الإثنين, ديسمبر 23, 2024
Homeاراءدور المناضل (خديدة بسي) في ثورة أيلول 1963- 1975 : الباحث...

دور المناضل (خديدة بسي) في ثورة أيلول 1963- 1975 : الباحث / داود مراد ختاري

ولادته

ولد المرحوم خديدة بسي خلف الجيلكي في قضاء شنكَال عام 1927م. تربى منذ عنفوان شبابه على الروح القومية، إذ كان دوما في المقدمة، حليماً صبوراً، يملك قوة جسدية يحسد عليها؛لذلك كان قدوة للشباب، يستشيرونه في كل صغيرة وكبيرة. بعد نضوج أفكاره وتحليه بالروح القومية، انضم في عام 1964 إلىصفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ونتيجة لمثابرته بالعمل في صفوف الحزب وإمكانياته القيادية، كلفه الحزب بمهام (آمر هيز)  في داخل مدينة شنكَال، ضمن العمل السري للحزب.

وصف شنكَال:

تعد شنكال مركزا رئيسيا للإيزيديين، إذ سكن فيها الإيزيديون منذ القدم حتى يومنا هذا، إذ أورد بلنسرM.Plessner بأن مدينة شنكال تتسم بالازدهار بحكم موقعها الجغرافي الممتاز الواقععلى منحدر خصب تحف به الصحراء. وأكد أيضا على أن مدينة شنكال أهلها من الإيزيدية، وحسب رأيه، بأن انتشار الإيزيديةفي منطقة شنكال يرجع إلى العصور الوسطى.

التنظيمات الحزبية في شنكَال:

عند تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستانى (البارتي) في 16 آب 1946، لم يتأخر الشنكاليون عن الالتحاق به والعمل في تنظيماته. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن وجود البارتي فيها كان في نهاية الأربعينيات. وكان افتتاح أول منظمة للحزب فيهابعد زيارة مسؤول الفرع الأول للحزب صالح اليوسفي إلىشنكَال.

أدى عدد من كوادر الحزب الديموقراطي الكوردستاني دوراًكبيراً في نشر الأفكار القومية وكسب الكثير من المواطنين إلىصفوف البارتي،  إلى درجة أصبح نشاط البارتي ملموساً ومؤثراًفي منطقة شنكال. وبعد ثورة 14 تموز 1958 وعودة قائد الحركة التحررية الكوردية ملا مصطفي البارزاني (1903-1979) إلىبغداد في 6 تشرين الأول 1958 من منفاه في الاتحاد السوفيتي (السابق)، وكبقية المدن الكوردية، ذهب وفد من شنكال للترحيب بعودة البارزاني. وكان الوفد يتألف من كل من هادي داود الداود،وعمر داود الداود، وخضر حسون، وقاسم حسون، وأمين عبدالرحمن. وفي 1959 تم افتتاح مكتب خبات في شنكال.

كانت سياسة الحكومات العراقية هي تعريب المناطق الكوردية حتى بعد اندلاع ثورة 14 تموز 1958، خاصة بعد صدور قانون الإصلاح الزراعي رقم (30) لسنة 1958؛ إذ أسهمت سياسة التعريب في قيام مراكز استيطانية جديدة للعشائر العربية، ومنها (16) مستوطنة في ناحية ربيعة سنة 1960، و(12) مستوطنة في تلعفر، و(15) مستوطنة في قضاء شنكال، ومستوطنات أخرى في نواحي (تل عبطة العياضية)، ورافق عمليات الاستيطان امتيازات تشجيعية لاستمرار استقرار تلك العشائر في تلك المناطق .

لابد من الإشارة إلى أنه كانت هناك مجموعة من الناشطين والمناضلين الذين ساندوا نضال الحزب في شنكال، منهم: أمين عبدو شنكالي، ملا حسين مارونسي، خدر حسون همداني،حجي علي صالح خشولي (استشهد في الجبل بمدافع العدو)، قاسم حسون همداني، خدر زينكي، خديدة بسي، مراد بسي، حسين توفي بامرني، عبدي خياط (أبو فيان) .

تجدر الإشارة هنا إلى أنه بعد محاصرة مناطق الإيزيدية بالعشائر العربية وقطع الإمدادات من سوريا للحركة التحررية الكوردية في كوردستان العراق، وخاصة شراء الأسلحة عن طريق الإيزيديين في شنكال، قامت الحكومة العراقية في الفترة 1963-1964 بترحيل وتدمير (11) قرية إيزيدية بمحاذاة الحدود السورية في شنكال.

أهم المعارك التي شارك فيها:

في عام 1969 بينما كانت هناك قوة عسكرية تتقدم نحو شنكَالبهدف احتلالها، تصدى لها المناضل خديدة بسي مع اثنين من رفاقه في منطقة كري رش شرق شنكَال، حيث قاموا بقطع الشارع العام على القوة العسكرية وذلك بوضع أحجار كبيرة على الطريق، وبعد توقف القافلة العسكرية، نادى أحد رفاقه أن قائد قوتنا خديدة بسي يريد التحدث مع القائد، وقد انصاع القائد للأمر وترجل لملاقاة المناضل خديدة بسي الذي قال له: أنتم محاصرون من قبلنا وعليكم الاستسلام أو القتال وحينها سوف تهلكون. وقد آثر القائد عدم القتال وبحضور معاونه، وتم تسليم جميع القوة العسكرية لخديدة بسي الجيلكي ورفيقيه بدون قتال.

هذه الحادثة مازالت متداولة بين أهالي شنكَال، وفي صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والقائد مسعود بارزاني على علم بهذه الحادثة. وبعد الاستيلاء على معدات القوة العسكرية من أسلحة واعتدة، وأجهزة لاسلكي، أوعز خديدة بسي للقائد أن بإمكانهم العودة بسياراتهم إلى مقراتهم الخلفية… وبعد ذلك نقلت الأسلحة بحمل ثلاث سيارات إلى أطراف مدينة شنكَال حيث تم توزيعها على الشباب من قواته.

خديدة بسي ضمن وفد المفاوضات مع بغداد:

في آذار عام 1970 مع بداية المفاوضات، أرسل وفد من كوردستان إلى بغداد، كان من بينهم نوري شاويس وكان حينذاك وزيراً للأشغال العامة والإسكان، والمناضل علي شنكالي، وبرفقتهما المناضل خديدة بسي. كان الاجتماع برئاسةوزير الداخلية سعدون غيدان، وفي الاجتماع سأل سعدون غيدانالمرحوم خديدة بسي، كيف تمكنت أنت ورفيقيك من الاستيلاء على تلك القوة العسكرية؟ أجابه خديدة بسي: كان ذلك من قبلي واثنين من رفاقي، وهما مسعود مصطفى فارس وبير خدر.وبعد سماعه القصة وسهولة الاستيلاء على القوة العسكرية من قبلهم، ضرب بكفه على جبينه. تم التفاوض بين سعدون غيدانوخديدة بسي وعلي شنكَالي على إعادة الأسلحة إلى الدولة. في البداية رفض خديدة بسي إعادة الأسلحة رغم تبليغه أكثر من ثلاث مرات، ولم يسلمها إلا بعد أن أخبره السيد علي شنكَالي أن القائد ملا مصطفى يأمر بإعادتها. وبعد أن سمع القائد ملا مصطفى بهذا الخبر غضب من السيد علي شنكَالي، وقال له، إن خديدة بسي هو من استولى على تلك الأسلحة وكان من حقه ان يحتفظ بها لقوته في شنكَال. بعد ذلك ارسل القائد ملا مصطفى البارزاني كمية من الأسلحة والأعتدة إلى خديده بسي ليوزعها على قوته.

احتفالية عيد نوروز في جبل شنكَال 1969م :

في مساء يوم 20 من آذار في كل عام، تبدأ الاحتفالات بعيد نوروز القومي للكورد معلنة بالدخول في السنة الكوردية الجديدة التي تبدأ يوم 21 آذار. وعند الاحتفال بعيد نوروز أرسلت حكومة البعث قوة من المرتزقة بصحبة قوة من الجيش لمحاصرة الأهالي والاعتداء على المتجمهرين في الاحتفال. ما إن سمع خديدة بسي بالخبر، ذهب إلى هناك مع أقاربه كل من خلف إسكان وابن أخيه حمي مراد وابنه البكر خيرو ومراد دهو. وجرت مواجهات مسلحةبينهم وبين المرتزقة، استشهد فيها كل من حمي مراد، وخلف إسكان، وأصيب فيها خديده بسي بـ 74 إطلاقة، كما أصيب ابنه قاسم بذراعه الأيمن أيضاً، وأصيب مراد باطلاقتين، وقاتل ابنه خيرو لأكثر من ساعتين لحين توقف القتال. استطاع خيروأثناء ذلك حمل مراد بعد إصابته وايصاله إلى البيت. بعدها وبأمرمن فرع الحزب، أخذ خديدة بسي وابنه قاسم إلى مستشفى الموصل للعلاج؛ إذ كان فيها كل من علي شنكَالي، وفاضل ميراني.

وخلال فترة وجود خديدة وابنه قاسم في مستشفى الموصل لم تتم معالجتهما لمدة ٤٨ ساعة، وكان الغرض من ذلك النيل منهما؛لأنهما قاوما الدولة، وكان برفقتهما محمد خلف أمين للإشراف لحمايتهما وحراستهما. بعد ذهاب علي شنكَالي إلى المستشفى، وبعد مشاجرات عدة مع مدير المستشفى والأطباء المشرفين تمت معالجتهم وبمشاركة أطباء كورد من الموصل،أجريت عمليات عدة لخديدة ثم تم نقله إلى مستشفى في بغداد عائد للحزب الديمقراطي الكوردستاني. وبعد أخذ العلاج اللازم في بغداد أمر القائد ملا مصطفى بنقله إلى كوردستان، حيث مكث في حاج عمران لمدة شهر، وبعد تماثله للشفاء، كلفه ملا مصطفى البارزاني بالذهاب إلى جبل شنكَال وزود قوته بالسلاح والعتاد.

خديدة بسي (آمر بتليون قوة شنكَال ):

تسلم المناضل خديدة بسي مسؤولية (آمر بتليون  قوة شنكَال)،وكان مقرها في (كلي كرسي) بعد استشهاد حجي علي صالح خشو، الذي كان أول آمر للقوة سنة 1971م واستشهد سنة 1972م. وأصبح كل من (خلف حتكو وبير إبراهيم زورافايي) معاونين له، و(حسين كوردي مارونسي) مسؤول الإدارة والإعاشة، وأمراء المفارز كانوا كلا من ( قاسم ششو خالتي، بير هسن جيلكي، محمد يحيى، محمد عزيز، كارس رشو، قاسم ملكو، خلف عطو جيلكي، خلف داود مهركا، ولات هسن هبابا، درويش خلف الدخي، سورو مراد جيلكي، بير درويش داود، حمو دولف سموقي، خدر خلف، وآخرين )، وكان (فليت مراد بسي) كاتب البتليون. أما المقاتلون فكانوا كلا من (قاسم خديدة بسي، مجموعة من عشيرة الفقراء، بير حمو رفو زوماني، علي سعدو هسكاني، سيدو حسن هسكاني، جانكير خالد هويري، عمر عيدو هسكاني، خديدة زريفي، الياس خلف بشارا، قاسو علو سافارا، مراد سعدو، بير مجو جيلكي ، خدر مراد سعدو، قولو نمر … الخ). وكانت تعداد القوة (500) مسلح شاركوا في العديد من المعارك في الجبل، وكان الكادر (إبراهيم عزيز) منسقا بين اللجنة المحلية في شنكَال وبتليون قوة شنكَال.

