حين وصلت الى استنبول / تركيا ( مطار صبيحة كوجن ) . أثار استغرابي ودهشتي . وكثير من التساؤلات التي عصفت في الذهن . في لوحة اعلانات المغادرة من المطار , بأن هناك اكثر من طائرة ستتوجه الى بغداد في رحلة الاقلاع من المطار . أنتهزت فرصة في التساؤل والاستفسار , حين تم اعلان عن التوجه الى رقم القاعة المحددة للمغادرة الى بغداد , ولكن الصدمة سبقتني , حين وجدت الزخم البشري من المسافرين العراقيين , يتوافدون على قاعة المغادرة بكثرة . فسألت اكثر من مسافر عراقي , عن سبب هذه الظاهرة وهذا التزاحم , هل هناك مناسبة معينة ؟ . فقالوا لي : ان سبب تزاحم العراقيين على السفر الى تركيا , بأنها سهلت كثيراً في منح ( الفيزا ) وبسهولة جداً , بحيث صار كل من يحمل الجواز العراقي , في امكانه وبسهولة الحصول على ( الفيزا ). لهذا اصبحت تركيا المتنفس للراحة من الجحيم العراقي ان يحصل على ( فيزا ) . وبسبب تدهور العملة التركيا ( الليرة )حيث انخفضت قيميتها مقابل العملات اخرى اكثر من 30% . بحيث اصبح الدينار العراقي اقوى واعلى قيمة من ( الليرة ) التركيا . كما سهلت تركيا في منح الاقامة الشرعية , لمن يشتري شقة سكنية . وكثير من العراقيين يقدر حجمهم بالآف اشتروا شقق سكنية . بعدما كانت تركيا قبل الازمة المالية والاقتصادية الخانقة ’ التي تعصف بها نحو الاسوأ . كانت من الصعوبة الحصول على ( الفيزا ) وكانت اجراءات التشدد , تعرقل الكثير في الحصول على ( الفيزا ) , مما يضطر الكثير من العراقيين , أن يختاروا طرق التهريب غير الشرعية , للوصول الى تركيا , وبعد ذلك يتم التهريب عبر قوارب الموت عبر بحر ( أيجة ) الى الجزر اليونانية القريبة جداً من الساحل التركي . وكانت تجارة التهريب تشهد عهدها الذهبي , او بالاحرى بيع البشر , بدفعهم بقوارب الموت الى الجزر اليونانية القريبة , بتسهيل وتواطئ مع المسؤولين الاتراك مقابل شرائهم بالرشوة , ليسمحوا بتهريب البشر الى اليونان بسهولة مطلقة . دون مراعاة حياة البشر , وانما الحصول على الربح المالي . وتشير الاحصائيات الحديثة خلال عشر السنوات الاخيرة , يقدر حصول المهربين على مبالغ طائلة , تقدر بميلغ 10 مليار دولار . وهو مورد مالي ضخم الى تركيا المنهوكة اقتصادياً ومالياً . وحين كثرت حوادث الغرق في بحر ( أيجة ) وصلت الى ارقام مخيفة , وجدوا طريق بري عبر بلغاريا ثم الى شمال اليونان , ومضاعفة مبلغ التهريب من 1000 الى 2000 دولار للفرد الواحد . فحين الدول الاوربية اقفلت الحدود في وجه اللاجئين والمهاجرين .
اعود الى ساعة الاقلاع من مطار ( صبيحة كوجن ) من استنبول الى بغداد . كان في انتظارنا على مدرج المطار , طائرة عملاقة . يعني تحمل اكثر من 250 مسافر . من نوع القديم , فكانت رحلة استغرقت 3 ساعات تقريباً , للوصول الى بغداد . رحلة مزعجة وقلقة , لانها طائرة قديمة , اشبه ( بالعربانة ) تمشي في شوارع بغداد , المليئة بالحفر و (الطسات ) , فكانت المطبات الهوائية تأخذنا يميناً وشمالاً , تثير القلق والخوف . لا ادري كيف سمحت الحكومة العراقية لتركيا , في استخدام هذه الطائرات القديمة الصنع , ربما تجاوزت ساعات الطيران وحان وقت تقاعدها .
وايضاً نفس الغرابة , حين ودعت بغداد للمغادرة . كان في اللوحة الصغيرة في مطار غداد , أعلانات المغادرة , او الاقلاع من المطار . كان موجود في لوحة المغادرة الصغيرة . ست رحلات مغادرة فقط , اربعة منها الى تركيا . وكان الفرق بين رحلتي في طائرة المغادرة , والطائرة التي سبقتنا في رحلة المغادرة الى تركيا . الفرق الزمني بينهما 20 دقيقة فقط .
واليكم مشاهدة الفيديو الطائرات القديمة في الهبوط والاقلاع , لكي تتوضح الصورة التي تثير المخاوف.
فيديو المشاهدة :