طوال 44 عاما من الحکم القمعي الاستبدادي لنظام الملالي في طهران، حيث شاهد العالم أنواع وأشکال
غريبة من المهاترات والرٶى السياسية لهذا النظام وشهد ممارسات فريدة من نوعها في التعامل مع
الشعب الايراني عموما ومع المرأة خصوصا، من الصعب جدا القول بأن العالم بإمکانه تقبل هکذا نظام
مشوه منقطع عن هذا العصر ليتعايش معه ولاسيما بعد أن صار واضحا وضوح الشمس في عز النهار
بأنه بٶرة تصدير التطرف الديني والارهاب الى المنطقة والعالم.
إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي قام بها الشعب الايراني ضد هذا النظام والتي لعبت فيها وحدات
المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق بإعتراف قادة النظام ومسٶوليه دورا فعالا، جاءت لتٶکد بأن
الشعب الايراني وقبل العالم کله رفض ويرفض هذا النظام الدکتاتوري رفضا قاطعا وإنه عندما أعلن
موقفه منه في الانتفاضتين السابقتين ضد النظام، حيث طالب بإسقاطه فإنه قد کرر الموقف نفسه في
الانتفاضة الاخيرة بما يثبت إن الشعب الايراني شعب واع ويٶمن بالتعايش السلمي بين الشعوب وتفاعلها
معا وببناء صرح الحضارة الانسانية جنبا الى جنب مع شعوب العالم الاخرى.
بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وماأعقبتها وتعقبها من إحتجاجات غاضبة متواصلة ولاسيما الليلية
منها، تأکدت حقيقة مهمة للمتابعين للشأن الايراني، وتتعلق بحجم ومستوى الدور الذي إضطلعت
وتضطلع به منظمة مجاهدي خلق على صعيد الاوضاع في إيران، خصوصا حيث الدور والنشاطات
التي تقوم بها وحدات المقاومة التابعة لها من أجل إبقاء روح الرفض والتصدي والمقاومة ضد النظام
متقدا، وإن الاوضاع الحالية والتي يصفها النظام نفسه بأنها نار تحت الرماد، فإن رعب النظام الاکبر من
الدور الذي تقوم به التنظيمات والتشکيلات الداخلية لمجاهدي خلق والمقاومة الايرانية من أجل تهيأة
أفضل الاجواء وأکثرها ملائمة في سبيل إسقاط النظام الايراني.
وکما إن إنتفاضة الانتفاضتين السابقتين، کانتا بمثابة إعلان عن سقوط جدار الخوف والرعب الذي بناه
النظام طوال 4 عقود من عمره، فإن إنتفاضة سبتمبر 2022، قد أکدت هذه الحقيقة مرة أخرى وبينت
بإستحالة أن يستمر هذا النظام الديکتاتوري عن طريق سياسة الحديد والنار وأن يبقى الشعب خاضعا له
الى حيث مايشاء، وإن حالة الرعب وعدم الاستقرار التي يعيشها ويواجهها هذا النظام حاليا، تٶکد بأن
الانتفاضة الاخيرة قد حققت هدفها من حيث إن النظام بکل أرکانه ليس إلا مجرد نظام هش ويعيش حالة
من الرعب أمام إرادة الشعب إذا ماقرر حسم الامور وطي صفحة الظلام الدامس للطغمة الدينية الحاکمة
في إيران والى الابد، وإن ذلك اليوم ليس ببعيد أبدا.