أهم المعارك التي خاضها بتليون شنكَال بقيادة خديدة بسي:

1- معركة قرية بشاركو سنة 1972م واستشهد فيها المقاتل الشهم (رجو حجي بشاركو)
2- معركة قرية حمي سنة 1972م
3- معركة حاوية زيروا سنة 1972م
4- هؤلاء المذكورين أسمائهم أعلاه شاركوا في معركة قرية زرافكي  يوم 22-6- 1969 قبل تشكيل القوة .

مقتل قائمَّقام شنكَال (غانم أحمد العلي):

قُتل قائمقام قضاء شنكَال في شمال غرب العراق (غانم أحمد العلي) من أهالي الحلة يوم 7-7-1972م في قرية كه درى، على أيدي مهربين وهاربين من الخدمة الإلزامية حينذاك، ظنّاً منهم أنه أحد أفراد الشرطة التي تتابعهم، خاصةً وأنه كان يستقل سيارتهم المعروفة في حينها بـ (المسلحة). وجرت الحادثة حينما اقتربت السيارة التي تقل القائمَّقام من مكان وجود المهربين في جبلٍ شنكَال فأطلقوا عليها الرصاص، وهم لا يعلمون بوجود القائمَّقام بداخلها بل ظنوا أنهم من الشرطة، وقد قُتِلَ الرجل وأصيب آخرون من مرافقيه بجروح. ويذكر أن القائمَّقام لم يكن بمهمة رسمية في تلك الحادثة، بل كان في زيارة تفقدية للمنطقة، ذهب ضحية زيارة غير موفقة وعلى أيدي أناس لا يعرفونه!. بعد ساعات قليلة وتنبيهات عديدة من إذاعة بغداد بأنها ستذيع بياناً مهماً للمواطنين، خرج المذيع بمستهل البيان التالي:
قامت مجموعة مجرمة من عملاء شركات النفط الاحتكارية وشبكات التجسس وبدفع من الإمبريالية والصهيونية العالمية باغتيال المناضل (غانم أحمد العلي) قائمَّقام قضاء شنكَال.

نظم خديده بسي في جبل شنكَال قوة من البيشمركه، من منتسبي ومواليي الحزب الديمقراطي الكوردستاني للدفاع عن شنكَال ضد اعتداءات حزب البعث والجيش العراقي الموالي للبعث ، ومنعهم من الوصول إلى جبل شنكَال، وبقي الوضع هكذا إلى عام 1972حيث قتل قائمقام قضاء شنكَال في قرية (كه درى) مع بعض من أفراد حمايته. بعد هذا الحادث تقدم لواء عسكري إلى قضاء شنكَال بهدف فرض السيطرة عليها، لكنها واجهتمقاومة شرسة من قبل قوة خديدة بسي، حيث حدثت بين الطرفين مواجهات داميه، استشهد على اثرها أربعة من قوات جبل شنكَالوهم كل من( حجي علي صالح، وبغلي سلي، وعيدو حجي، والشهيد صبري وأصيب خيرو خديده بسي بعدة اطلاقات. وقتل من الجانب الآخر عدد من العسكريين أيضاً.

ونتيجة مقتل القائمَّقام تعاملت مقرات البعث بوحشية مع المواطنين في شنكَال وخاصة مع منتسبي الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث ألقي القبض على مجاميع من الناس وبدأ لواء 29 من الجيش العراقي بضرب العديد من القرى، وتعطلت المدارس.

ويذكر الدكتور عبدالفتاح البوتاني حول هذا الموضوع: بعد استئناف القتال بين الحكومة المركزية والكورد في نيسان 1965قامت الحكومات المتعاقبة بحملات اعتقال واسعة في شنكال.وردت الحكومة المركزية بقوة على مواقع الإيزيديين في شنكال عند قيامهم بحركة سنة 1966 ضد الحكومة المركزية، فاضطرت قيادة الثورة إلى طلب المساعدة من الحكومة السورية بفتح الطريق وقبول الجرحى والسماح بوصول الأرزاق والعتاد من زاخو عبر الأراضي السورية إلى شنكال إلا أنه تم رفض الطلب من قبل الحكومة السورية .

