تأملات ايزيدية
١
تنبوء
كان موضوع المادة ١٤٠ من الدستور العراق الدائم ساخنا حينها (صيف ٢٠٠٧) وكان لا يمر ايام قلائل ولا تجري محاضرة او ندوة ولقاء بخصوص المادة وتفاصيلها من التطبيع والتعويض وعرض الحلول لمعالجة ما ترتب منها من آثار سلبية على نسيج المجتمع العراقي بشكل عام.
وقتها قال الثنائي المكلف من الأمم المتحدة بدراسة واوضاع تلك المناطق والمواطنين من مختلف المكونات هناك (بيكر – ديمستورا) حين رفعوا توصياتهم ليتم فيما بعد اعلانها كموقف الامم المتحدة الرسمي في الموضوع. وفعلا هذا ماتم وأعلن من قبل أصحاب القرار (القطب الأوحد) بشمل غير مباشر :
” يتكون العراق من ١٨ محافظة، لكل محافظة حكومة وبرلمان (إدارة خاصة بها)، ومدينة بغداد هي العاصمة الاتحادية وصاحبة النفوذ والقرار الاخير وتمثل الجميع في المحافل الإقليمية، وهي وحدها تملك الشرعية الدولية ..”.
٢
حقيقة
في احدى اللقاءات الأدبية التي انعقدت في اربيل العاصمة بعد سقوط الصنم كانت موضوعها تاريخ ظهور الديانة الايزيدية وعرض تراثها الأصيل.
بعد انتهاء السيد المحاضر من تقديم موضوع بحثه بدأت فقرة المناقشة والمداخلات، كانت مشاركات الحاضرين فعالة جدا بحيث اخذت أكثر من وقت المحاضر نفسه، استرعت انتباهي ملاحظات أحدهم، حيث قال ” لنتغاضى الجدال العقيم التي لا تسمن ولا تضعف أحدنا، لا خلاف سوى دخل الكورد دينهم الجديد (الاسلاَم) سلما وعن قناعة او بالسيف..”.
وأضاف ” رغم عشرات حملات الابادة ضدهم (الايزيديين) الا ان الكثير من العادات والتقاليد الموروثة من معتقدهم القديم باقية ولا زالت تمارس يوميا في مجتمعنا الكوردي المسلم دون أن يكون لها علاقة بتراث وادبيات الدين الجديد، علما ان قسما منها لا تنسجم ومخالفة للنهج والشرع رغم ذلك تمارس طبيعيا.. “.
وفي نهاية مداخلته قال :
” لا أقول الجميع لكن بكل تأكيد غالبيتهم دخلوا الدين الجديد لدرء خطر القتل المحقق والحفاظ على الأملاك والممتلكات وتجنب سبي الفتيات والنسوة “.
٣
مفارقات ايام الدعاية الانتخابية
كان يضرب الاخماس بالاسداس حينما صبحت عليه..
أسبوعان مرا على بدء الدعاية الانتخابية استطاع خلالها :
– نشر (وضع ولصق) أكثر من (خمسمائة صورة شخصية) بمختلف الاحجام والأوضاع في (أماكن عامة وخاصة – حساسة) في البلدات والقرى المشمولة بإجراء عملية الانتخابات فيها.
– توزيع (خمسة الاف كارت) خاص به (كارت تعريفي برقم وشعار قائمته وتسلسله) عن طريق أبنائه وبناته وابناء عمومته وخواله وشقيقاته المتزوجات في القرى والبلدات المجاورة.
– زار بمعية (ستاف كامل من وجهاء عشيرته) لغاية الان أكثر من (الف عائلة).
-أجريت معه لقاءات عديدة عبر وسائل الإعلام المختلفة (المرئية والمسموعة والمقرؤءة).
التزمت الصمت وانا واقف أمامه انتظر الرد على السلام .. لكن دون فائدة، كان شارد الذهن، سارح الخيال، حيث لم ينتبه لحضوري أمامه كونه في سبات عميق، سمعته يتحدث مع نفسه : ( معقول لا أحصل على أصوات كافية تؤهلني الفوز..؟!
أبدا سأبذل المستحيل، هذه فرصتي ويجب أن لا تضيع ..!؟)..