الإثنين, يناير 13, 2025
Homeاخبار عامةداعش 2023: عام نزيف القادة والتمدد في أفريقيا

داعش 2023: عام نزيف القادة والتمدد في أفريقيا

صورة أرشيفية من المناطق التي سيطر عليها داعش في سوريا
صورة أرشيفية من المناطق التي سيطر عليها داعش في سوريا

يودع تنظيم داعش عام 2023 بحصيلة ثقيلة من الخسائر، مست أساساً صفه القيادي الأول والثاني، مع جمود ملحوظ على صعيد التوسع الميداني في معظم ما يعتبره ولاياته القريبة والنائية، وتراجع كبير في نشاطاته داخل سوريا والعراق.

وبقيت خريطة السيطرة على حالها منذ بداية العام، لكن مع زخم عملياتي مكثف في غرب إفريقيا والساحل، دون أن ينجح في إحراز تقدم مهم خارج معاقله، سواء في شمال شرق نيجيريا، ومنطقة المثلث في الساحل، أو إقليم كابو ديلغادو في شمال الموزمبيق، وكذا مساحات انتشاره في شرق الكونغو وغيرها من المناطق.

نزيف القيادات

خسر التنظيم منذ بداية العام عددا من قادته الكبار ممن لهم دور بارز في إدارة شؤونه عقب معركة الباغوز، كما خسر عددا من قادته الميدانيين، ليصل إلى ذروة الخسارة بمقتل زعيمه “أبي الحسين الحسيني” واعتقال ناطقه الرسمي في حادثة تكتم عليها التنظيم طويلاً.

وفي ما يأتي، تعداد لأبرز قادة داعش الذين تم تحييدهم خلال 2023، على التوالي:

22 يناير: أعلنت القيادة المركزي الأميركية اعتقال كل من عبد الله حميد مصلح المداد الملقب بـ”أبي حمزة السوري”، الذي يعمل وسيطاً للتنظيم، وحسام حميد المداد، وهو مسؤول لوجستي في التنظيم. وتم الاعتقال خلال عملية إنزال جوي وإسناد بري في سوريا.

17  فبراير: نفذت القوات الأميركية عملية إنزال جوي أخرى شمال شرق سوريا، استهدفت القيادي في التنظيم حمزة الحمصي. وأصيب في العملية التي نُفذت بتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أربعة جنود أميركيين نتيجة تفجير الحمصي حزامه الناسف.

18 فبراير: ألقي القبض على مسؤول كبير في داعش يعرف باسم “بتار”، وهو شخصية مهمة في التنظيم، وتتهمه الولايات المتحدة بالتخطيط لهجمات على مراكز الاحتجاز التي تشرف عليها “قسد” شمال شرق سوريا.

3 أبريل: أعلنت القوات الأميركية مقتل القيادي في التنظيم خالد إياد أحمد الجبوري، شمال غرب سوريا، وقالت في بيان لها، إن الجبوري طور الهيكل القيادي لتنظيم داعش، وموته “سيعطل مؤقتاً قدرة التنظيم على التخطيط لعمليات خارجية”.

12 أبريل: تم اعتقال حذيفة اليمني واثنين من مساعديه في عملية خاصة شرق سوريا. وذكر بيان للقيادة المركزية الأميركية أن اعتقاله “سيعطل قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها”.

17 أبريل: قتلت القوات الأميركية المدعو عبد الهادي محمود الحاج علي، أحد كبار قادة داعش والمسؤول عن التخطيط لهجمات على أوروبا والشرق الأوسط، مع اثنين آخرين من المقربين منه خلال غارة شمال سوريا.

7 يوليو: أعلنت القيادة العسكرية المركزية مقتل القيادي في أسامة المهاجر، في شرق سوريا.

أما الخسارة الأكبر لداعش على مستوى الكوادر، فتمثلت في مقتل أبو سارة العراقي، المعروف بـ”عبد الرؤوف المهاجر، أمير الإدارة العامة للولايات”، في ضربة جوية للتحالف الدولي  في 24 فبراير.

لعب “المهاجر” أدواراً أساسية في التواصل وإدارة شؤون فروع داعش في مختلف أنحاء العالم، وكانت وظيفته حيوية أكثر من وظيفة “الخليفة” نفسه الذي ظل منزويا في مخبأه الآمن خوفاً من الاستهداف. وشكل مقتله ضربة قاصمة لم يتعاف التنظيم منها حتى الآن، ولعل غيابه من بين الأسباب التي أربكت حسابات داعش، فتأخر إعلانه عن الزعيم الجديد فترة طويلة على غير عادته.

وفي الثالث من أغسطس الماضي، كان داعش على موعد مع أكبر خساراته عام 2023، عندما تمكنت المخابرات التركية بدعم من فصائل سورية معارضة، من قتل زعيم التنظيم أبي الحسين الحسيني القرشي في بلدة جندريس شمال غرب سوريا.

وبعد بضعة أيام فقط، ستتعمق خسارته باعتقال “هيئة تحرير الشام”، للناطق باسمه “أبو عمر المهاجر”، مع مجموعة من مساعديه، وتم تنصيب كل من “أبي حذيفة الأنصاري” و”أبي حفص الهاشمي”، بديلا عنهما.

خرائط سيطرة مجمدة

تحصين المعاقل هو النمط الغالب على عمليات تنظيم داعش في 2023، فلم يسجل أي تمدد كبير خارج المناطق التي كان يتحرك فيها سابقا. لكنه رفع من وتيرة نشاطه في بعض المناطق، خصوصا في غرب أفريقيا والساحل، لا سيما خلال النصف الثاني من العام.

في الساحل، دخل التنظيم معارك طاحنة ضد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية للقاعدة، ونجح في بسط سيطرته على مناطق ميناكا والمثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينافاسو. ثم كمن لفترة من الوقت في ما يشبه هدنة بعد تدهور الأوضاع في شمال مالي، واستئناف الحركات الأزوادية القتال ضد حكومة باماكو.

بدت خطواته في الساحل محسوبة بعناية، ورهانه معلق على حرب استنزاف بين القوات الأزوادية والجيش المالي وتنظيم القاعدة، يدخل على أثرها قوياً ساحة الحرب وقد أنهكت المعارك أطرافها، على غرار المخطط الذي سار عليه في سوريا والعراق عشية تمدده في 2013.

في غرب أفريقيا، ضاعف داعش عملياته في شمال شرق نيجيريا خلال الشهور الأخيرة، ولا يكاد يمر يوم دون أن يتبنى عملا في ثلاث ولايات في الشمال، أهمها ولاية “برنو” الملتهبة والمتاخمة لشمال الكاميرون، وينطلق منها عناصره للإغارة على مواقع في العمق الكاميروني.

ووصل عدد عمليات التنظيم في غرب أفريقيا لأكثر من 80 عملية في الشهرين الأخيرين فقط.

في المقابل، تراجعت عمليات التنظيم في سوريا والعراق بشكل كبير خلال 2023، وقد سعى لتعويض هذا التراجع بعمليات نوعية لا سيما في سوريا، عبر استهداف أرتال لقوات النظام السوري المارة في مناطق البادية، مثل الهجوم الذي استهدف الجيش وقوات الدفاع الوطني في 8 نوفمبر، في مثلث حمص-الرقة-دير الزور، بمنطقة الرصافة.

أسفرت العملية عن مقتل 34 جندياً من جيش النظام، وقبله هجوم آخر على قوات النظام وميلشيات موالية له في منطقة معدان عتيق بريف الرقة الشرقي، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

في العراق أيضاً تراجعت عمليات التنظيم بشكل غير مسبوق، وأصبح أمرا عادياً أن يصدر  الحصاد الأسبوعي لعلمياته دون أن يتضمن عملية واحدة في العراق. وهو مؤشر دال على المراحل المتقدمة التي وصل إليها العراق في حربه على داعش.

التحدي الكبير الذي سيستقبل به تنظيم داعش عام 2024، مرتبط في جزء منه بمدى قدرته على معالجة الانكشاف الأمني المزمن الذي عانى منه في الفترة الأخيرة، وأدى إلى تحييد قياداته البارزة في زمن قياسي.

فكم من الوقت سيصمد ويحافظ على رصيده من “القرشيين” العراقيين المؤهلين لمنصب “الخليفة” قبل أن يطالهم الاغتيال؟

عبد الغني مزوز

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular