ترجمة / حامد أحمد
شهد مبنى البرلمان الاوروبي في بروكسل الثلاثاء انعقاد مؤتمر دولي نظمته مؤسسة مجالس النساء الايزيديات بالتعاون مع الجمعية المركزية للايزيديين في المانيا لمناقشة معاناة أهالي سنجار وسعيهم لاعادة اعمار منطقتهم وسبل عودتهم لبيوتهم وكذلك مقاضاة المتورطين بجرائم الابادة الجماعية بحق الايزيديين من مسلحي تنظيم داعش داعين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الى اتخاذ إجراءات لتحقيق مطالبهم.
وعقد المؤتمر الذي استمر ليوم واحد تحت شعار “إعادة اعمار سنجار التي تعرضت لإبادة كضمان لسلام في الشرق الأوسط” وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة على احداث الابادة الجماعية بحق المجتمع الايزيدي وسبي النساء الايزيديات في سنجار على يد تنظيم داعش الإرهابي، في وقت اعترفت فيه عدة بلدان في العالم بان ما جرى هو جريمة إبادة جماعية.
ومن بين أمور أخرى، اشتملت القضايا التي تمت مناقشتها على ما أبدته دول من التزامات وتعهدات خلال اعترافها بجريمة الابادة الجماعية بحق الايزيديين وما هي السبل والطرق التي يجب اتباعها لإعادة اعمار سنجار.
وقد انتهى المؤتمر بإدراج عدد من المطالب والتوصيات في بيانه الختامي اشتمل على 15 نقطة يدعو فيه المؤتمرون المجتمع الدولي للتحرك بخصوصها.
من بين المطالب والتوصيات المهمة التي وردت في البيان هي محاسبة ومقاضاة المتورطين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. ودعا المؤتمر المنظمات الدولية وبالأخص الأمم المتحدة ومحكمة الجرائم الدولية في لاهاي للتحقيق في البيانات التي احتواها التقرير. وذكر المؤتمر ان الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي وعديد من البرلمانات الوطنية قد اعترفت بان الافعال الوحشية التي ارتكبت في سنجار هي جريمة إبادة جماعية، ويتوجب على برلمانات ومنظمات دولية أخرى ان تنظم لهذا الاعتراف. وجاء في البيان الختامي أيضا “ندعو أيضا الدول والمؤسسات التي اعترفت بوقوع جريمة الإبادة الجماعية أن تتخذ إجراءات لمقاضاة المتورطين بهذه الجريمة. وانه يتوجب بذل جهود دولية لتحرير آلاف النساء والأطفال الايزيديين الذين ما يزالون محتجزين لدى داعش”. وكان مجلس الامن الدولي وبعد جهود دولية ومجتمعية قد طلب من الامين العام في العام 2017 انشاء فريق يونتاد بموجب القرار 2379 لدعم الجهود المحلية الرامية الى مساءلة تنظيم داعش عن طريق جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق على الاعمال التي قد ترقى الى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية التي ارتكبها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
ودعا المؤتمرون أيضا الى ضرورة عودة جميع الايزيديين الذين نزحوا من ديارهم في سنجار وتسهيل عودتهم بسلام، مشيرين الى ان اصلاح ما دمرته الحرب وإعادة اعمار سنجار بحاجة لدعم دولي. وما يتعلق بالغارات التركية المتكررة على مناطق في شمالي العراق وكذلك في قرى ومناطق سنجار، دعا المؤتمرون البلدان التي اعترفت بجريمة الإبادة الجماعية بحق الايزيديين ان تمارس وسائلها وطرقها الدبلوماسية والسياسية والقانونية لمنع وإيقاف تركيا من مواصلة شن غارات على منطقة سنجار، مقترحين اغلاق المجال الجوي هناك امام الطائرات الحربية.
وتناول المؤتمر أيضا قضية اتفاقية سنجار التي عقدت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في 9 تشرين الاول عام 2020 الخاصة بإعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع في قضاء سنجار ، مشيرين الى ضرورة تفعيلها على نحو صحيح وان تتم مراجعتها من قبل الحكومة العراقية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وان يتم اشراك المنظمات والمؤسسات الايزيدية في صياغتها.
اما بخصوص البحث عن الايزيديات اللائي ما زلن في عداد المفقودين فقد دعا المؤتمر الأمم المتحدة ومنظمة شؤون المرأة في الأمم المتحدة وجمعية المرأة في الاتحاد الأوروبي الى المساعدة في البحث عن النساء والفتيات الايزيديات وتحديد أماكنهن عبر تحقيقات خاصة في البلدان التي يتوقع وجودهن فيها ونقلهن اليها واتخاذ الإجراءات القانونية بصدد هذه القضية. وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في تقرير لها ان تنظيم داعش عمد الى استرقاق أكثر من 6,500 من النساء والأطفال الايزيديين وتسبب بتشريد أكثر من 350 ألف في مخيمات النزوح في شمالي العراق، مشيرة الى قيام مسلحي داعش الاتجار جنسيا بنساء وفتيات ايزيديات حتى باعمار لا تتجاوز الثامنة والتاسعة من العمر حيث ما تزال هناك اكثر من 2,800 امرأة وطفل ايزيدي في عداد المفقودين وفي الاسر.
ودعا المؤتمر الاتحاد الأوروبي الى اعتبار يوم 3 آب كيوم يرمز الى الإساءة للمرأة لتذكير العالم بالمجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق الايزيديين والنساء للتوعية بمنع تكرارها.
• عن موقع ANF news