استهدفت طائرة مسيّرة يرجح أنها أميركية، ظهر اليوم الخميس، مقراً لفصائل “الحشد الشعبي” يتبع لـ”حركة النجباء” بزعامة أكرم الكعبي، التي تتولى التصعيد العسكري ضد الوجود الأميركي منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم قياديون بارزون في الحركة.
وأفادت مصادر طبية عراقية لـ”العربي الجديد”، بأن القصف أسفر عن سقوط 3 قتلى من “حركة النجباء” وإصابة 6 آخرين.
وقال مصدر أمني عراقي، لـ”العربي الجديد“، إنّ طيراناً مسيّراً مجهولاً نفذ ضربتين على مقر الدعم اللوجستي لـ”الحشد الشعبي” شرقي بغداد، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر حركة النجباء بينهم قياديون بارزون وفي مقدّمتهم المسؤول العسكري للحركة علي السعيدي المكنى أبو تقوى. وحسب المعلومات الأولية فإن عدد القتلى غير نهائي، بسبب إجراءات مشددة من عناصر “الحشد الشعبي” ومن الأجهزة الأمنية الأخرى.
وأعلن “الحشد الشعبي” بشكل رسمي، في بيان له، مقتل القيادي أبو تقوى السعيدي بقصف أميركي في بغداد.
وبعد دقائق قليلة من الانفجار، أغلق الجيش العراقي محيط مقر “الحشد الشعبي”، فيما وصلت سيارات الإسعاف إلى المكان. وقال مسؤول بقيادة العمليات العراقية المشتركة لـ”العربي الجديد”، إنّه “لم يتم تحديد هوية الطائرة التي هاجمت مقر الحشد في بغداد حتى هذه اللحظة، واحتمال كونها صهيونية وارد والتحقيقات متواصلة”.
وحملت الحكومة العراقية، في بيان لها، التحالف الدولي مسؤولية هجوم طائرة مسيّرة على مقر “الحشد الشعبي” وسط العاصمة بغداد.
وقالت الحكومة في بيانها: “في اعتداء سافر وتعدٍّ صارخ على سيادة العراق وأمنه، أقدمت طائرة مسيرة على عمل لا يختلف عن الأعمال الإرهابية، باستهداف أحد المقارّ الأمنية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، مما أدى إلى وقوع ضحايا في هذا الحادث المرفوض جملة وتفصيلاً”.
وأضاف البيان أن “القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم غير المبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة، الأمر الذي يقوض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي”.
واعتبرت الحكومة أن الاستهداف يمثل “تصعيداً خطيراً واعتداءً على العراق، وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي وجد من أجله التحالف الدولي في العراق”.
من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية وعد القدو، في تصريح صحافي، إنّ “قصف مقر الحشد الشعبي وسط بغداد خرق أميركي لسيادة البلاد”، مبيناً أن “الاستهداف يدل على أننا نتعامل مع دولة غاشمة لا تقل عنجهية عن الكيان الصهيوني”، وفقاً لقوله.
وأضاف القدو أن “القصف يحمل رسائل خطيرة، تتمثل بأن هناك استهدافاً مبيتاً للحشد الشعبي من قبل واشنطن بذرائع واهية، وأن هناك محاولة لزعزعة أمن العراق خدمة للكيان الصهيوني بسبب مواقف بغداد الوطنية من القضية الفلسطينية”، لافتاً إلى أن “إخراج الاحتلال من البلاد هو الخيار الوطني الذي يجب المضي به من الآن”.
وأشار إلى أن “ما حدث يستدعي موقفاً عاجلاً من قبل الحكومة والقوى الوطنية في وضع حد لجرائم الاحتلال الأميركي الذي يريد الشر بكل أطياف الشعب العراقي”، مضيفاً أن “دماء الشهداء لن تذهب سدى والمقاومة هي طريق الشهادة والتضحية”.
وتشهد الساحة العراقية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تصعيداً ضد الوجود الأميركي في البلاد، نفذه عدد من الفصائل المسلحة، التي وسعّت أخيراً هجماتها لتشمل مواقع أميركية داخل الأراضي السورية المجاورة للعراق.
وتسعى الحكومة وأطراف في التحالف الحاكم “الإطار التنسيقي” إلى وقف الهجمات ومنع التصعيد، خاصة بعد عدة ضربات جوية نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة، وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، خلال الأيام الماضية، أنّ الجيش الأميركي قصف ثلاثة مواقع في العراق تستخدمها المليشيات المسلحة، وذلك ردّاً على هجوم وقع قبل ساعات من ذلك، وأدّى إلى إصابة ثلاثة عسكريين أميركيين بجروح بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.