الدولار الامريكي مصدر خطر على السلم في العالم
-هل أن الأمبريالية تعني الحرب
-كلا، الحرب ماهي إلاّ وسيلة تسعى الأمبريالية إلى فرض سطوتها على العالم. الامبريالية تعني انتزاع موارد ومالية الدول الأخرى وتعيين مسارها السياسي، وتحويل هذه البلدان إلى توابع عن طريق قدرتها الامبريالية. الامبريالية تؤسس نظاماً عالمياً يدار من قبل مركز واحد.
-ما هي حدود أهمية الدولار بالنسبة للأمبريالية؟
-منذ عام 1971 عندما وضعت امريكا الذهب جانباً كمعيار لقيمة النقد ولحد الآن، أصبح الدولار وسيلة للسطو على أموال الآخرين. فالبنوك المركزية التابعة للدول الاخرى تضع مدخراتها بشكل اساسي في اطار قروض الولايات المتحدة، ويجري حفظ السندات الحكومية للولايات المتحدة ورساميل الدول الاخرى في الولايات المتحدة. وعلى أي حال بادرت بعض الدول في الاشهر الاخيرة إلى تغيير سياستها. فقد أعلن فلاديمير بوتين، رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، أن الحكومة الأمريكية قد وضعت عدداً من البلدان خارج ميدان الدولار. وأخذت الصين وروسيا وبلدان أخرى بالتردد في توظيف رساميلها بالدولار، لأن تخشى من أن يتم ببساطة مصادرتها. ويضاف إلى ذلك، فإن الدول المشار اليها تعلم علم اليقين بإنها بهذا الاجراء ستؤمن نفقات الحصار العسكري. بالطبع من الواضح انها تدرك بأن لا علاقة لها بذلك وستتوجه بشكل اكثر صوب زيادة ذخائر الذهب واليورو.
-كيف تفرض الولايات المتحدة الأمريكية علاقاتها؟
-أنها ستضع قانونها. فالولايات المتحدة فرضت المقاطعة الاقتصادية على ايران. وسيدفع كل بلد يستفيد من البنك في التعامل مع ايران مليارات الدرلارات كغرامة، وسيتم اعتقال مواطني هذا البلد. على سبيل المثال ما جرى في مطلع كانون الأول من العام الماضي عندما تم اعتقال السيدة منگ وانزو رئيسة الشؤون المالية للشركة التكنولوجية هواوي في كندا.
إن كل قانون يجري المصادقة عليه في الولايات المتحدة يجب أن يتم تنفيذه ايضاً خارج الولايات المتحدة. إن خطة امريكا الاقتصادية هي خطة شمولية. فالاقتصادي الخارجي يدار من قبل الاقتصاد المركزي. وإن اللاعبين الاساسيين في هذا النظام هم ممثلو الوال ستريت والعسكريين الأمريكان.
وفي المجال العسكري، فإن امريكا تدعي بأنها تستطيع شن حملة عسكرية ضد أي بلد. وليس لأي بلد الحق أن يؤسس نظاماً دفاعياً يقاوم هجومها العسكري. وعلى هذا المنطق، لا تتحمل واشنطن النظام الدفاعي الروسي، وترى إن مهمة الناتو هي ان تتحول اوربا إلى ميدان للحرب في حالة تصاعد الخلافات بين روسيا وامريكا.
-هدف حكومة الولايات المتحدة من الحرب التجارية ضد الصين؟
-إن كل الاحتكارات الصناعية التي تحصل على عوائد احتكارية يجب أن تقع ضمن دائرة سيطرة الولايات المتحدة، خاصة بالنسبة لتكنولوجيا المعلومات الجديدة التي يمكنها تحقيق معدل نمو مرتفع، لأن تكاليف العمالة مرتفعة. وتسعى واشنطن إلى اركاع الاقتصاد الصيني بحيث يجب أن تقع كل مستويات الادارة الاقتصادية والاحتكارات الصينية والبنوك والنظام المالي تحت ادارة الوال ستريت.
-هل أن هناك تفاوت في سياسة ترامب الخارجية مع مسير باراك اوباما، وهل يسر على نفس خطوات سابقه؟
-كلا، إن سياسة ترامب تدار بدقة من قبل ما يعرف بحكومة الظل، أي ممثلي الاجهزة المخابراتية مثل “أن. أس.أي” و “سي. أي. أي”. وهؤلاء يسيرون على نفس خطى الحرب الباردة القديمة في السياسة الخارجية ويسعون إلى نشوء مواجهة عسكرية في اوكراينا ، لتتحول إلى حرب تشمل كل اوربا. ولا ننسى أن ترامب يطالب الأوربيين أن يخصصوا 2% من ناتجهم القومي الاجمالي للنفقات العسكرية. وبالاستناد إلى الاتفاقيات القائمة للاتحاد الأوربي فإن مطالب ترامب تعني أنه لو أرادت هذه الدول صرف اموال كثير لهدف التسليح فما عليها إلاّ أن تقلص من نفقات التأمين الاجتماعي. وهكذا فعندما يطالب ترامب الدول الاوربية أن ينفقوا اموالاً اكثر على التسليح فهذا يعني تقليص نفقات الخدمات الاجتماعية، ظأي اتباع سياسة التقشف. وهذا يشكل أحد النتائج الجانبية للأمبريالية: أي تحميل التقشف على الدول الحليفة من أجل تراكم الثروة في أمريكا.