النازحون المقيمون في مخيمات اقليم كوردستان أمامهم مهلة ستة اشهر فقط للعودة الى مناطقهم، وفي المقابل سيحصلون على منحة قدرها أربعة ملايين دينار، فضلاً عن توفير المستلزمات المنزلية وفرص العمل والتعويضات.
وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تعتزم إنهاء مهامها في مخيمات النازحين، نهاية شهر تموز 2024، وذلك استناداً الى قرار مجلس الوزراء الخاص بعودة النازحين والذي يضم عدة إجراءات من بينها زيادة المساعدات المالية من مليون وخمسمائة ألف الى أربعة ملايين دينار.
المنحة ستوزع مباشرة على كل عائلة نازحة بعد عودتها، إضافةً الى توفير بعض المستلزمات والأجهزة الكهربائية كالثلاجات، أجهزة التلفزيون والطباخات، وتبلغ قيمتها الإجمالية حوالي ثلاثة ملايين دينار، كما سيتم شمول العائدين من النزوح في مخيمات الاقليم ببرامج راتب إعانات الحماية الاجتماعية والمعين المتفرغ للمعاقين، والقروض الميسرة للعاطلين بدون الفوائد استثناءً من الضوابط، وفقاً لقرار مجلس الوزراء الذي صدر يوم 23 كانون الثاني 2024.
وشدد قرار الحكومة على توفير فرص عمل للعاطلين، وتخصيص نسبة من تعيينات العقود المرتقب إطلاقها في الوقت الحالي بما يعادل 2 بالمائة من كل عنوان وظيفي، فضلاً عن تشجيع النازحين من سنجار ومركز الموصل على العودة عن طريق إطلاق مشاريع الإسكان بأسعار مناسبة.
“لست أنا فقط، بل أيضاً اثنان من أبنائي الذين تزوجوا بعد أحداث 2014، فقدنا منازلنا وممتلكاتنا، لذا يتوجب على الحكومة أن تجد حلاً لمن يعانون من نفس أوضاعنا، كما أن عليها توفير الخدمات الضرورية لمناطقنا”، بحسب ألياس قاسم (56 سنة) الذي يقيم منذ سنوات في مخيم لنازحين بمحافظة دهوك.
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 600 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً، 16 منها في دهوك تأوي 26 ألف عائلة، معظمهم من أهالي نينوى بالأخص من المكون الايزيدي لقضاء سنجار، وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان.
حسب متابعات سابقة لـ(كركوك ناو)، يمتنع النازحون عن العودة بحجة عدم استتباب الوضع الأمني وقلية الخدمات في مناطقهم، كما أن العديد من العوائل العائدة الى مناطقها عادت مجدداً الى مخيمات النازحين في الاقليم.
وقال ألياس قاسم لـ(كركوك ناو)، إن “منزلي تم تفجيره من قبل داعش ولم يبق لي شيء، الآن لا أستطيع العودة نظير حصلي على أربعة ملايين دينار”، مشيراً الى أنه قدم منذ سنتين طلب الحصول على تعويضات لكنه لم يحصل على شيء”.
وقعت سنجار تحت سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش” في آب 2014، وخلال اشهر أدت المعارك الى تدمير آلاف المنازل والمباني والبنى التحتية، فيما لا يزال مصير أكثر من ألفين و500 ايزيدي اختطفهم مسلحو داعش مجهولاً.
يجب على الأهالي أيضاً أن يكونوا متعاونين مع الجهات المعنية لعودة النازحين والتعايش معهم في سنجار
قرار مجلس الوزراء لم يشر مطلقاً الى مصير المختطفين الايزيديين، لكنه وجّه بتخصيص نسبة من ميزانية صندوق إعادة إعمار المناطق المحررة لسنجار، لأن الميزانية التي خصصت سابقاً لقضاء سنجار وسهل نينوى كانت قليلة ولا تتناسب مع حجم الأضرار التي لحقت بالمنطقة.
علي عمر، معاون محافظ نينوى، قال لـ(كركوك ناو)، “وفقاً لقرار الحكومة يجب إنهاء ملف النازحين وعودتهم الى مناطقهم حتى نهاية شهر تموز القادم، لكن العودة طوعية”.
وأوضح بأن هناك مقترح لإنشاء أربعة آلاف منزل لنازحي سنجار ممن دمرت منازلهم، الى جانب فتح مكاتب أو ممثليات أو فروع للوزارات والمؤسسات الحكومية في منطقة سنجار لتوفير الخدمات اللازمة والضرورية لأهالي القضاء.
“يجب على الأهالي أيضاً أن يكونوا متعاونين مع الجهات المعنية لعودة النازحين والتعايش معهم في سنجار كالسابق”، بحسب علي عمر.
إعادة إعمار قضاء سنجار، الذي يعاني منذ سنوات من وجود إدارتين فيه، جزء من بنود اتفاق سنجار و الذي تم تثبيته ايضاً في المنهاج الوزاري للحكومة العراقية، بالرغم من أن الاتفاق الذي وقع منذ عام 2020 لم ينفذ حتى الآن.
بير ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات التابعة لحكومة اقليم كوردستان في دهوك قال لـ(كركوك ناو) بأنهم مع عودة النازحين لكن بشرط أن “تكون العودة طوعية وأن تحصل كل عائلة على التعويضات، كما أن سياسة حكومة اقليم كوردستان تشدد على عدم إجبار النازحين على العودة أو إغلاق المخيمات قسراً”.
الحكومة الاتحادية أغلقت كافة المخيمات الواقعة في المناطق الخاضعة لسلطتها وعددها 55 مخيماً، وتبادلت التهم في أكثر من مناسبة مع مسؤولي حكومة الاقليم فيما يخص قضية عودة النازحين وإغلاق المخيمات في الاقليم.
إيفان فائق، وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية شددت على أن عودة النازحين طوعية، لكن مهامهم في المخيمات ستنتهي بنهاية شهر تموز المقبل، وأن بإمكانهم إنهاء الملف قبل ذلك الموعد لأن سكان المخيمات يعيشون في ظروف صعبة وغير صحية، بحسب بيان الوزارة.
يعاني النازحون المقيمون في مخيمات اقليم كوردستان من العديد من المشاكل، منها غياب المساعدات المالية وعدم توفر مستلزمات الحياة الضرورية وشح مياه الشرب وذلك بعد انتهاء عمل معظم المنظمات الدولية في المخيمات.
وقال بير ديان جعفر، “سنواصل دعمنا للنازحين ونوصل لهم الخدمات ما دامت هنا عائلة واحدة في المخيمات، دأبنا على ذلك منذ سنتين بعد أن انسحبت المنظمات الدولية، بالأخص تلك التي كانت تعمل في مجال توفير الكهرباء والماء والخدمات الصحية”.
ستة ملايين مواطن عراقي نزحوا من مناطقهم بسبب حرب داعش والعمليات العسكرية للقوات العراقية في الفترة من 2014 الى 2017، وحسب إحصائيات المنظمة العالمية للهجرة لا يزال أكثر من مليون مواطن يعيشون في النزوح، بضمنهم النازحين المقيمين داخل مخيمات اقليم كوردستان.
ليث حسين – نينوى