الأحد, ديسمبر 29, 2024
Homeمقالاتهواجس في ظلمة الليل : حسن شنكالي 

هواجس في ظلمة الليل : حسن شنكالي 

أفزعها أزيرالرصاص الذي كان يخترق الآفاق كوابل من المطر مرعوبة من هول المفاجأة لتصحى من نوم عميق كانت تغط فيها بعد أن نقلتها من عالم اليقظة الى عالم الأحلام واضعة عشرها على رأسها غارقة في حلمها الذي لم يكتمل بعد أن فشلت في إستذكار ما حلمت به لتعبث بخصلات شعرها المتدلي على وجنتيها مغمضة العينين ترتجف من الفزع فلا أنيس يؤنسها سوى مواء قطة صغيرة دأبت على إطعامها ومداعبتها لتجد نفسها وحيدة في منزلها الذي غادره أهلها تحت جنح الظلام خوفاَ من عصابات داعش التي داهمت القرية لتقع فريسة سهلة بيد أعداء الإنسانية وتجد نفسها سبية تباع في سوق النخاسة وهي لا تتعدى العاشرة من عمرها لتتلقى شتى أنواع التعذيب على يد سجانيها ناهيك ما تقوم به كخادمة لخدمتهم ليلاَ ونهاراَ , وكل حلمها الذي كان يراودها أن تكمل دراستها لتتخرج طبيبة تخدم بني جلدتها التي إبتعدت عنها عنوة لضعف حالتة ذويها المادية , حاولت جاهدة تتحين الفرص للخلاص من قبضة المجرمين لتغير مسار حياتها ويحدوها الأمل في النجاة من قبضة المجرمين بمساعدة أحدهم حتى تمنكت من الإفلات سراَ وفي ساعة متأخرة من ليلة ليلاء لتنجو بنفسها بعد أن قطعت عشرات الكيلومترات مشياَ على الأقدام حتى تصل منطقة الأمان بعيدة عن عيون المتوحشين وفي مخيلتها تبحث عن أغلى ما عندها من المفقودين من أفراد أسرتها ناسية لغتها الأم بعد سنوات عجاف عاشتها في كنف عديمي الضمائروعشاق الجرائم وتخزن في ذاكرتها قصة عذاب يندى لها جبين الإنسانية من سوء المعاملة الوحشية التي تلقتها على يد أولئك الأوباش لتعيش وحيدة بقية عمرها بعد أن علمت بفقدان أفراد أسرتها بإنفجار لغم تحت عجلات سيارتهم التي أقلتهم هرباَ من بطش الحاقدين
هذه قصة معاناة من خيال الكاتب الذي عاش الحدث بمخيلته لاحدى الفتيات كنموذج من بين آلاف الضحايا اللاتي وقعن أسارى وأصبحن سبايا بين ليلة وضحاها بيد خوارج العصر مجرد أنهن لا يتفقن معهم في العقيدة والرأي وهو أمر خارج عن إرادتهن لأنهن ولدن وترعرعن في عوائل تحمل تلك العقيدة المنحرفة حسب وجهة نظرهم بل ويكفرونهن لحد أنزال القصاص بحقهن , يا ترى في أي زمن نعيش وبأي عقلية نفكر بعد آلاف السنين من تعاقب الأديان السماوية التي تدعو جميعها الى التسامح والإخوة والمساواة , أين نحن من حقوق الإنسان في زمن التكنولوجيا وعصر العولمة خلافاَ لمبدأ التعايش السلمي بين مكونات المجتمع كافة بجميع مللهم ونحلهم وطوائفهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم والذي نص عليه الدستور العراقي , ألسنا أحراراَ في عقيدتنا وتفكيرنا أم لا زلنا عبيداَ نباع ونشترى في سوق النخاسة كما يحلو لهم , ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( لكم دينكم ولي دين
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular