من بين آلاف الوعود المتنوعة التي يطلقها مرشحو الانتخابات، اثنان فقط يهمان أكرم عبد، أحدهما توفير الخدمات والآخر الحد من هجرة مسيحيي نينوى.
“سنصوت من أجل مطلبين رئيسيين، نريد خدمات أكثر للقوش وأطرافه لكي يعود المزيد من السكان، والثاني وضع حد لهجرة المسيحيين، حيث شهد الشهر الماضي فقط هجرة 10 عوائل من ناحيتنا”، بحسب أكرم عبد (56 سنة).
يقول أكرم، وهو من مسيحيي مركز ناحية ألقوش بقضاء تلكيف في سهل نينوى، بأنه سيشارك بالتأكيد في انتخابات مجالس المحافظات، لكي لا يسلب آخرون أصواتهم.
حول مطالب أهالي ألقوش، قال أكرم لـ(كركوك ناو)، “إذا كانت الخدمات متوفرة لن يهاجر الناس”.
لا عمل لدي، أعيش على راتب الرعاية الاجتماعية، أستلم مع زوجتي 300 ألف دينار شهرياً وهو لا يكفينا
عندما فرض تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام- داعش” سيطرته على سنجار والمناطق الأخرى في نينوى عام 2014، وضع المسيحيين أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو مغادرة مناطقهم دون أي أمتعة، لذا اختار معظمهم النزوح.
منذ ذلك الحين هاجر قرابة نصف النازحين المسيحيين خارج العراق، أم الذين اختاروا البقاء فيقمون في مناطق متفرقة من اقليم كوردستان، قلة منهم عادوا الى ديارهم.
أكرم وعائلته قرروا العودة الى الديار منذ عدة سنوات، لكنهم يعيشون ظروفاً صعبة ويأمل أكرم بأن تغير وعود المرشحين للانتخابات المقبلة شيئاً من حياتهم، “لا عمل لدي، أعيش على راتب الرعاية الاجتماعية، أستلم مع زوجتي 300 ألف دينار شهرياً وهو لا يكفينا”.
الحكومة العراقية تصرف رواتب شهرية محددة للأشخاص والعوائل التي لديها ما يثبت بأنها فقيرة وبدون عمل.
مراسل (كركوك ناو) زار ناحية ألقوش وبحسب العديد من مسيحيي المنطقة تأتي المشاريع الخدمية على رأس مطالب السكان لأنها تشجعهم على البقاء وتوفر فرص عمل. تعتبر مشاريع الطرق الى جانب مشاريع قطاع الصحة وتأمين الكوادر الصحية من أهم المطالب.
“نريد تحسين أوضاع الناس، بالأخص الشباب كونهم بحاجة الى فرص عمل، ومن المؤسف أن لا يحصلوا عليها بعد سنوات من الدراسة، إن كانت الحكومة عاجزة عن توفير وظائف لهم، فلتهيئ لهم فرص عمل في القطاع الخاص”، يقول عامر ياقو (55 سنة).
يقول ياقو، الساكن في ناحية ألقوش بأن الحملات الانتخابية في القوش في أوجها، الجميع يروجون لأنفسهم بعيداً عن الانتهاكات وتمزيق البوسترات، مشيراً في حديثه لـ(كركوك ناو) بأن ذلك “ينمّ عن وعي المواطنين بشأن العملية الانتخابية واحترام التعايش بين سكان ألقوش”.
الأقليات في العراق خصصت لها 10 مقاعد فقط من مجموع 285 في مجالس المحافظات العراقية يتنافس للفوز بها حوالي 50 مرشحاً.
بموجب قانون الانتخابات خصصت أربعة مقاعد للمكون المسيحي في أربع محافظات ستنافس للفوز بها 16 مرشحاً، ويحظى المسيحيون بمقعد وحيد من مجموع 29 مقعداً في مجلس المحافظة.
كما يحظى المسيحيون بخمسة مقاعد كوتا في مجلس النواب العراقي.
سنفعل ما بوسعنا للحد من ظاهرة هجرة المسيحيين وسنعمل من أجل توفير الخدمات لسكان القوش والمناطق الأخرى
القليل من الأحزاب السياسية تملك مرشحين من المكون المسيحي في قوائمها، فيما لم تدفع الأحزاب الكوردستانية التي تنشط في سهل نينوى بأي مرشح مسيحي للمنافسة على المقاعد خارج نظام الكوتا.
قائد سمو بوزاني، مسؤول اللجنة الحزبية للاتحاد الوطني الكوردستاني في القوش قال لـ(كركوك ناو) إن قوائمهم تضم مرشحين ايزيديين أكثر مقارنة بالمسيحيين، لأن أصوات المسيحيين قليلة في المنطقة.
وفقاً لإحصائية رسمية حصل عليها (كركوك ناو) من مفوضية الانتخابات، يوجد 24 ألف ناخب في ناحية ألقوش وذلك من مجموع مليون و700 ألف ناخب في محافظة نينوى، يتنافس لحصدها 625 مرشح ومرشحة.
سميرا عابد القس، مرشح مسيحي “مستقل” من أهالي ألقوش، يقول بأن برنامج عمله يشمل السعي من أجل توفير فرص العمل كخطوة أولى، لأن “البطالة مشكلة كبيرة تواجه الشباب”، الى جانب مساعدتهم لتكوين الحياة الزوجية.
“سنفعل ما بوسعنا للحد من ظاهرة هجرة المسيحيين وسنعمل من أجل توفير الخدمات لسكان القوش والمناطق الأخرى، بالأخص في مجالات الصحة والتربية”، بحسب سميرا.
المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، نشرت العام الماضي احصائية اشارت الى تقلص اعداد المسيحيين الى 250 ألف شخص، غالبيتهم العظمى يعيشون في اقليم كوردستان، وذلك في الوقت الذي كانت فيه أعداد المسيحيين في العراق قبل عام 2003 تقدر بمليون وخمسمائة ألف.
في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، ما عدا اقليم كوردستان، تم تحديث سجلات أكثر من 16 مليون مواطن سيحق لهم التصويت وفق بطاقة الناخب البايومترية لانتخاب 285 عضو لمجالس 15 محافظة.
عمار عزيز .نينوى