وارسلت قوات هلكورد وشيخان مجموعة من المقاتلين البيشمركة إلى جبل شنكَال بقيادة العريف سليمان دوسكي/ آمر بتليون الثاني في قوة هلكورد، وويسي باني/ آمر سرية في قوة شنكَالو صديق زاويتي / آمر سرية في قوة شيخان، وحسين إسماعيل كاشي / من قوة هلكورد  ودليلهم البيشمركة فقير ميشو، وحينما وصلوا إلى قيادة البتليون اجتمعوا مع آمرها (خديدة بسي)  في كهف (دروكا) في جلميران وبحضور كل من المقاتلين (خلف حتو، حسين كوردي مارونسي، قاسم ششو، قاسم ملكو، ولاتي حسن، مراد سعدو، شيخ حسن، سورو مراد جلكي، حمو دلف سموقي، درويش خلف الدخي، الياس خلف بشارا، خديدة زريفي، محمد يحيى، خالد عزيز، بير إبراهيم زورافايي، كاسؤ رشو… وآخرين). ومن ثم زار الوفد مقر اللجنة المحلية للحزب في (كاني كوريكي ) ولم يكن مسؤول المنظمة شيخ خلف موسىموجوداً؛ بسبب تكليفه بعمل حزبي من قبل أسعد خوشفي،فاستقبلهم مساعده ايزدين خدر عبدال (ايزدين خنسي) والأعضاء الفعال الكاركَيريةكل من ( عمر عزيز حلو، قاسم دربو همداني، علو همو سافارا)،  والكوادر (سعدو ادي، شيخ قاسم اوصمان، شيخ حجي سمو، عزة إسماعيل، رفو داود عمر مهركاني ).

وبسبب الوضع الأمني تم تخصيص مقرين لبتليون شنكَال(1- زفنكى وجلميران  2- درؤكا ). وبقى الوفد لمدة يومين عند خديدة بسي آمر بتليون  شنكَال ومساعده حسين كوردي، وزار الوفد أيضاً مقر قاسم ششو وشقيقه قاسو ششو في كاروخ وجلميران . وانتقاما لمقتل القائمَّقام قامت القوات الحكومية بقصف (22) قرية بالمدفعية، استشهد على إثرها عدد من المقاتلين البيشمركهوالمواطنين وهم كل من (حجي علي صالح خشو، عيدو حجي، بغلى سلى، صبري خالدـ، خطاب عمر، محمد علي رشو، خلف حسن رشو، قولو خلف سيدو، سيدو خلف سيدو، عيشان سلو)،بالإضافة إلى جرح (25) شخصاً آخرين، وإلقاء القبض على (250) شخصاً من مناصري حزب البارتي. اتهم علي دقو هبابي بقتل القائمَّقام سنة 1972م وسجن لمدة (8) أعوام. وهجرالمئات من الأهالي من قراهم، واستولت السلطة على (6955) دونماً زراعيا عائدة إلى (366) فلاحاً من القاطنين في (25) قرية وصادرتها.

وفي بيان للحزب الديمقراطي الكردستاني أدان فيها هذا الهجوم وطالب بوقفه والكف عن ممارسة التمييز العنصري في شنكَال وتعريب هذه المنطقة الكوردية.

بعد اشتداد العمليات العسكرية في كوردستان، أصدر قائد الثورة الكوردية ملا مصطفى البارزاني في 15 آب 1972 قرار الاعتصام العام في كوردستان .

وجاء في كتاب مديرية الاستخبارات العسكرية العامة/ المعاونية الأولى بخصوص العشائر الكوردية في العراق، بأن هناك أشخاصاً يمارسون التجسس والتهريب ولهم ارتباط مع النظام السوري، وقسم منهم في سوريا وأبرزهم (الياس خلف، خديدة بسي ، حجو دحام، قاسم ملكه، شيخ خلف والياس قصة) .

نقل مقر بتليون شنكَال إلى بامرني:

بعد تزايد قوات الجيش في شنكَال والضغوطات التي تعرض لها المدنيون، وقتل الكثير منهم، وهدم الكثير من القرى وإلقاءالقبض على الكثير من منتسبي وأنصار البارتي، أمر القائد ملا مصطفى البارزاني البيشمركه خديده بسي بسحب قواته إلىمنطقة بامرني وجعل مقر القيادة في ناحية زاويته.

بعد اندلاع الحرب بين الحكومة العراقية وقوات البيشمركة بقيادة البارزاني الخالد عام ١٩٧٤ وتقدم الجيش العراقي باتجاه قشفر في دهوك، والاستيلاء على أعالي الجبل المسمى گوپي ره ش، قامت قوات البيشمركة بهجوم مضاد وأعادت السيطرة على الجبل، حيث مني الجيش بهزيمة نكراء بعد مقتل العشرات من مقاتليه. وكانت هزائم الجيش العراقي تتوالى في الجبهات كافة على جبال كوردستان. وكانت الحكومة على وشك السقوط مما دفع بنائب رئيس الجمهورية صدام حسين أن يلتقي بشاه إيرانويوقعوا على اتفاقية الجزائر المشؤمة عام ١٩٧٥التي تتضمنتنازل العراق عن الخليج العربي وأراضي كثيرة أخرى من الحدود العراقية لإيران.

بعد مقتل القائمَّقام نقل مقر اللجنة المحلية  إلى (كاني كوريكي) في جبل سنجار ، وفي خريف 1973 نقل إلى سرسنك لحين نهاية ثورة أيلول في 1975م .

بعد اتفاقية 1975 المشؤومة:

بعد هذه الاتفاقية انسحبت قوات البيشمركه كافة من الجبهات، وتوجه المرحوم خديدة بسي بدوره إلى  معسكر سردشت في ايران ومكث فيه مدة ستة أشهر، توجه بعدها إلى تركيا وبقي فيها قرابة العشرين يوما، ثم عبر بعدها الحدود التركية إلى سوريا بطريقة غير شرعية، واستقر فيها  من عام ١٩٧٥ إلى ١٩٨٨. بعد أحداث حلبجة وضربها بالأسلة الكيمياوية قرر السفر إلىالخارج واستقر به المقام في دولة الدانمارك للعيش  فيها.

في عام ١٩٩٦وبعد ثمانية أعوام من الاستقرار في الدانمارك وافاه الأجل، وكانت وصيته أن يدفن في موطنه كوردستان، وتم دفنه في ناحية خانكي، قرية مام شفان.

المصادر :

الكتب :

1- د.عبدالفتاح علي يحيى البوتاني ، وثائق عن الحركة القومية الكوردية التحررية، ملاحظات تاريخية ودراسات أولية،مؤسسة موكرياني للطباعة والنشر، (أربيل: 2001).
2- د.سعيد خديده علو، شنطال (شنكَال) 1921-1980دراسة في تعريب المنطقة من قبل الحكومات العراقية، موقع بحزاني نت، 20 أغسطس 2020
3- دلشاد نعمان فرحان، معاناة الكورد الايزيديين مركز الدراسات الكردية ، دهوك 2008
4- غفور مخموري، بةعةربكردني كوردستان، ط 2 ، هولير 2008،
5- وصفي حسن رديني، شنكال كوردايةتي ترحيل وتعريب، سبيريز دهوك 2006
6- مديرية الاستخبارات العسكرية العامة/ المعاونية الأولى ، العشائر الكردية في العراق ، ((سري))

المجلات والصحف :

1- د عبدالفتاح بوتاني، شنكَال وثورة أيلول،لالش العدد 15،  دهوك 2001
2- حجي سمو شنكالي ، لمحة عن شنكَال، مجلة لالش ، العدد (11)، (دهوك: 1999).
3- كفاح محمود كريم، كيف تم إغتيال قائممقام شنكَال؟ جريدة الزمان 9 سبتمبر 2020
4- خيري دمير، في موقعه الخاص يوم 15 سبتمبر 2011
5- مقابلة مع المناضل خيرو خديدة بسي في مدينة  اودنسة / دنمارك يوم 4 نيسان 2023

نشر المقال في العدد (51) من مجلة لالش 2024

9

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular