الجواب التالي : ماذا تفكر ياهذا ,من أين أتيت ألست بهذه الدنيا ’قلت لماذا ؟ قال الجميع نحن الآن في خضم الإنتخابات وليس لدينا وقت لما تطلب وتريد ,ثم قد مضى وقت طويل على ما حدث ,ولانعرف أين صار هؤلاء ,هل هم أحياء أم أموات واين هم , ومن ثم فإننا ننتظر أن نحصل على مراكز مهمة وحساسة في الدولة ربما سيساعدنا ذلك على التفكير بما تقول , قلت لهم :أنا أعرف مكان فتاة وقلت لهم اسمها واسم والدها وقريتها ,فأنكر الجميع معرفتها ومن ثم قالوا ليس لديهم المال الذي بواسطته يمكن أنقاذ تلك الفتاة ,بعد مناقشات حادة مع هؤلاء توصلت لقناعة بأن الأمر لايهمهم ,لذلك فكرت بأن اتجول بين العشائر ربما أجد الرد الذي أريد ,لبست لباسي البائس الممزق وحملت العصا المهترية وتوجهت للقرى الإيزيدية في الشمال ,حيث بدأت بقرية بارا ومن ثم مررت بمزار شرفدين وقرى كولكا وقوجا جمي حتى وصلت لأخر قرية في الشمال ,زرت معظم زعماء العشائر وقابلت معظم رؤوساء العشائر وناقشتهم في الأمر ولكن للأسف لم احصل على ما أريد ,بعد ذلك فكرت في الأمر وقلت سأتجه لقرى الجنوب ,تسلقت الجبل ونزلت لأسفله وزرت سيبا شيخ خدري ثم مررت بقرية كوجو والحاتمية وتابعت السير إلى آخر الجبل وزرت معظم القرى وكان الجواب مشابها لنفس الجواب الذي حصلت عليه في قرى الشمال ,حيث أن معظمهم كان يقول :ياهذا لقد فقدنا كل شئ وها هو قسم كبير منا يعيش في المخيمات في كوردستان ولولا المساعدات من الناس والمنظمات لكنّا في حالة ترثى لها ,أما الذين بقوا في منطقة شنكال وخاصة في منطقة سردشت لأن معظم القرى بأسفل الجبل قد أخليت من سكانها وهرب الناس لمناطق أخرى وإلى منطقة سردشت ,فلا حول ولا قوة لهم ,وهم بالكاد يعيشون ولم يموتوا من الجوع ,ولكن والحمدلله رغم ذلك فقد قاوم الناس هنا الإرهابيين ولم يسمحوا لهؤلاء بالدخول لقرى الإيزيديين في الجبل ,وحكى لي أناس عن بطولات الرجال والنساء وخاصة في منطقة مزار شرفدين وكلي كرسي ,فقد قضى هؤلاء الرجال الشجعان أمثال قاسم دربو ورجال عشيرة الفقيرة على الكثير من الإرهابيين ,كما ذكر أناس بطولات النساء مثل داي كولي التي قلت داعشيا ولم تستسلم واستشهدت بعد ذلك ,فهمت من الأمر بأن هؤلاء مغلوب على أمرهم لفقرهم ووضعهم وحالتهم ,فقررت التوجه إلى الجنوب حيث يوجد أشخاص من الإيزيديين ضمن القوات الحكومية والحشد الشعبي ,هناك وجدت أناسا يلبسون لباسا أسودا وأناسا يلبسون لباس الجيش ,فسألت عن الأمر ,جاءني الجواب:بأن قسما من هؤلاء ينتمي للجيش النظامي وقسم آخر متطوع في الحشد الشعبي ’بحثت الأمر مع بعض هؤلاء لكن لم أجد مبال بالأمر وإنما كل واحد كان منشغلا بأمور تخصه شخصيا وكذلك تنظيمه’بعد أن انتهيت من التجوال ورأيت الوضع توصلت لقناعة بأنه ليس لدى كل هؤلاء أي دافع لأجل تلبية مطلبي ,عندئذ رجعت للكوخ الذي كنت أسكن فيه وجلست ولكن الوضع لم يساعدني على أن أرتاح وأجلس ,فقد سقطت على الأرض ’نهضت وحاولت أن اشد من عزيمتي وبأن الأمر لم ينته ,لكن منعني البكاء من ذلك ,بكيت وبكيت وبكيت حتى سقطت على الأرض مرة ثانية ,وبقيت هكذا لمدة ,بعد ذلل انتبهت لنفسي ونهضت وجلست جلسة رباعية ووضعت يديّ على خدي وصرت أفكر بالذي يجب أن افعله ,إلى أين يجب أن أتجه ,هل إلى ولات شيخ حيث لاش والمركز الروحاني أم إلى أوربا حيث التحركات المتنوعة والإجتماعات الكثيرة بين الإيزيديين وما سيفعلونه لأجل الإيزيديين ,هل سيفلحون في تحقيق آمال الإيزيديين أم سيدقون المسامير في الدم ؟ قررت أن أرجع إلى حيث تلك الفتاة لأسألها أولا ومن ثم أقوم بما يجب القيام به ,لذلك موهت نفسي وتوجهت إلى حيث يجب أن أتوجه