نعود للموضوع: حيث في ج7 تطرقتُ الى ماورد في ص (17) من كتاب البروفيسور قاسم حسين صالح :[الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية] تحت عنوان فرعي هو: [العُقد النفسية في الشخصية العراقية]…كانت العقدة الأولى هي “عقدة الخلاف مع الأخر”. اما اليوم فسنخوض في العقدة الثانية والتي وردت في ص (18) وهي [عُقدة تضخم الانا] حيث كتب البروفيسور قاسم حسين صالح التالي: [ شخصية الانا المتضخم “توليفة” من ثلاث شخصيات هي ( النرجسية و التسلطية و الاحتوائية)… تأخذ من الشخصية النرجسية حاجتها القسرية إلى الاعجاب وتريد من الأخرين ان يعجبوا بها بالصورة التي هي تريدها وان لا يتوقفوا عن المديح و الاطراء والتظاهر بامتلاكه قدرات فريدة والسعي الى ان يكون بطلاً بعيون جماعته. وتأخذ من الشخصية التسلطية انفعالاتها الغاضبة وتصنيفها الناس بثنائيات (الأصدقاء مقابل الأعداء…من كان معي فهو صديقي و ما عداه عدوي) وتصرفها بالتعالي و العجرفة نحو من هم اقل منه منزلة. وتأخذ من الشخصية الاحتوائية السعي الى السيطرة على الاخرين عملياً واحتواء وجودهم الجوهري و أفكارهم واستخدام أساليب درامية و التوائية للاحتواء وطرح نفسه كما لو كان انسكلوبيدياً عارف كل شيء] انتهى
أقـــــــــــول: يُفْهَمْ مما ورد ان هناك صورتين/شكلين ل”تضخم الانا” الأولى “عقدة” هي [عقدة تضخم الانا] و الثانية ال”شخصية” هي : [ شخصية الانا المتضخم]… لا اعرف الفرق بينهما لكن يمكن ان أقول ان العقدة يمكن ان يكون لها حل وفق (كل عقدة و لها حَّلال) او يمكن معالجتها… اما الشخصية” شخصية الانا المتضخمة” فهي ثابته راسخة/ عميقة حيث قد يصل عمقها للعقل الباطن للشخص ويصعب التأثير عليها و بالذات عندما تشكلت من ثلاث شخصيات مختلفة كما في “تضخم الانا” حسب طرح البروفيسور قاسم. و يبدو من الطرح ايضاً ان في المجتمع العراقي اشكال و مسميات متعددة لشخصية وعقدة (تضخم الانا) نتجت عن تأثيرتلك الشخصيات الثلاث(النرجسية و التسلطية و الاحتوائية) حيث لا يمكن ان تكون درجة التأثير واحدة على كل “المصابين” بتضخم الانا… فهل هناك درجات/ مراحل مختلفة لذلك ؟ أي هل يكون تأثير الشخصية النرجسية اكثر من تأثير الشخصية التسلطية و هذه تختلف عن تأثير الشخصية الاحتوائية؟ بحيث يكون لدينا طيف واسع من “”تضخم الانا” حاله اليوم حال “”طيف التوحد”” الذي ينخر بأطفال العالم؟
ثم هل يمكن ان نحسب الشخصية النرجسية والشخصية التسلطية والشخصية الاحتوائية “متضخمة الانا” ؟؟؟؟ أتمنى على استاذنا البروفيسور قاسم التفضل بالتوضيح لنتعلم ونستفيد.
في صفحة (127) من الكتاب و تحت عنوان: [شخصية المثقف العراقي…و تضخم الانا] و رد التالي:[ لدي شك يتاخم اليقين بأن معظم المثقفين العراقيين الكبار مصابون ب”تضخم الانا” و انه متورم لدى عدد منهم و مع ان هذه العلة موجودة على مستوى النخب سياسيون و الاكاديميون، فنانون، ورؤساء عشائر…لكنها تعلن عن نفسها بوضوح اكثر لدى المثقفين الكبار (وسنفرد مقالة خاصة عن الفنانين) و اعتقد ان هذه العلة “تضخم الانا” مرض العراقيين المزمن و إنها شائعة لدى العامة منهم، و إلا لما ضربوا على انفسهم المثل القائل: (إذا انت امير و انا امير فمن يسوق الحمير) انتهى
أقــــــــــــــول : لاحظ عزيزي القارئ قول البروفيسور قاسم من ان معظم المثقفين العراقيين و معظم العلمانيين العراقيين و معظم السياسيين و الاكاديميين و الفنانين ورؤساء العشائر العراقيين مصابين بتضخم الانا…و تضخم الانا هو مرض العراقيين المزمن و هي شائعة عند عامة العراقيين… حيث لم يترك البروفيسور قاسم شريحة عراقية لم يؤشر عليها انها مصابة بكارثة تضخم الانا… هنا أسئلة تتزاحم لتُطْرَحْ و منها: هل ما يزال الموضوع ضمن الشك ام انه تحول الى يقين و هل ان هذا الشك و ذلك اليقين جاء نتيجة دراسة “نفساجتماعية” لمكونات تلك الشرائح؟
هل توّصل البروفيسور قاسم الى وضع نسب مئوية لكل شريحة؟
و الحاقاً بالمقطع السابق المنقول من ص127 انقل اليك عزيزي القارئ الكريم لغرض المقارنة ما ورد في مقالة البروفيسور قاسم حسين صالح: [أمراض قوى التيار العلماني وسبل معالجتها (ورقة لمشروع مؤتمر)] بتاريخ09.05.2017
https://www.ssrcaw.org/ar/
تحت عنوان فرعي هو: [أولا: امراض العلمانيين]..1 ـ تضخم الانا…
ورد التالي:[لدي شك يتاخم اليقين بأن معظم كبار العلمانيين العراقيين مصابون بـ ” تضخّم الأنا ” وانه متورّم ” لدى عدد منهم. ومع إن هذه العلة موجودة على مستوى النخب: سياسيون، أكاديميون ،فنانون، ورؤساء عشائر.. لكنها تعلن عن نفسها بوضوح أكثر لدى المثقفين الكبار. واعتقد إن هذه العلة ” تضخّم ألانا ” مرض العراقيين المزمن، وإنها شائعة لدى العامّة منهم ، وإلا لما ضربوا على أنفسهم المثل القائل : (( إذا أنت أمير وأنا أمير فمن يسوق الحمير ))]انتهى.
تعليق: معظم المثقفين و معظم العلمانيين و معظم السياسيين و معظم الفنانين و معظم الاكاديميين و معظم رؤساء العشائر…اكلتهم حالة تضخم الانا و تمكنت منهم و إنَ هذه الافة هي مرض العراقيين المزمن …وهنا اسأل البروفيسور قاسم حسين صالح: انت من المثقفين الكبار ومن العلمانيين الكبار و من السياسيين الكبار و لو لم تنتمي و من الاكاديميين الكبار و يمكن اعتبارك من الفنانين الكبار او أستاذ الفنانين…فهل انت مصاب بتضخم الانا و تورمها وانت القائل في مقالتك:[المثقفون الكبار…وتضخّم الأنا] بتاريخ 22.08.2007
https://www.ahewar.org/debat/
التالي:[ ولدى شخصية ” الأنا المتضخّم ” حاجة قسرية إلى المبالغة والاستعراضية . فهو يطرح نفسه كما لو كان انسكلوبيديا عارفا” بكل شيء . فإذا كان اختصاصه النقد الأدبي مثلا” ، تحدث في السيكولوجيا كما لو أنه فرويد . وهو لديه عطش دائم إلى التفخيم ، وانتقاء رموز وأوصاف دالة عليه ، منها مثلا” ، إذا كان أكاديميا يحمل مرتبة ” الأستاذية ” فهو لا يقبل منك أن تخاطبه بمفردة ” أستاذ ” إنما ” بروفيسور ” ، وكأن لقب ” أستاذ ” يقلل من شأنه ، فيما ” بروفيسور ” تعني عنده التميّز والاعتبار وعلّو الشأن ، فضلا” عن أن في بروفيسور إشباع حاجة نفسية لديه ” للتماهي ” بالأجنبي]انتهى .
هنا أقول و بفخر و اعتزاز من اني متابع بدقة ومن فترة الطويلة لكل ما تفضلت به وبالذات مقالاتك عزيزي بروفيسور قاسم و انت تعلم ذلك جيداُ حيث تَشَّكَلَ لي رأي هو ان جنابك الكريم اكثر كاتب عراقي و عربي و ربما عالمي وضع ويضع امام اسمه لقب / درجة علمية/ كلمة بروفيسور…فهل هذا ناتج عن تضخم الانا عند جنابك الكريم و هل هو من باب التباهي بالأجنبي وهو اشباع حاجة نفسية لديك لا يعرفها القراء؟؟؟
و اضيف لما سبق التالي و هو: ان البروفيسور قاسم كان قد نشر اكثر من مقالة بخصوص “تضخم الانا” طرح فيها نفس الأمور/ الأفكار/ الطروحات و عناوين و محتوى تلك المقالات متقاربة رغم تباعد تاريخ نشرها… اليكم منها التالي:
بالإضافة الى ما عرضناه أعلاه هناك التالي:
1 ـ في مقالته [المثقفون والنرجسية] بتاريخ 12.08.2010 كتب التالي: [بحكم صداقتي مع عدد مميز من المثقفين العراقيين وجدت أن بينهم من هو مصاب بـ (تضخم الأنا)] انتهى
تعليق: هنا البروفيسور قاسم (وَجَدَ)…(وجد) هنا قد تعني (الندرة) وقد تعني بالصدفة وقد تعني من خلال تحليل شخصي …ان عبارة البروفيسور قاسم حسين صالح:[ بحكم صداقتي مع عدد مميز من المثقفين العراقيين وجدت أن بينهم من هو مصاب بـ (تضخم الأنا)] يفهم انه وجد بينهم و ليس معظمهم و يمكن القول ان (وجد) هذه تنعي الندرة أي انها موجودة لكها نادرة او هي نادرة لكنها موجودة و في الحالتين لا يمكن اعتمادها علمياً او الاهتمام بها فقد يكون الالاف غير البروفيسور قاسم لم يلحظوا ذلك و لم يتبنوه. أي لا يمكن الاعتداد بطرح البروفيسور قاسم وحتى الاهتمام به لأنه لم يأتي وفق بحث علمي او دراسة رزينة علمياً.
2 ـ مقالة بعنوان: [المثقف العراقي…وتضخّم الأنا] بتاريخ21.06.2011 الرابط
https://www.ssrcaw.org/ar/ show.art.asp?aid=264112
كتب فيها التالي:[ علينا بدءا أن نميز بين ثلاثة مفاهيم تبدو لكثيرين متشابهة غير أنها مختلفة في التشخيص النفسي، هي: قوة الأنا ،ونرجسية الأنا ،وتضخّم الأنا. و(الأنا)،وبعضهم يساويه بـ(الذات)،هو المكوّن الرئيس في الشخصية الذي يتعامل مع متطلبات الواقع] انتهى.
تعليق: هناك كانت فقط تضخم الانا و قوة الانا و في هذه أضاف لها البروفيسور قاسم حسين صالح ما اطلق عليه : نرجسية الانا و لا اعرف ماذا سيضيف بعدها؟!! و هو الذي سبق ان شار الى ان شخصية الانا المتضخم “توليفة” من ثلاث شخصيات هي ( النرجسية و التسلطية و الاحتوائية)] و بعد اشارته الى””نرجسية الانا”” يبرز سؤال هو: هل يمكن ان نقول ان هناك ايضاً “”تسلطية الانا”” و “””احتوائية الانا””؟؟؟…
خلاصة المقاطع أعلاه هي: لدى البروفيسور قاسم حسين صالح (شك يتاخم اليقين) بأن:
1 ـ معظم المثقفين العراقيين الكبار مصابون ب”تضخم الانا” و انه متورم لدى عدد منهم و مع ان هذه العلة موجودة على مستوى النخب سياسيون و اكاديميون، فنانون، ورؤساء عشائر…لكنها تعلن عن نفسها بوضوح اكثر لدى المثقفين الكبار (وسنفرد مقالة خاصة عن الفنانين) و اعتقد ان هذه العلة “تضخم الانا” مرض العراقيين المزمن و إنها شائعة لدى العامة منهم، و إلا لما ضربوا على انفسهم المثل القائل: (إذا انت امير و انا امير فمن يسوق الحمير) انتهى
2 ـ [معظم كبار العلمانيين العراقيين مصابون بـ ” تضخّم الأنا “] انتهى.
و الخلاصة أعلاه تدفع لطرح الأسئلة التالية:
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم