يضطر سكان مجمع “تل بنات” لشراء مياه الشرب التي تصلهم بالصهاريج المتنقلة منذ 49 عاماً بسبب افتقار المنطقة للمشروع الخاص.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، تعتبر الصهاريج المتنقلة المصدر الوحيد لتأمين مياه آمنة للشرب والطبخ والاستخدامات المنزلية الأخرى لسكان مجمع تل بنات بقضاء سنجار غربي محافظة نينوى.
“ندفع كل ثلاثة أو أربعة ايام مبلغ 10 آلاف دينار لشراء المياه النظيفة”، بحسب هدية مراد (38 سنة) التي أشارت الى أن هذا المبلغ يثقل كاهل العديد من العوائل التي تعاني من ظروف مادية صعبة.
أسرة هدية تتألف من ثمانية افراد. مبلغ 10 آلاف دينار يكفي لشراء ألفين وخمسمائة لتر من المياه الصالحة للاستخدام البشري.
البعض من سكان المجمع حفروا آبار لكن مياهها مالحة ومرة، “ماء البئر لا يصلح كثيراً للاستخدامات المنزلية”، حسبما قالت هدية لـ(كركوك ناو).
تعيش حاليا في تل بنات حوالي ألف عائلة، أغلب سكان المجمع لم يعودوا من النزوح، حيث كان عدد العوائل قبل هجمات داعش يقدر بأربعة آلاف عائلة مؤلفة من 22 ألف شخص.
حبيب صالح، مدير دائرة الماء بناحية القيروان قال لـ(كركوك ناو)، “لدينا مشروع كبير لتأمين المياه النظيفة لتل بنات والمناطق المحيطة بها يضم 14 بئراً”.
نعاني من شح المياه في الصيف والشتاء كذلك، هذه الأزمة تعود لأمد بعيد
المشروع الذي لم يدخل بعد طور التنفيذ يمول من قبل برنامج الأمم المتحدة الانمائي (UNDP) وسيُنجز على أربع مراحل، بهدف توفير مياه الشرب لمجمع تل بنات ومناطق كوجو وقني بقضاء سنجار.
ويأتي هذا المشروع في وقت يواجه فيه العراق مخاطر متمثلة بشح المياه والجفاف واختلال التوازن البيئي، حيث يأتي خامساً بين دول العالم الأكثر تأثراً بتغير المناخ، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة.
تقول هدية مراد، “نعاني من شح المياه في الصيف والشتاء كذلك، هذه الأزمة تعود لأمد بعيد ولم تتدخل اية جهة لحل هذه المشكلة”.
مجمع تل بنات يتبع ناحية القيروان إدارياً، يبعد 30 كيلومتر جنوب شرق مركز سنجار، تم إنشاء المجمع عام 1975، يضم المواطنين الايزيديين الذين تم ترحيلهم من قرى جبل سنجار قسراً من قبل نظام البعث آنذاك.
ليث حسين