الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتمنتدى السلام والامن في الشرق الأوسط… كما رأيناه!! : عبدالله جعفر كوفلي

منتدى السلام والامن في الشرق الأوسط… كما رأيناه!! : عبدالله جعفر كوفلي

/ باحث أكاديمي
٢٢-١١-٢٠٢٣
بعد دعوة كريمة من اللجنة المنظمة للمؤتمر تشرفت بالحضور كمراقب ومتابع للشؤون والقضايا المتعلقة بالأمن .
باعتقادي المتواضع لا ينبغي للمرء ان لا يستفيد من ما يمر به من ايام في حياته وخاصة إذا كانت أياما مليئة بالأحداث
والمواقف.
حضرت جلسات المؤتمر بشوق وهدوء وكلي أمل وثقة بأن هذه الساعات لا تتكرر وهذه الشخصيات من الصعوبة أن
تجتمع وتتحاور بالصورة نفسها في المستقبل، ففي كل عام تكون للحياة كلمة وتغييراتها في الولادة و الوفاة
والاهتمامات والحركات والصراعات مستمرة، فلابد من استغلالها بشكل جيد والاستفادة منها والتعبير عنها بجر القلم
ودرج ما كان يدور في ثناياها ليكون اساساً للانطلاق نحو الأفضل ولا يكون مجرّد حدث عابر وقضاء وقت وتسجيل
الحضور وزيادةً في العدد خجلاً وحياءاً .
حضور النخبة من اصحاب الأقلام وحاملي الأفكار في أي تجمع اكاديمي وعلمي إشارة إلى أهميتها وضرورة
استمرارها ومدى تأثير التوصيات التي يقدمها، وهذا ما ينطبق تماماً على النسخة الرابعة لهذا المؤتمر.
ان ما رأيته في هذا المؤتمر قد لا يكون ما ينقله التغطية الإعلامية له، بل اقف على وقع عليه العيون وتمثل السر من
وراء نجاح هذا الحدث المهم، من المؤكد سيكون لغيرنا رأي وملاحظات اخرى وهذا من حقّه وهكذا خلقنا الله عز
وجل، منها فقدّ رأينا :-
– رأينا بساطة شخصية السيد مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان العراق عند حضوره المستمر لجلسات
المؤتمر وصبره وتحمله وترحيبه الحار بالضيوف عند دخوله للجلسات في كل مرّة والتزامه بالوقت وإحترامه وقبوله
لجميع الآرآء المطروحة واستجابته لطلبات الحاضرين برحابة الصدر وتواجده بينهم عند تناول الطعام، وفي الجلسة
المخصصة لسيادته في اليوم الثاني اتسم بالهدوء والسكينة والوضوح والدقة والموضوعية والمصداقية والمعرفة الجيدة
بتفاصيل الأمور والقضايا ويملك الامل الكبير بمستقبل أفضل للجميع وللشعب الكوردستاني ولديه من الخطط والبرامج
ما يكفي لبناء دولة أو كيان سياسي مستقل ولديه شبكة واسعة من العلاقات على المستوى الدولي والإقليمي.
– رأينا التنظيم الجيد والدقيق، يتبين من شكلٍ الاستعدادات انها لم تكن عمل ليل ونهار بل لأشهر عدة وهنا أحي اللجنة
المنظمة جهودها واباركها ومن المؤكد أنها استفادت من تجربتها السابقة في الدعوة والوقوف على دقائق العمل، كذالك
مسألة الالتزام واحترام الوقت والبدء بأية فعالية كانت محل تقدير.
– رأينا تغطية إعلامية مميزة، كان ولا يزال والإعلام يلعب دوراً مهماً في حياة الجميع مع الاختلاف في درجة
الاستفادة والتأثير، مكان عقد المؤتمر كان مكتظاً بالقنوات التلفزيونية الفضائية بالإضافة إلى مواقع التواصل الإجتماعي
المختلفة وكذلك كل من كان حاضراً يحمل جهاز للهاتف أو اكثر وهؤلاء جميعاً قاموا بتسويق ونشر ما يجري وما
يناقشه الحاضرين.
بات التسويق وطرق النشر مهماً للغاية لأي شخص أو مؤسسة على اختلاف أنواعها واختصاصاتها، التسويق الإعلامي
الذي رأيناه منح المؤتمر رونقاً وهيبة، بأختصار بدون التسويق الجيد تعني أن الفعاليات تفقد إحدى اهم أركانها للنجاح.
-رأينا في المؤتمر فرصة رائعة لتجدد العلاقات وإعادة جسور الثقة والتواصل بعد انقطاع وبرودة، حرارة المصافحات
والمعانقات وتبادل التحيات بين الحاضرين ارتفعت من حماسة المؤتمر ومنحته لذةً اخرى خاصة بين قيادات الحزب
الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والأحزاب والأطراف السياسية الأخرى وتأكيد كل منهم على
ضرورة وحدة الصف الوطني وكذلك مع المسؤولين العراقيين وتأكيدهم على أن الحوار والتفاهم أساس لحل الخلافات
العالقة بين أربيل وبغداد.
تأكد لنا من خلال المتابعة أن الخلافات مهما كانت معقدة وكبيرة فإنها قابلة للمعالجة من خلال الجلوس على الطاولة
وإجراء حوار بناء، الأبتعاد عن البعض يزيد المشاكل والخلافات تعقيداً وتعميقا وهذا لا يخدم مصلحة البلد.
– رأينا خطة أمنية محكمة، حضور هذا العدد الكبير من الشخصيات المهمة إلى المؤتمر يتطلب توفير الحماية اللازمة
لهم وإتخاذ اعلى درجات الحيطة والحذر ورسم خطة أمنية جيدة مع النظر في كافة الأحتمالات، لقد رأينا تنسيقاً جيداً

بين كافة الأجهزة الأمنية وتوزيعاً في المهام والمسؤوليات بشكل يشعر الضيوف بالهدوء والطمأنينة في اماكن إقامتهم
ومكان انعقاد المؤتمر والتمتع بأوقاتهم، أشد على أياديهم وابارك لهم نجاح هذا الإنجاز العظيم بسلام وانهم أهل لكل
أنواع الشكر والعرفان، وهذا ما كنا ننتظر منهم.
– رأينا في خطابات الحاضرين وخاصة خطاب السيد مسرور بارزاني الهدوء والدعوة إلى الحوار والتفاهم والحذر من
تآخير معالجة الخلافات والإتيان بحالة القضية الفلسطينية وحرب غزة مثالاً على ان المشاكل لا تحل بالحلول الوقتية
والا سيكون قتل الأبرياء من الأطفال والنساء ثمناً للتآخير .
– رأينا حضور عدد لا بأس به منن لا ناقة لهم في المؤتمر ولا جمل بل حضروا من اجل الحضور والتقاط الصور
التذكارية وخاصة في اليوم الثاني بحيث خرج المؤتمر من إطاره الأكاديمي العلمي ليتحول الى ملتقى وتجمع جماهيري
وكان إيجابياً في جانب وسلبياً في جوانب آخرى.
– رأينا أن الدول الإقليمية كانت تراقب بكثب مجريات الأحداث في المؤتمر من خلال ممثليها المدعويين إليه وما طرح
فيه من مواضيع وتنتظر ما يخرج به المؤتمر من نتائج وتوصيات.
هذه جملة من الملاحظات التي رأيناها وشعرنا بها من خلال تواجدنا في هذا المنتدى المهم، نرى من الضروري تغيير
اسمه من المؤتمر إلى ملتقى يتم عرض تاريخ الشعب الكوردستاني من خلال معارض لصور القادة والشهداء
والبيشمركة كدليل على ان ما ينعم به الإقليم من الأمن والاستقرار نتاج جهودهم وتضحياتهم بالاضافة إلى فعاليات
ثقافية اخرى خاصة الموسيقى والفلكلور الشعبي.
نتمنى ان يصل هذا الملتقى إلى مصاف المؤتمرات العالمية مثل دافوس ومينشن وغيرهما ولدينا امل وكل ما يلزم وأن
يكون ما طرحناه محل اهتمام من قبل القائمين على هذا المؤتمر وان يأخذوا ملاحظاتنا محمل الجد لانها نابعة من قلب
محب للخير والسلام وان يرى إقليم كوردستان ومحافظة دهوك الحبيبة بأمان وازدهار.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular