الجمعة, ديسمبر 27, 2024
Homeمقالاتماذا يريدون منا؟ : شفان شيخ علو

ماذا يريدون منا؟ : شفان شيخ علو

بصوت عال وواضح نقول: ماذا يريدون منا، هؤلاء الذين لا يريدون الخير لأنفسهم ولغيرهم؟
يعتبروننا أعداء لهم، وهم الذين يستمرون في إلحاق الأذى بنا، وتخويف أطفالنا، وتهديدنا دائماً؟
يشعلون حروبهم ضدناً دائماً، كلما أرادوا ذلك، بحجج فارغة، لأننا نقول نحن شعب ولسنا أقلية، ولنا أرضنا التاريخية، ولسنا عالة على أحد، ولنا تاريخ، ولسنا مقطوعين من شجرة. لكنهم لا يريدون أن يسمعوا ما يتناقض مع أقوالهم، وما يريدون أن يروه كذباً ونفاقاً .
هم من يعتدون علينا، ويبحثون عن الأسباب التي تجعلهم في حالة الحرب دائماً، ويثيرون شعوبهم، ينشرون أخباراً كاذبة، ومعلومات تاريخية كاذبة، بدعوى أننا غرباء على المكان.
لا يعترفون بأخوَّتنا، ونحن من نحاول دائماً الحرص على علاقات الأخوة والمحبة، ولا يدخرون جهداً في الإساءة إلينا. ندعو إلى السلام، فيعتبرون ذلك إرهاباً، نتحدث عن المحبة، فيعتبرون ذلك دعوة إلى الكراهية والحقد والبغضاء. نشدد على أن السلام والتسامح والعيش المشترك، فيعتبرون ذلك تعبيراً عن أننا نعلن الحرب عليهم، ونستعين بالأعداء ونكون انفصاليين.
كل ما يصدر عنا من كلمات تثير غضبهم. إذا ابتسمنا يقولون عن أننا نسخر منهم، وإذا ضحكنا يعتبرون ذلك تصرفاً من باب الشماتة بهم، وإذا التزمنا الهدوء، يقولون عن أننا لا نقيم لهم حساباً.
وهم في كل مناسبة وغير مناسبة، يعقدون اجتماعات مع بعضهم البعض، ورغم اختلاف مصالحهم، يرون فينا خطراً مشتركاً عليهم جميعاً. إنهم يضخمون ما يرونه خطراً، وهو زعم غير صحيح طبعاً، لكي يشعلوا الحرب بالطريقة التي يريدون. فيخربون كل شيء، ويثيرون الآخرين علينا، وبالطريقة هذه، يدفعون بشعوبهم لكي تصدق كل المزاعم المركزة علينا: إننا لا ندعهم يهدؤون، ولا نسوّد عليهم عيشتهم، كما يقولون، وأن استمرارهم في النيل منا، أو توجيه ضربات قاتلة إلينا، ونحن مسالمون وفي بيوتنا، أو توتير مجتمعنا، من باب الزعم بأن لا بد من سياسة كهذه، والتي يرسمونها ويصفونها لشعوبهم.
نحن عندهم، بعيدون عن كل دين، رغم أننا نؤمن بالله، وندعو إلى السلام، والحق والحرية للجميع، ونحن نعيش بعيدين عن المدنية، رغم أننا معروفون بالسلام واحتضان الآخرين بحب .
ونحن بعيدون عن السلام، لأننا نربي أطفالنا على غير كراهية الاخرين، ولأن دفاعنا عن أنفسنا، وتربية طفالنا على المحبة، وحب الوطن، والتمسك بالكوردية، مثلهم مثل الآخرين، يعتبرون ممارسات من هذا النوع، تربية تقوم على العنصرية واحتقار الآخرين .
يرون أن أفضل طريقة لنكون مسالمين، هو أن نخضع لأوامرهم وتوجيهاتهم، أن نتكلم كما يريدون وبالطريقة التي يرسمونها لنا، وأن تكون علاقاتنا فيما بيننا، كما يريدونها هم كذلك. ولا نذكر فيها كلمة الكوردي أو الكوردية، ولا نأتي على ذكر الشعب الكوردي، أو القومية الكوردية، أو التاريخ الكوردي، أو الحديث عن أبطالنا الذين ماتوا دفاعاً عن حقوق الشعب الكوردي، وتلك الثورات التي شهدها تاريخنا ، بأنها عصيانات، وحالات تمرد، وإخلال بالأمن، ولا حل لمثل هذه التصرفات سوى باللجوء إلى العنف بأنواعه المختلفة، وأننا أدوات بأيدي الأعداء، وهم الذين أخذوا درس العدوان منهم، حين قبلوا بتقسيم بلادنا وشعبنا، ووجهوا حقدهم علينا… .
يظهر أن الكورد في تاريخهم الطويل كانوا العدو رقم واحد لهؤلاء الذين تقاسموا كوردستان فيما بينهم، وجزأوا كوردستان مع الاستعمار، واحتكروا ثرواتها لأنفسهم، واعتمدوا أكثر الطرق وحشية بالمقابل، لإسكات صوت الحق، وما أعمال الإبادة الجماعية، أو التهجير، والتصفية الجسدية، والاعتقالات والتهديد، وهتك الحرمات، إلا التعبير الصارخ عن عدوانيتهم وبطشهم.
باختصار، إنهم خائفون على أنفسهم، ويعرفون أنهم يشوهون الحقائق، ومغتصبو حقوق، وأصحاب جرائم وسوابق كبرى في التاريخ، ولهذا يستمرون في التضليل وارتكاب الفظائع.
ونحن من حقنا أن نكرر سؤالنا: ماذا يريد هؤلاء من أنفسهم، ليستمروا عدوانيين وسفاحين؟  ونقول بصوت عال: سنبقى صوت الحرية الذي لا يضعف، وهو صوت الحق، ولا أحد يستطيع أن يسلب سواه حقَّه في الحياة، كما خلقه الله كغيره، وفي الحرية كأي إنسان على وجه الأرض.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular