الأحد, ديسمبر 29, 2024
Homeمقالاتمَن أين يبدأ الطريق نحو التغيير؟ : مازن الحسوني

مَن أين يبدأ الطريق نحو التغيير؟ : مازن الحسوني

يعيش الحزب الشيوعي العراقي هذه الأيام حالة من الغليان الداخلي والخارجي لم يشهدها من قبل .

الحالة سببها كثرة الإخفاقات التي رافقت عمله السياسي منذ عام 2003 ولحد اليوم
رغم أن الحزب مر بفترات أنتكس فيها بشكل خطير مثل عام 1949 يوم أعدم فهد ورفاقه الأبطال أو عشية انقلاب شباط 1963 وجرائم البعث آنذاك وحتى أيام الجبهة عام 1973 ورفض العديد من الرفاق لهذا التحالف أو الهجمة البعثية على عموم منظمات الحزب عام 1978 ولكن .:
كان الحزب يخرج بعد كل هذه النكسات بصلابة أشد وقوة عزيمة أذهلت أعداءه بسبب نوعية رفاقه سواء في القواعد أو القادة ووضوح الهدف والأيمان بصحة هذا التوجه السياسي الجديد .
ما يحصل اليوم هو شيء جديد غير معهود بحياة الحزب.
قيادة لا تستمع لآراء رفاقها رغم كثرة مناشداتهم بأن الخط السياسي للحزب يشوبه الخلل في أكثر من صعيد سواء على صعيد بنائه الحزبي أو علاقته بالجماهير أو تحالفاته المضرة أو تهادنه مع الاحتلال وأخيرا وليس آخرا القبول بالتعامل السياسي مع أحزاب الفساد والمحاصصة والبعيدة كل البعد عن أي توجه حقيقي لبناء مجتمع ديمقراطي.
ما السبب في هذا الخلل؟

* الأسباب عديدة وسبق أن ذكرت في أكثر من مجال ومن لدن العديد من الرفاق والأصدقاء (الابتعاد عن الساحة العراقية نتيجة القمع البعثي، الخلل الذي أصاب المجتمع نتيجة الجوع والقمع والضعف في المعلومات، قلة الكوادر الوسطية وغيرها من الأسباب) ولكن أبرزها كان هو نوعية الكادر القيادي بهذه المرحلة وكيف تجري عملية اختياره ضمن معايير لا تتلاءم والكفاءة والمقدرة لتحمل المسؤولية والاستعداد للتضحية بل حتى شراء ذمم هؤلاء عبر المكاسب الوظيفية أو المنح (دمج البعض في المؤسسات العسكرية، وظائف في مؤسسات الدولة، رواتب للشهداء أو الأنصار لأشخاص لا يمتون لهذه الصفات بشيء… إلخ) لكي تتلاءم أعمالهم وفق ما يريدونه هؤلاء القادة. ساهمت هذه القضية في إي يلعب فرد أو عدد محدود من القياديين الدور البارز في رسم سياسة الحزب الخاطئة دون أن تكون للقادة الآخرين القدرة على الوقوف بوجه هكذا توجهات خاطئة .
اليوم يطرح العديد من الرفاق والأصدقاء أن كانوا داخل التنظيم أو خارجه :
كيف السبيل لمعالجة هذه الأمراض الخطرة؟
*دعوني أكون صريحا جدا وحتى مستفز لكم حينما أقول إن الطريق للإصلاح الحقيقي والجذري لوضع الحزب يتمثل بالخطوة الأولى والمهمة والتي هي :

أبعاد حميد مجيد عن أي دور بداخل الحزب

*أذن الحزب مربوط بهكذا تعهد لا يسمح له بالخروج منه مهما كانت الحال التي تصل إليها البلاد .
*الحل إذن يكمن في إنهاء سلطة حميد مجيد على الحزب ومن خلال ذلك تنتهي كل صلة الحزب بتلك الوثيقة البائسة .
اليوم الحزب مطالب من قبل رفاقه للخلاص من تبعية تلك الوثيقة .
*من يعتقد بأن بالأمر مبالغة أو كذبا حول هذه الوثيقة فليقدم دليله على عدم وجود هكذا وثيقة .
ما هي الخطوات التي تلي ذلك؟*  
*تشكيل لجنة من قيادة الحزب ورفاق آخرين من المحليات والقواعد مهمتهم الأعداد لمجلس حزبي يتجاوز النظام الداخلي الذي تتحكم به اللجنة المركزية بعد أن يطالب رفاق المحليات والقواعد ويضغطون بهذا الاتجاه ورفض كل التسويفات لعدم عقده لأن اللجنة المركزية
اعتادت بكل المواقف عند حصول ضغط كبير عليها تسوف الطلب بحجج أو حلول هامشية مثلما حدث بعد كارثة تحالف سائرين وكيف جرى ترحيل مناقشته من المؤتمر الحادي عشر إلى مجلس حزبي بعد المؤتمر وجرى تسويف الموضوع بذلك المجلس .
*نوعية الرفاق الذين سيحضرون يجب أن تختارهم هذه اللجنة الخاصة لكي يكونوا حقا مفيدين بهذا المجلس ولا يصح أن تختارهم اللجنة المركزية وحدها .

*تحدد هذه اللجنة مهام المجلس والمتمثلة بدراسة تقييمية لكل سياسة الحزب بعد عام 2003
وانتخاب لجنة مركزية جديدة مصغرة تسير عمل الحزب لحين عقد المؤتمر الثاني عشر  *تعود اللجنة بالتعاون مع إخصائيين بكل المجالات وثائق المؤتمر القادم بما فيها إعطاء فسحة جيدة لمعارضي سياسة الحزب .
  *إبعاد أعضاء اللجنة المركزية الذين ساهموا بشكل خطير في كل التدهور الذي حصل بحياة الحزب وخاصة من كذبوا على الحزب والجماهير فيما يتعلق بكيفية دخول تحالف سائرين.-
أن من تابع ردود أفعال الرفاق والأصدقاء بعد الفشل الذريع في الانتخابات المحلية إصابته خيبة أمل كبيرة تضاف إلى خيبة الخسارة المتوقعة بالانتخابات يوم أصدرت اللجنة المركزية بيانا بائسا حول نتائج تلك الانتخابات عبر بشكل واضح عن عدم التغيير في قناعات هذه القيادة بكل ما حصل وإلقائها اللوم على الآخرين وأعفت نفسها من المسؤولية بهذه الخيبة.
أضاف إليها المقال الذي نشره القيادي (محمد عبد الرحمن أحد القادة الأربعة الماسكين بكل خيوط العمل الحزبي) في يوم 6/1/2024 ليؤكد حقيقة أن هذه القيادة (ما تخطو بصف الأستكان لا بل أنها ما تشوف الأستكان كله).
*أن اللحظة التاريخية الحاسمة بحياة الحزب الحالية تتطلب من الجميع الوقوف وقفة جدية إزاء مهامها الحزبية الصادقة وقيم ومبادئ حزبها النبيلة في إيجاد حلول ولو كانت مرة لأجل رفع شأن الحزب من جديد ورفع رايته خفاقة في سماء الوطن بعد أن نكسها من ركض وراء منافعه الشخصية وجيش خلفه من يواليه بهذا التوجه.

*الموقف يتطلب من ذوي الشجاعة من القياديين سواء البعض منهم في اللجنة المركزية أو المحليات والقواعد الوقفة الشجاعة والعمل الثوري في تغليب مصالح الحزب على أية مصالح أخرى .
تذكروا بأن هنالك المئات بل الآلاف من الرفاق والأصدقاء خارج التنظيم خلفكم وينتظرون منكم المواقف الشجاعة وهم على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم مثلما لم يدعموا الانتخابات الأخيرة التي رأوا فيها تكريسا جديدا للمحاصصة والفساد ومن المعيب أن تشارك من جديد بهذه اللعبة.
الموقف يتطلب الشجاعة لكي يذكركم التاريخ بهذا الموقف الذي ستعبرون به والحزب لشواطئ حرة جدير الحزب وأنتم بها.
تذكروا أن الإنسان تحسب له مواقفه وخاصة وقت الشدات.
عن الحقيقة قيل :
إن سكت مت
وان نطقت مت
فقلها ومت
مازن الحسوني 2024

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular