كان الامارات هي السباقة في اعلان اعترافها بالكيان الصهيوني دولة وتبادلوا السفراء والزيارات, حيث وقعت اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني في 16 سبتمبر 2020 , واهم بنود الاتفاق بين الإمارات والصهاينة هو إقامة السلام والعلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل للعلاقات الثنائية… وسعت السعودية للحاق بركب قطار التطبيع لتحقيق اتفاق مشابه بما فعلته الإمارات, للحفاظ على المكاسب الاقتصادية, لكن اندلاع الحرب في غزة جعل اي تحرك سعودي نحو التطبيع يواجه بموجة جماهيرية كبيرة في كل البلدان العربية والاسلامية.
نعم مع وجود تنافس سعودي إماراتي, لكن ايضا هنالك صداقة كبيرة بين البلدين وواضحة بين الزعيمين الفعليين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.
· اتفاقهما في حصارهم لدولة قطر
في عام 2017 اتفق البلدان (الإمارات والسعودية) على الحد من نفوذ دولة قطر المتنامي, وأهم الأسباب التي فاقمت من الصراع هو الموقف من إيران, فالسعودية تُحاول الحد من نفوذ الدولة الإيرانية في المنطقة, كما تُحاول القضاء على الجماعات الاسلامية المقاومة التي تدعمها إيران, على عكس قطر التي لا تهتم بهذا, حيث اتهمت الرياض قطر في بيان: “بدعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف” وهي منطقة ذات غالبية شيعية تقع شرقي السعودية. كما اتُهمت قطر بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن” كما جاء في البيان السعودي.
وساندت الامارات السعودية فقاما بمحاصرتها سياسيا واقتصاديا مع حرب اعلامية شرسة, بكل ما يملكونه من قدرات, وقد فشل حصارهم على قطر بسبب حنكة حكام قطر.
· اتفاقهما في حرب الحوثيين
في عام 2014 حشدت السعودية والإمارات والبحرين وباقي حلفائهم جيوشها (قطر امتنعت عن المشاركة) ضد الحوثيين في اليمن, حيث قالت السعودية: “إنهم لن يتسامحوا مع ما يسمونه “استيلاء ميليشيا مدعومة من إيران على دولة تقع على حدودها الخلفية” يقصد اليمن، وأضاف: “دول الخليج تريد وضع حد للتدخل الإيراني في الشؤون العربية”.
فكان التصميم السعودي الإماراتي كبيرا على مواجهة ما يعتبرونه طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط.
في 21 أبريل 2015 أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم, بعنوان انها حققت اهدافها وقضت على القوة الصاروخية التي يملكها الحوثيين, لكن الحقيقة انها فشلت في تحقيق اي هدف من أهداف عاصفة الحزم وتكبدت خسائر كبيرة, وهي من طلبت بانهاء الحرب لان استمرارها يعني خسائر كبيرة لحلف السعوديين.
وقد برز في هذه الحرب شدة الاتفاق السعودي- الإماراتي .
· التنافس الخفي السعودي – الإماراتي
خلف تلك الصداقة الوثيقة بين البلدين (السعودية والإمارات) يوجد صراع هادئ, حيث يتنافس البلدان على الزعامة داخل العالم العربي. خلف الكواليس، تخوض السعودية والإمارات منافسة جيواقتصادية نشطة بأبعاد متعددة:
· البعد الأول:
هناك منافسة هائلة على الاستثمار الأجنبي. ويعود التنافس إلى عام 2009، عندما اعترضت أبو ظبي على الموقع المقترح لمقر البنك المركزي لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، والذي لعب في نهاية المطاف دورًا في إحباط إنشاء البنك نفسه. بين عامي 2012 و2022، كان تدفّق الاستثمار إلى الناتج المحلّي الإجمالي في الإمارات أكبر بنحو 3.5 مرة من نظيره في السعودية، وأصبحت دبي الموقع المفضل لنحو 70% من المقرّات الرئيسية للشركات الكبرى متعددة الجنسيات في الشرق الأوسط.
· البعد الثاني:
أدى ارتفاع أسعار النفط في عام 2022، بفضل الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى دفع الاقتصاد السعودي إلى النمو بنسبة 8.7%، وهو أعلى معدّل بين دول مجموعة العشرين، التي أنتجت تدفقات كبيرة من رأس المال. وقد شجعت السعودية بنشاط الشركات الأجنبية العاملة في منطقة الخليج على نقل مقرّها الرئيسي إلى أراضيها، وأصدرت تحذيرات من أنّ الشركات التي تفشل في ذلك تخاطر بوقف العلاقات التجارية مع الرياض, وقد أدّت سياسات الطاقة بين السعودية (أكبر مصدر للنفط في العالم) والإمارات إلى زيادة حدة هذه المنافسة. وفي صيف 2021، برز خلاف واضح بين الرياض وأبو ظبي بشأن خطة تقودها السعودية ضمن أوبك+ لإطالة أمد تخفيضات الإنتاج، مع رفض الإمارات للمقترح. وعلى الرغم من التوصّل إلى حلّ واضح لهذا التوتر بسرعة، فقد انتشرت شائعات لاحقة بشأن اعتراض أبو ظبي على هيمنة الرياض داخل أوبك + والتفكير المحتمل في الانسحاب من أوبك.
· البعد الثالث:
ويستثمر كلا البلدين بشكل استراتيجي في الجهود الرامية إلى تعزيز قوتهما الناعمة من خلال استضافة تجمعات دولية بارزة. فقد أنشأت السعودية مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في حين استضافت أبو ظبي منتدى الاستثمار العالمي، وهو حدث سنوي تنظّمه الأمم المتحدة. ويعمل كل من المنتديات والمؤتمرات بمثابة منصّات لاجتماع القادة والمستثمرين العالميين، وتسهيل اقتراح حلول مبتكرة للتحديات العالمية.
· البعد الرابع:
يمكن أن يكون أوّل مظهر من مظاهر الجغرافيا السياسية لكرة القدم في العصر الجديد. تشتهر دبي بمجتمعها العالمي المنفتح نسبيًا، حيث تجتذب المشاهير لاستضافة الحفلات الموسيقية والعروض. إلا أنّ هذا الامتياز لم يعد يقتصر على دولة الإمارات. في كانون الثاني/ ديسمبر 2023، استضافت الرياض بنجاح MDLBEAST Soundstorm، وهو أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط. وتعكس هذه المساعي مجتمعة الجهود المتعمدة التي بذلتها هاتان الدولتان لإعادة تشكيل صورتهما الدولية وتعزيز التصوّرات الإيجابية عن نفسيهما على الساحة العالمية.
· البعد الخامس:
أما المنافسة الأخيرة والأكثر محورية، فتتعلّق باستراتيجيات «الرؤية» التي تنتهجها الدولتان. وقد رسّخت دولة الإمارات، بعد أن شرعت في رحلة التنويع منذ سنوات، مكانتها كمركز عالمي للنقل والأعمال من خلال مبادرات استراتيجية تتعلق بمينائي خليفة وجبل علي، يكملها نجاح الناقل الجوي طيران الإمارات.
ومع ذلك، أطلق محمد بن سلمان رؤية 2030، وهي خريطة طريق طموحة للتنويع الاقتصادي السعودي، في عام 2016. والمشروع الرئيسي ضمن هذه الرؤية هو مبادرة نيوم، وهو مسعى بمليارات الدولارات يهدف إلى وضع السعودية كدولة بارزة في البنية التحتية والنقل والتكنولوجيا، ومركز الأعمال والمال في المنطقة.
كما التزمت الرياض أيضًا بأكثر من 100 مليار دولار لتحويل نفسها إلى مركز لوجستي بحري وجوي، وهو ما تميّز ببدء شركة طيران الرياض. وينطوي ذلك على تحدي هيمنة الموانئ الإماراتية من خلال استثمارات كبيرة في ميناء جدة الإسلامي، المقرّر أن يصبح أكبر وأكثر الموانئ ازدحامًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبصياغة مختلفة، دفعت منافسة “الرؤية” الرياض وأبو ظبي إلى سباق التحديث والتنويع، وغالبًا ما يكون ذلك على حساب بعضهما البعض.