(بغداد اليوم) البصرة – افتتاح المنطقة الحرة بين العراق وإيران، شهد ردود أفعال متباينة بين التجار البصريين وشداً وجذباً ادارة المنافذ الحدودية ، على الرغم من حجم التبادل التجاري والمالي الكبيرين، اذ دعا تجار محافظة البصرة الى بيان رأيهم بهذا الصدد، واصفين ما يحدث بالخنجر القاتل الذي وضع في خاصرة الاسواق التجارية والتجار في البصرة.
وبينوا خلال حديثهم لـ ( بغداد اليوم ) ان حجم التبادل التجاري بهذه الطريقة من دون تدخل حكومي واخذ تعريفية كمركية، يمثل محاولة لقتل تجار المدينة وافراغ سوقها من العملة الصعبة وتحويلها للسوق الايراني.
ويقول التاجر محمد سلوم لـ(بغداد اليوم)، إن “سوق الخضارة وسط البصرة والذي يوازي سوق الشورجة في بغداد بحركته التجارية تحول الى ما يشبه الاطلال في الاشهر الماضية بعد ان فتحت المنطقة الحرة مع ايران ورفعت التأشيرة عن العراقيين المسافرين لإيران عبر منفذ الشلامجة شرقي البصرة الى مناطق الاحواز في إيران”، مبينا أن “التجار الصغار في البصرة ومحافظات جنوب العراق صاروا يذهبون بحجة السياحة الى ايران لكنهم يتسوقون من منها ويعودون بحمولات تتجاوز الطن للمسافر الواحد، فيما يقوم التجار الصغار او تجار المفرد بإدخالها للعراق تحت عنوان الامتعة الشخصية دون دفع رسوم او كمارك”.
اما التاجر فاضل العيداني فوصف ما يحصل بالتهريب المشرعن، وتحت غطاء قانوني، متسائلاً اي “دولة بالعالم تسمح بدخول 16 الف مسافر في اليوم الواحد وهم يحملون ما لا يقل عن 5 الف طن من البضائع بشاحنات صغيرة”، مشيرا الى أن “تجار الجملة الايرانيين حلوا محل العراقيين وبدل أن تنقل البضائع لإيران عبر شاحنات كبيرة وتخضع للترسيم ودفع الكمرك صارت تنقل (بسيارات البيك اب ) تحت عنوان الامتعة الشخصية وتدخل البلاد دون ضريبة”.
ونوه العيداني الى ان “ذلك يعني خطف الاسواق البصرية ونقل متبضعيها الى ايران بأغراء فارق السعر واغراءات اخرى”.
تحذيرات من افراغ سوق البصرة
وحذرت الاقتصادية علياء حسين من “افراغ البصرة التي تعد العصب الاقتصادي للبلاد من العملة الصعبة نتيجة فتح المنطقة الحرة التي يمر من خلالها من 10 الف الى 16 الف مواطن عراقي الى إيران في اليوم الواحد فقط “.
واضافت حسين، أنه “لو كان كل مواطن يحمل في جيبه 1000 دولار امريكي فمعنى ذلك ان 10 مليون دولار بأقل التقادير تخرج الى ايران بطريقة طبيعية يوميا” ، موضحة ان “ما يخرج من الدولار يتجاوز ال 25 مليون دولار يوميا الى ايران بسبب المنطقة الحرة”.
واشارت الخبيرة الاقتصادية الى أن “العملة الإيرانية غير متوفرة في اسواق البصرة وان توفرت فيصعب حملها، الامر الذي يجعل المواطن البصري يحمل عملة الدولار لسهولة حمله ولكي يحصل على فارق العملة بشكل مضاعف فالدولار في ايران يشترى بسعر مضاعف”.
أنتعاش اقتصادي لمدن ايرانية
ويرى رئيس لجنة المنافذ الحدودية بمجلس البصرة مرتضى الشحماني، أن “فتح المنطقة الحرة يصب في مصلحة المواطن البصري الذي بات يتبضع من الاسواق الايرانية دون قيود” ،مطالبا “هيأة المنافذ الحدودية بتقديم كافة التسهيلات وزيادة اعداد ضباط الجوازات من اجل استيعاب الاعداد الكبيرة للمسافرين العراقيين الى المنطقة الحرة في ايران”.
ويكشف مدير عام منطقة (اروند)الحرة الإيرانية اسماعيل زماني لـ(بغداد اليوم ) عن “وجود اتفاق بينه وبين الجانب العراقي يسمح بدخول العراقيين بسيارتهم الشخصية” ، مبينا أن “انتعاشا اقتصاديا كبيرا تعيشه محافظة خوزستان بسبب حركة التبضع والسياحة الكبيرة التي احدثها العراقيون بعد رفع التأشيرة عنهم والسماح لهم بدخول الاراضي الايرانية بمجرد حمل الجواز فقط”.