إلقاء نظرة متفحصة على 44 عاما من تأريخ نظام الايراني والامور والتطورات التي حدثت وتحدث،
تشرح بمنتهى الوضوح النهج والاسلوب الذي إعتمدته في التعامل والتعاطي مع العالمين العربي
والاسلامي، وان هذا النهج والاسلوب الذي يعتبر العامل والسبب الاهم في المشاکل والازمات التي
تعاني منها المنطقة، مستمر بإستمرار هذا النظام.
بلدان المنطقة عموما، ولبنان والعراق وسوريا واليمن خصوصا، نماذج حية يمکن من خلالها الحصول
على الادلة والمستمسکات العملية الاکثر من کافية لنهج واسلوب قادة النظام الايراني في إثارة الفتنة
والانقسام الطائفي والحروب في هذه البلدان، وهي تهدد بالضرورة القهرية أمن وإستقرار بلدان المنطقة
الاخرى، والذي کما نرى ساهم ويساهم في خلق حالة من الانقسامات والمواجهة الداخلية التي نرى هذه
الدول في الاساس في غنى عنها فلديها من المشاکل مايکفيها، لکن خلق حالة الفوضى واللاأمن خدمت و
تخدم مصالح انظام الايراني من أجل بسط سيطرته ونفوذه على المنطقة.
النظام الايراني الذي يزعم کذبا وزيفا بعدائه ورفضه لإسرائيل ويدعي دعمه ودفاعه عن القضية
الفلسطينية وسعيه من أجل وحدة صفه، لم يخلق لإسرائيل من المشاکل والازمات کما فعلت مع دول
المنطقة وان قادة النظام الايراني الذين يزعمون بأنهم يستهدفون"الصهاينة"، فإنهم يستهدفون شعوب
المنطقة کلها ماعدا إسرائيل وتعتبر الطائفة السنية على رأس قائمة أعداء هذا النظام، وان ماحصل و
يحصل للسنة في العراق وسوريا بشکل خاص، دليل عملي على هذه الحقيقة الدامغة وان الحروب
والمواجهات التي يشارك فيها هذا النظام بطريقة وأخرى، ليست ضد الصهاينة او أعداء المسلمين
والعرب بل هي ضد العرب والمسلمين تحديدا، کما إن الفلسطينيين لم ينالوا من هذا النظام سوى الشر و
البلاء والانقسام و تعزيز التطرف الديني بين صفوفه.
اليوم وفي ضوء الحرب الدائرة في غزة والتي يدعو العالم کله الى إيقافه واللجوء لمنطق العقل والسلام
على أساس حل الدولتين، لکن هذا النظام ومن دون کل دول العالم بما فيها الدول العربية والاسلامية
يجاهر برفض حل الدولتين ويطرح مشروعا مضادا لايحظى بقبول أحد لأنه يسعى من أجل تأجيج نار
الحرب أکثر لتتسع وتشمل مناطق أخرى وتجل بلدان المنطقة کلها على شفا حرب ضروس لايعلم سوى
الله عاقبتها.
الحقيقة التي يجب أن نضعها أمامنا دائما ونعيها بإستمرار، هي ان هذا النظام لن يکف يوما عن نهجه
العدواني والمشبوه هذا وساذج من يصدق يوما بأنه سيترك هذا النهج ويعدل عنه، لأنه وعندها يجب أن
ينصرف لأموره ومشاکله وازماته الخاصة التي يعاني منها الشعب الايراني، وعندها فإنه سيواجه نفس
مصير سلفه نظام الشاه، ولذلك فإنه يفضل الهروب للأمام من خلال هذا النهج والاسلوب المشبوه الذي
يصدره لدول المنطقة، ومن هنا، فإنه وکما أکدت دائما الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي،
لايوجد من حل لهذه المشاکل والازمات إلا بقطع أذرع طهران وإسقاط هذا النظام، وهو خيار عملي
وواقعي يتم تفعيله وتنشيطه من خلال دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية
والاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي له من أجل سحب البساط تدريجيا من تحت أقدام جمهورية
الشر والعدوان في إيران.